رسالة للبنات.. كيف حولت "شروق" واقعة التحرش بها إلى قضية رأي عام؟
كتب - محمد شعبان:
لم تتوقع "شروق" ابنة الـ18 سنة أن يحظى توثيقها لمحاولة شاب التحرش بها في سيارة أجرة، ونشرها الصور عبر صفحتها بـ "فيس بوك" بكل هذا الاهتمام من الرأي العام، وخاصة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
"مصراوى" تحدث مع "شروق"، ورصد التفاصيل الكاملة للواقعة، والكيفيةَ التي تمكنت بها طالبة المرحلة الثانوية الانتصار على المتحرش بها وفضحه أمام الرأي العام، موجهة رسالة لكل فتاة تتعرض للتحرش بألا تصمت وتدافع عن حقها بنفسها.
كانت الساعة تشير إلى الـ12 ظهر يوم السبت الماضي، عندما غادرت "شروق أ." (الطالبة بالصف الثالث الثانوي) السنتر الذي تتلقى فيه درس مادة الأحياء بمنطقة حلوان، لتستقل ميكروباص في طريق عودتها إلى منزلها بكفر العلو.
تقول الفتاة: "متعودة أركب الميكروباص وأنزل في نص الطريق جنب البيت، ولم تمر سوى 5 دقائق على صعودى العربة، وجلوسى بمقعد ملاصق لإحدى النوافذ، حتى شعرت مرة واحدة بحركة غريبة في الكرسي".
تشير "شروق" إلى أنها لاحظت اقتراب يد شاب ثلاثيني (يجلس في المقعد الخلفي) من جسدها، فأخرجت، بحركات حثيثة، هاتفها المحمول، والتقطت صورتين ترصدان لحظة تحرشه بها.
تتابع الفتاة: "قررت أوثق اللي حصل في الأول علشان أعرف أخد حقي، ثم التفتٌّ بعدها للشاب وزعقت فيه، وعليِّت صوتي وفجأة لقيت الكل بيقول خلاص يا آنسة"، وهو ما أصابها بحالة من الدهشة والصدمة من ردة فعل الركاب ودفاعهم عن الشاب.
وحين حاول المتحرش إنكار ما فعلته، وواجهته بالصور حاول الاعتذار لها مع تخاذل الركاب وطلبهم مسامحته، إلا أنها رفضت، وقررت كتابة ما حدث ونشره عبر صفحتها الشخصية بـ"فيس بوك".
ولما وصلت "شروق" للمكان نزولها، وجدت الشاب يحاول اصطناع النوم لكى لا تلتقى عيناها في عينيها، وقبل عودتها إلى المنزل، توجهت إلى محل والدها، وقصَّت عليه ما حدث، وعرضت عليه الصور التي التقطتها، فعنفها لعدم اصطحابه إلى القسم وقال لها "مجرجرتيهوش على القسم ليه؟"، وهو ما أجابت عليه بأنها لم تستطع تحرير محضر له لأن "الناس كانوا بيدافعوا عنه.. ومش هتعرف توصله تانى".
ولم تمر ساعات قليلة على نشر "شروق" تدوينة تروي تفاصيل الواقعة، حتى فوجئت بنسبة التداول الكبيرة لها بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، تقول: "مكنتش متخيلة إن الأنظار هتتلفت بالشكل ده وكنت فاكره إنه هينتشر بين أصحابي وقرايبي.. بالكتير أوي منطقتي فقط".
لم تكن هذه المرة هي الأولى التي تتعرض فيها طالبة الثانوى للتحرش، حيث سبقت وتعرضت لمحاولة داخل إحدى وسائل النقل "لكنها ماكنتش بالطريقه دي أبدا"، (حسب قولها) ولم تترك المتحرش بل "ضربته قدام الناس"، لافتة إلى أنها لم تستطع تكرار ذلك هذه المرة لأن "الركاب كانوا بيدافعوا عنه وسكتوها.. وما جعلها لأول مرة تقتنع إن معندناش رجالة".
ورغم ما فعلته من فضح "المتحرش بها"، إلا أن "شروق" التي تتمنى أن تصبح طبيبة كيميائية في المستقبل تشعر أن "حقها موصلش ومش هتعرف تجيبه؛ لأنها غلطتْ لما قالتْ خلاص كفاية عليه كده وسمعتْ كلام الناس وسكتتْ"، وفق حديثها.
ووجهت الطالبة رسالة للفتيات، نصحتهن فيها بعدم التجاوز أو الصفح مع أي محاولة للمساس بهن، وقالت: "متستنوش حد يدافع عنكم.. من تتعرض للتحرش مأجرمتش واتعرضت لظلم ولازم تاخد حقها بنفسها".
فيديو قد يعجبك: