"إسلام" نجا من سكين زوجته في عيد الفطر فأحرقت جثته قبل "الأضحى" -(صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب - محمد شعبان:
تصوير- أحمد النجار:
"هي الدنيا جرى فيها ايه.. مراته وصاحبه قتلوه.. مش قادر أنسى شكل جثته، دماغه كانت زى التفاحة من غير معالم" بهذه الكلمات وصف أحد شهود العيان جريمة قتل "إسلام" على يد زوجته وصديقيه المقربين في منطقة ميدان الساعة بالهرم.
صباح الجمعة الماضي، استيقظ "شعبان" حارس العقار رقم 9 بشارع المنشية الخلفي على أصوات صراخ وعويل الجيران، فهرع لاكتشاف الأمر، فوجد، حسب قوله، "شقة الأستاذ إسلام اللي في الدور الأول مولعة"، فاتصل برجال الإطفاء الذين حضروا خلال دقائق، واستغرقوا20 دقيقة للسيطرة على الحريق الذي التهم غرفة النوم، وتفحمت بسببه الجثة.
"الأستاذ عبده" مالك الشقة في الدور الثانى والموظف بوزارة الخارجية، ظنَّ في البداية أن الجيران أوقدوا النيران في القمامة مثلما يفعلون صبيحة كل يوم جمعة، إلا أنه فوجئ بالدخان يتصاعد من شقة "إسلام" في الدور الأول، فهرع إليه مثلما فعل جميع الجيران، من بينهم "أم مصطفى" حارسة العقار المجاور، التي عرفت أن جثة "إسلام" تفحمت من النيران، ورأت "جيهان" زوجته جالسة على السلم شاردة الذهن، لا تبدو عليها معالم الحزن!
"ماكنش باين إنها زعلانة" بهذا وصفت زوجة حارس العقار حالة "جيهان" بعد علمها بموت زوجها، كاشفة أن قصة حب جمعت بينهما من أكثر من عامين.
تتابع حارسة العقار: "جيهان كانت متجوزة واحد صاحب إسلام.. ومخلفة منه كنزي 8 سنوات، وطلبت الطلاق للزواج من "إسلام"، وهو ما حدث، واستمرت العلاقة بينهما حتى حدث ما حدث الجمعة الماضية".
في هذا اليوم، أصيب الجميعُ بالصدمة، ولم يكسر الصمت إلا صراخ والد "إسلام": "ده ينفع.. ده يرضي مين!"، ليدخل في نوبة بكاء هستيري مع رفض الأمن السماح له برؤية ابنه، ليرد الأب المكلوم: "كان هيعزل آخر الشهر لبيت حماته لأن عقد الإيجار خلص ونقل معظم العفش بالفعل"، بهذا بدأ "سيد" صاحب ورشة أسفل العقار تذكر تفاصيل الحادث.
يكمل: "المباحث لم تجد شيئًا سليمًا في الشقة بعد احتراقها سوى بعض المنقولات وكلب المجني عليه الذي لم يصب بأذى لوجوده بالشرفة، وقفص العصافير الذي اشتراه لطفلته "جوليا" البالغة من العمر سنة ونصف".
"يوم السبت سألني امتى العصافير هتبيض" يتابع "سيد" حديثه عن الضحية الذى يرتبط بعلاقات طيبة بكل جيرانه، مؤكدًا أن "إسلام" كان يعشق طفلته، ودائما ما يقول له: "لو أطول أجبلها الدنيا مش هتأخر"؛ لهذا استغرب ما رددته الزوجة من أن الضحية كان دائم التعدى على طفلته، قائلا: "يضرب بنته إزاي بس!"، مشيرًا بيده نحو قفص عصافير داخل المحل التي أعطته له "المباحث" بدلا من أن تمت.
يؤكد صاحب الورشة أن "إسلام" كان يتعاطى المخدرات "بس عمره ما ضرْ حد"، مشددًا على أنه لم يتحدث معه من قبل حول وجود خلافات بينه وبين زوجته.
"ماحدش كان بيسمع لهم صوت"، يوضح صاحب ورشة السيارات أن "إسلام" استأجر الشقة منذ عامين، ولم يتسبب طوال تلك المدة في أية مشكلات و"الناس كلها بتحبه، خاصة الأطفال، وهما بيلعبوا بالكلب إلى جايله من بلاد بره".
يوم الثلاثاء الماضي كانت آخر مرة شاهد فيها "سيد" جاره "كان واقف في البلكونة على المغرب بيهزر ويضحك مع عمال الورشة، بعدها ما شوفهوش ولا سمعنا عنه حاجة، حتى بدأنا نشتم رائحة كريهة من العقار مساء الخميس الماضي، افتكرناها من البلاعة اللي في آخر الشارع، ثم فوجئنا بالحريق يوم الجمعة، وعرفنا أن إسلام قتل من أيام ثم احترقت جثته في حادث مدبر".
يوم الحادث، وقبل انصراف رجال الشرطة، لاحظ المقدم محمد الصغير، رئيس مباحث الهرم، وجود كاميرات مراقبة لدى أحد محلات شارع المنشية، وبمشاهدة التسجيلات، اكتشف صعود 3 أشخاص بينهم سيدة إلى العقار محل الواقعة في تمام السادسة صباحا -قبل نشوب الحريق بدقائق- ليأمر بتعيين الحراسة اللازمة على الشقة، ويقرر اصطحاب زوجة المجني عليه إلى ديوان القسم، خاصة عقب ورود تحريات بوجود خلافات بينها والقتيل مؤخرا.
فحسبما علمت "أم مصطفى" حارسة العقار فإن زوجة القتيل توجهت يوم الاثنين الماضي إلى محل حماها -القريب من المنزل- اشتكت من سوء معاملة نجله لها وعدم إنفاقه عليها وطفلتيها، فمنحها مبلغًا من المال و"لو قال لها لو احتاجتي حاجة تعالي"، فطالبته بعدم إخبار نجله لأنها سيضربها لو علم بالأمر.
وأمام تفريغ كاميرات المراقبة وتحريات الرائد هاني عجلان، معاون مباحث قسم الهرم، وأقوال الجيران، لم تستطع الزوجة الصمود طويلًا وأدلت باعترافات تفصيلية، وكشفت الكيفية التي ارتكبوا بها الواقعة.
قالت الزوجة: "أنا اللي قتلته علشان مبقتش قادرة استحمله"، مدعية أنه كان يتعاطى المواد المخدرة باستمرار، وحاولت علاجه في إحدى المصحات لكنه رفض، وكان يعاملها بشكل سيئ، ولا ينفق على المنزل، إضافة إلى تعديه على طفلته بالضرب والكي بمكواة لحام.
وكشفت المتهمة أنها حاولت التخلص من زوجها في عيد الفطر المبارك الماضي عن طريق ذبحه، لكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة، ثم اتفقت مع صديق زوجها "إيهاب"، والذي كان بمثابة رفيق الدرب و"كان طالع نازل معاه على بيته" -وفق الجيران- و"كريم"، 19 سنة، على التخلص من زوجها مقابل 10 آلاف جنيه.
وفى يوم السبت 23 أغسطس الجاري، حسب اعترافات الزوجة، استغل الجناة استغراق الزوج في النوم إثر تعاطيه أقراصًا مخدرة، وتعدى المتهمان عليه بقطعة حديد أدت إلى مقتله، وانصرفا عقب ذلك، وتوجهت الزوجة إلى منزل أسرتها بشارع مجاور؛ لإيهامهم بسفر زوجها للعمل بكفر الشيخ، ثم عادوا فجر الجمعة لنقل الجثة فوجدوها في حالة تعفن، تفوح منها رائحة كريهة، فأحضرت الزوجة البنزين، وسكبته على الجثة، وأشعل "إيهاب" النار في الشقة لإخفاء معالم الجريمة.
فيديو قد يعجبك: