حكاية قاتل "طليقته" بعين شمس.. والدها رفض "المحلل".. والمتهم :"تحرم عليا وعلى غيري"
كتب- محمود السعيد وطارق سمير:
قبل 4 أيام، تلقى "راضي.ا، والد ضحية عين شمس" اتصالاً هاتفيًا من أسامة 34 سنة، طليق ابنته مهددًا إياه "تحرم عليا وعلى غيري لو اتجوزت هقتلها"، فردَّ عليه الأخير "أنا مش هسيبك"، تلك كانت فحوى مكالمة مهدَّت لقتل المجني عليها "هبة" بمنطقة عين شمس.
اتجه "أسامة.ح" عامل ألوميتال، مساء الخميس الماضي، إلى منزل طليقته "هبة" 33 سنة، ليأخذ ابنهما الأكبر أدهم 9 سنوات، ليبيت معه على أن يعود في الصباح، - تقول"أم زياد" شقيقة المجني عليها-.
وفي الثانية صباح يوم الجمعة، استيقظ الطفل الصغير على مشادة كلامية بين والده وجدته، قائلة "المرة دي هتتعدم فيها"، بعدما صارحها بنيته قتل طليقته، ودار بينهما سجال على مدار دقائق، حاولت فيها الأم تهدئته حتى لا ينفذ جريمته "بلاش يا ابني تضيع نفسك وسيبها"، ليرد الآخر "هقتلها"، وعاد كليهما إلى حجرته وخلدا للنوم حتى الصباح، واستيقظ أدهم ولم يجد والده بجانبه، كما يروي الطفل في حديثه لـ"مصراوي".
وداخل شقة متواضعة بالدور الأرضي لعقار في شارع "حسن الشحات"، استيقظت نورا 7 سنوات، لتجد والدتها هبة راقدة على الأرض، غارقةً في دمائها، وحاولت إفاقتها لكنها لم تفلح، فهرولت إلى منزل جدتها لأمها وأخبرتهم بالأمر.
"روحنا البيت ولقينا هبة واخده طعنتين في بطنها"، تقول "أم زياد، شقيقة المجني عليها لـ"مصراوي"، مضيفة "اتصلنا بالإسعاف والنجدة، لكن لما وصلوا كانت ماتت"، وبدأ رجال المباحث في سؤال أهالي المجني عليها عن المشتبه في قيامه بالجريمة.
نفت "أم زياد" معرفتها بقاتل شقيقتها، فيما ألمح والد المجني عليها إلى حدوث خلافات بينها وبين طليقها أسامة، بعدما نما إلى علمه اتفاقها على الزواج من أحد جيرانهم ويدعى "حسين.س" 29 سنة، عامل مطبعة.
"هددني كذا مرة إنه هيقتلها لو اتجوزت بعده"، يشير والد القتيلة إلى طليقها، ويسترجع ذكريات 11 سنة مضت، قائلا: "اتعرفوا على بعض وكان بينهم علاقة حب قوية، وطلب يتجوزها رغم إصابتها بشلل في قدميها، وخلفوا 3 أطفال، أدهم وجومانا ونورا، لكن عصبيته أنهت جوازهم بعدما طلَّقها 3 مرات".
وقبل 5 سنوات، أدين أسامة بتهمة قتل زوج شقيقته في مشاجرة أودت بحياته، وخلال محاكمته تمكنت الزوجة حينذاك من استخراج شهادة معاملة أطفال له، لتخفف عنه الحكم، وحُكِم عليه بالسجن 5 سنوات.
وأضاف والد المجني عليها، أن طليقها حاول إعادتها إلى عصمته عدة مرات، لكنّ "دار الإفتاء" أكدت على وجوب زواجها من آخر، حتى يتزوجا مرة أخرى، وبالفعل توصلا إلى "محلل" من ذوي الاحتياجات الخاصة عبر الأوراق فقط، ولكن الأزهر أكد على ضرورة "المعاشرة"، فرفض كلاهما الأمر، لتغلق قصتهما للأبد، وظل الأطفال هم حلقة الوصل الوحيدة بينهما.
"أنا شوفت بابا بيرمي سكينة في كابينة الكهرباء"، جملة قالها أدهم نجل المتهم، لفتت أنظار الحاضرين، ودفعت رجال المباحث إلى توجيه الاتهام مباشرة إلى طليق المجني عليها، وبالانتقال عثروا على "السكين" وبها آثار دماء، ونفى الأخير علاقته بالأمر.
"كانت بتصرف عليه هو وعياله".. يشير زوج شقيقة المجني عليها " أمين.ر، 32 سنة، نجار مسلح"، إلى أن هبة كانت تعمل في ترخيص سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة لتملكها رخصة قيادة خاصة، تتوسط في تملك تلك السيارات لآخرين كـ"سمسار"، وتربح أمولًا لا بائس بها لتدير شئون الأسرة.
ويؤكد "أمين"، أن القاتل كان متمردًا على حياته طوال الوقت، ولم يكف عن إهانتها رغم تحملها أعباء المنزل، وصمم على العودة لها بها طلاقهما لتدهور حياته المادية، وبعدما ضاقت أمامه نفذ جريمته وقتها.
وكان قسم شرطة عين شمس، تلقى بلاغا من الأهالي بالعثور على جثة ربة منزل، داخل مسكنها، بالانتقال وإجراء المعاينة تبين أن بها إصابات عبارة جرحين طعنتين بالبطن وبروز الأحشاء، وتبين سلامة جميع منافذ الشقة.
تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء محمد منصور مدير ادارة البحث الجنائي بالقاهرة، توصلت تحرياته إلى أن وراء ارتكاب الواعة "أسامة ح."34 سنة، فني الوميتال" طليق المجني عليها " والسابق اتهامه في3 قضايا، والمطلوب للتنفيذ عليه في القضية رقم 28764 لسنة 2016م عين شمس.
عقب تقنيين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها أسفرت إحداها عن ضبطه، وبمواجهته بما ورد من معلومات وما أسفرت عنه التحريات أقر بصحتها واعترف بارتكاب الحادث.
وتحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء خالد عبدالعال مدير أمن القاهرة للنيابة العامة التي تولت التحقيق.
فيديو قد يعجبك: