لغز "جريمة بهتيم".. عندما وقفت "نسمة" بالبلكونة تنادي المارة: "بابا قتل ماما"
كتب – محمد الصاوي:
في الثامنة من صباح الأربعاء الماضي، وقفت الطفلة "نسمة" (5 سنوات) في شرفة منزلها في عزبة منصور ببهتيم التابعة لقسم شرطة ثان شبرا الخيمة، حاملة في يدها صورة والدتها والدموع تنهمر على خديها، تنادى على المارة قائلة "ياعمو بابا قتل ماما ورماها وراء البيت"، إلا أن الأهالي لم يعيروا الطفلة اهتماما، حتى عثروا على جثة الأم بعد ساعتين ملقاه وسط أكوام القمامة... حكاية "مقتل سعدية عبد المجيد" باتت الشغل الشاغل لأهالي عزبة منصور، الذين لم يجدوا حتى الآن أية إجابة على سؤال: كيف وقعت الجريمة؟
"مصراوي" توجه لمسكن الضحية، وجمع روايات أقارب المجني عليها وجيرانها حول الجريمة التي هزت "بهتيم".
أسفل عقار متواضع من 6 طوابق بشارع الجامع، جلست الجارة "أم فارس"، تترحم على جارتها، وتنظر للطابق السادس كلما سنحت لها الفرصة لتتذكر تفاصيل الواقعة، قائلة "الله ينتقم منه عبد الرحيم زوجها، كان دائم التعدي عليها بالضرب، ومنعها من الخروج من المنزل ومكناش بنشوفها خالص، ولم يكتفي بذلك، لكن وصل لدرجة أنه منعها عن زيارة أسرتها، ومنعهم عن زيارتها".
تشيح "أم فارس" برأسها في اتجاه شقة المجني عليها، قبل أن تتابع: قبل ثلاثة أشهر حضر أشقاء سعدية لزيارتها ، لكن زوجها شتمهم وطردهم في الشارع، وعندما استسمحوه لرؤيتها أطلق أعيرة نارية في الهواء من طبنجة لتهديدهم واجبارهم على مغادرة المنطقة.
وعن تفاصيل ما حدث يوم الحادثة، قال أحد الجيران، طلب عدم نشر اسمه: في منتصف ليلة الأربعاء استيقظ الأهالي على أصوات صراخ واستغاثة، فخرجنا متتبعين صوت الاستغاثة، لنكتشف أنه صوت "سعدية"، لكننا وقفنا عاجزين عن فعل أي شيء، لأن زوجها "سليط اللسان"، وسبق أن تعدى على أحد الجيران حاول التدخل لإبعاده عن زوجته أثناء تعديه عليها بالضرب، واتهمه بمحاولة التحرش بها.
وأضاف الجار: فجأة توقف الصراخ، وعاد الأهالي الى منازلهم، وفى الثامنة صباحا، شاهدنا الطفلة "نسمة" واقفة في شرفة المنزل حاملة صورة والدتها، تبكى وتنادى على المارة قائلة "يا عمو بابا قتل ماما ورماها وراء البيت" لكن أحدا لم يهتم بكلام الطفلة، قلنا "هي لا تدرك معنى كلمة قتل".
"والله يا باشا أنا رحت أرمى الزبالة لقيت سعدية مرمية على الأرض"، قالها أحمد الشاب العشريني، الذي عثر على جثة الأم، موضحا أنه في بادئ الأمر ظن أنه رجل مسكين بلا مأوى نائم في الشارع، وبالاقتراب تبين أنها جارتهم سعديه ملقاه على الأرض جثة هامدة، مرتديه ملابسها بالكامل.
وأضاف: صعد الأهالي للطابق السادس لإبلاغ "عبدالرحيم " بالعثور على جثة زوجته، لكنه لم يكن متواجدا، ووجدنا باب الشقة مغلقا، فأبلغنا أسرة المجنى عليها التي حضرت برفقة الشرطة، وقاموا بفتح باب الشقة بالقوة.
مضى الشاب يقول: بمجرد فتح الباب خرت الطفلة والدموع تنهمر على خديها، ينتفض جسدها من شدة الخوف، وبسؤالها عما حدث قالت "بابا ضرب ماما بالعصاية".
وقال أبو اسلام شقيق المجنى عليها إنه فوجئ باتصال من جيران شقيقته أبلغوه بأنهم عثروا على جثتها ملقاه خلف المنزل، وأضاف أنه لا يعلم كيف قتلت، مناشدا الجهات المسئولة بسرعة كشف ملابسات الواقعة.
وعن تفاصيل ارتباط شقيقته وزوجها، قال: قبل 6 سنوات طلب عبدالرحيم البالغ من العمر 65 عاما، يد شقيقتي ووافقت لأنها كانت ترغب فى الزواج لتحقق حلمها فى أن تصبح أم، ورزقهما الله بطفله تبلغ من العمر 5 سنوات. وتوقف ليمسح دموعه قبل أن يضيف: زوج شقيقتي كان دائم التعدي عليها بالضرب وسبق وأن طلقها قبل عامين، لكن تدخل الأهالي وأصلحوا بينهما وعادت لمنزل الزوجية بعد اتفاق بحسن معاملتها والسماح بزيارة اسرتها مرة كل اسبوع، ولكنه أخل بكل الاتفاقات ومنعها من زيارتنا وكذلك منعنا من زيارتها، وعندما طلب والدى رؤيتها، ذهبت لاصطحابها لكن زوجها شتمنا وأطلق أعيرة نارية علينا لإجبارنا على مغادرة الشارع.
كان قسم شرطة ثان شبرا الخيمة، تلقى بلاغا بالعثور على جثة "سعدية. ع."، 42 سنة، ملقاه أسفل منزلها بشارع الجامع بعزبة منصور ببهتيم، دائرة القسم. وألقت الأجهزة الأمنية القبض على زوجها، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة زينهم، لعرضها على الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة.
وأوضح مصدر قضائي أن الزوج أنكر معرفته بالواقعة وأسباب وفاة زوجته، مشيرا الى أن التحقيق مستمر، وجار الاستماع لأقوال الجيران والشهود.
فيديو قد يعجبك: