مصراوي في الحي الراقي.. ماذا حدث في مشاجرة رجل الأعمال وأسرة اللواء؟

كتب – فتحي سليمان ومي محمد:

على غير عادته خرج اللواء مدحت من فيلته بشارع راغب عياد في منطقة حي النرجس بالتجمع الخامس عصر يوم الاثنين الماضي رفقة حفيدته "لي لي" التي تبلغ من العمر 4 سنوات تزامناً مع مرور سيارة جيب شيروكي سوداء تُسير بسرعه جنونية مرت أمامهما، وخوفًا على حياة حفيدته وجه جملة لسائق السيارة: "بالراحة بالراحة ياحمار" كانت كفيلة تلك الجملة بإحداث مشاجرة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي لعدة أيام.

وكان المقدم عمرو الوكيل، رئيس مباحث قسم شرطة التجمع الخامس، قد تلقى بلاغًا من مدحت الدولتلي لواء سابق بالقوات المسلحة يفيد بالتعدي عليه وابنه وهتك عرض زوجتيهما من قبل رجل أعمال وبعض الـ"بودي جاردات" على مرأى ومسمع من الجيران وشهود العيان.

"لم يكن الأمر عادياً مثلما توقعنا".. هكذا وصف اللواء قائلاً:"سيارة تسير أمام منزلي بسرعة جنونية لا أرى سائقها فقط أشرت له بيدي مطالبًا إياه بالسير بهدوء نظراً لوجود أطفال في الشارع ولأنه طريق جانبي غير أنه لم يعرني اهتمامًا بل زاد من سرعته فجرت على لساني عبارة تلقائية وجهتها له: "بالراحة ياحمار".

يقول اللواء مدحت لمصراوي "عادت السيارة للخلف بنفس سرعتها نحوي أنا وحفيدتي ونجلي وطلت من نافذتها سيدة منتقبة وجهت لي سبابًا وألفاظًا خارجة، متوعدة أياي بالانتقام مني وبصوت عالٍ سمعه بعض العمال من فيلا ملاصقة وهاتفت السيدة شخصا أخرا يدعى إبراهيم - عرفت بعد ذلك أنه زوجها-  قائلة له ألحقني يا إبراهيم الناس ولاد (....) بيشتموني وذهبت بسيارتها وهي تقول هوريكم وهندمكم يا ولاد (لفظ خارج)".

"تجمع عمال الفيلات المجاورة وبعض الجيران حولي وأكد بعضهم أنه لن يتركني لإيضاح الأمر لزوج السيدة حال وصوله بدلاً من وقوع مشاجرة لا تحمد عقباها" تابع اللواء، وأضاف "لكن العمال انصرفوا بعد ذلك لأن مواعيد عملهم انتهت".

 محمود حامد، يعمل مبيض محارة، تصادف وجوده أثناء الواقعة قال لمصراوي: "أنا شفت الجزء الأول من الخناقة بس.. الباشا شاور لها عشان تهدي السرعة، مسمعتش الكلام، قالها يا حمارة، رجعت وشتمت بألفاظ خارجة وهددته قدامنا بأنها هتحزنه على عياله ثم تركناهم".

يكمل اللواء "الموقف عدى كانت حوالي الساعة ٥ وقفلت الباب بعدها بنحو ساعتين كنت واقف قدام الفيلا لاحظت تجمع غريب لبعض الأشخاص أمام فيلا زوج سائقة السيارة وتحرك اثنين غرباء أمام فيلتي فهرعت للدخول وأثناء محاولتي إغلاق الباب الحديدي الخارجي فوجئت بشخص يضع قدمه في الباب ثم لكمني في وجهي بضربة قوية".

يستطرد اللواء "الشخص الذي ضربني هو زوج السيدة التي توعدتني يدعي إبراهيم سليمان وقال لي انا هوريك مقامك كويس وانهال بالضرب والركل عليّ برفقة اكثر من ٢٠ شخصا آخرين ثلاثة منهم ضربوا ابني وآخرين انهالوا بالضرب على زوجة نجلي وزوجتي ثم هربوا فور سماعهم سرينة بوكس الشرطة".

 توجه محررا مصراوي إلى فيلا المتهم إبراهيم وزوجته لسماع أقوالهما في الاتهامات التي وجهها إليهما اللواء مدحت، غير أنهما وجدا الفيلا مغلقة ولا يوجد أحد بداخلها.

وقال مصدر أمني موثوق بالإدارة العامة لمباحث القاهرة إن رجل الأعمال إبراهيم سليمان المتهم بالاعتداء على لواء سابق وأسرته بمنطقة فيلات حي النرجس بالتجمع الخامس ترك فيلته وهرب عقب الواقعة وتم تشكيل فريق أمني موسع من مباحث التجمع  الخامس وقطاع البحث بالقاهرة الجديدة لملاحقته تنفيذاً لقرار صادر من النيابة العامة بضبطه وإحضاره.

وألقت الشرطة بالقاهرة الجديدة القبض عليه مساء السبت واقتادته إلى قسم الشرطة ليصل عدد المتهمين المضبوطين في الواقعة إلى 4 أشخاص.

وروت إيمان صقر زوجة شادي نجل اللواء مدحت لمصراوي تفاصيل ما حدث "كنت خارجة أدور على البنت عارفة أنها مع جدو فقولت أنزل أجيبها وأنا خارجة سمعت صوت ضرب نار وزعيق طلعت أجري لقيت ناس كتير أوي بيهجموا على الفيلا وماسكين في خناق عمي والبنت واقفه بتعيط".

تضيف ايمان "فضلت أصوت وأنادي على شادي زوجي كان نايم في غرفته ونزل جري ورايا وأنا مكنتش مستوعبه إيه اللي حصل وليه الناس دي كلها بتهجم على عمي وزوجي وبتضربهم بالشكل ده فصرخت فيهم وفجأة لقيت أكتر من 2 بيتهجموا عليّ وضربوني وقطعوا هدومي واعتدوا علي وشدوني من مدخل الفيلا عايزين يخلعوني هدومي في الشارع".

وأكد المصدر الأمني أن النيابة العامة أصدرت قراراً بحبس كلاً من (السيد ص ا، 32 سنة، عامل، ومحمد ع م، 36 سنة، عامل، وحسن ي ن، 44 سنة، مشرف انشاءات)، ووجهت لهم النيابة تهمة التعدي على أشخاص وإتلاف أملاك الغير، وأمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وقالت التحريات إن "اللواء كان يلهو مع حفيدته أمام فيلته، في الوقت الذى كانت تقود فيه زوجة رجل الأعمال سيارتها بسرعة جنونية، فحدثت مشادة بينهما إثر مطالبته إياها بعدم السير بهذه السرعة وقوله لها امشي بالراحة ياحمارة لوجود أطفال بالشارع، وحين لم تستجب له، تصاعدت المشادة، وتوعدته بالانتقام، وأحضرت زوجها ونحو 10 عمال ممن يعملون في الفيلا التي يمتلكها بنفس الشارع".

وأشارت إلى أن "مشاجرةً نشبت بعد ذلك بين الطرفين، تعدى خلالها العمال وذوو رجل الأعمال على أسرة اللواء، وحطموا بعض أبواب وشبابيك فيلته، وأصابوا ابنه، كاشفًا أن كاميرات المراقبة الخاصة بفيلا مجاورة يمتلكها مهندس مقيم بأمريكا أظهرت بعض الاشتباكات التي وقعت بالشارع، كما تم تسجيل بعض روايات شهود العيان وتقديمهم إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق في الواقعة".