إعلان

"بيتي اتخرب أقعد ليه".. لماذا انتحر سائق الوراق؟

12:57 م السبت 18 مارس 2017

مصراوى عند منزل السائق المنتحر بالوراق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

لم يتحمل "إبراهيم. م" (57 سنة)، سائق، وفاة زوجته وشريكة حياته قبل 40 يوما، لتلحق بابنهما الذي سبقها بعامين، فقرر التخلص من حياته واللحاق بهما، وشنق نفسه يوم الأربعاء الماضي، على باب شقتهم، تاركا خلفه بناته الأربعة.

وفي شارع ضيق لا يتعدى عرضه المترين بشارع عبده شعراوي بمنطقة الوراق، نُصب سرادق عزاء السائق، فيما همس شاب لنا بصوت خافت: "عم إبراهيم.. انتحر".

ومن العزاء لمنزل السائق المنتحر، عم الحزن بين الجيران، وقال أحد قاطني الطابق الأول: "مافيش شبهة جنائية خالص هو انتحر.. الراجل كان تعبان"، لتؤكد زوجة الجار: "ولاد إبراهيم قاعدين في شقة عمهم فوق".

65

في شقة بسيطة مكونة من 3 غرف، جلست السيدات يترحمن على المتوفى "الأسرة خلاص تفككت"، تقول قريبة للفقيد استقبلتنا على باب الشقة.

"اللي حصل ده بسبب اللي حصل في السنتين اللي فاتوا".. قالها سيد محمد، شقيق المتوفى، موضحا أن شقيقه أصيب بأزمة نفسية منذ وفاة نجله "مصطفى" 18 عاما، في نوفمبر 2014 جراء نوبة قلبية.

نجله: ماكنتش بقدر أطلع الشقة من يوم ما أمي ماتت

وتابع: إبراهيم كان لديه 6 أطفال هم (محمد، ومصطفى، وريهام، ورانيا، وحبيبة، وحنين)، وكان يعمل سائق تاكسي، ويواصل العمل ليل نهار لتوفير متطلباتهم، "ربنا كرمه وقدر يجهز رانيا وريهام".

ويؤكد صاحب الـ68 عاما، أن شقيقه تلقى صدمة كبيرة قبل سنتين بوفاة نجله "مصطفى" الذي كان يعمل بمحطة وقود مجاورة للمنزل، فدخل في أزمة نفسية حزنا على فراقه، ليتلقى لطمة جديدة: "مراته جالها فشل كُلوي وسرطان وماتت".

94

تلتقط "ريهام"، الابنة الكبرى للمتوفى أطرف الحديث من عمها، مشددة على أن والدها كان يتمتع بصحة جيدة، لكنه منذ عام انقطع عن العمل على التاكسي، بالتزامن مع تدهور الحالة الصحية لوالدتها.

ابنته الكبرى: موت أمي أثر في حالته النفسية

وقالت "ريهام"، إن والدها خضع للكشف الطبي بمستشفى الأمراض النفسية بالعباسية، ولدى أحد الأطباء النفسيين في مارس الماضي، وكان التشخيص "عنده حالة نفسية سيئة"، مضيفة: "كان بيرمي الدواء فبطلنا نوديه للدكاترة".

وتشير شقيقتها الصغرى رانيا، إلى أن والدها كان هادئ الطباع، قليل الاختلاط مع الأهالي، وقالت: مؤخرا كان يقوم ببعض الحركات الغريبة، ويدعي ذهابه للعمل، في حين أنه كان يتجول بالشوارع لبعض الوقت ثم يعود مجددا.

36651456

لم يتحمل الأب وفاة زوجته، وتكرار مشهد الذهاب للمقابر، وفراق الأحباب تارة أخرى، وظل يردد بعد علمه بوفاة زوجته: "بيتي اتخرب".

يرفع الشقيق الأكبر للمتوفى يديه للسماء، داعيا الله: "يارب ارحمه.. كان غلبان"، لافتا إلى أن شقيقه كان يردد بعض الكلمات خلال الفترة الأخيرة "هموت، أقعد ليه"، وقال إنه حاول الانتحار مرتين حيث طعن نفسه بسكين تسبب في جروح بمنطقة البطن، لكن تم إنقاذه.

شقيقه: اللي حصل السنتين اللي فاتو هو السبب

يسترجع العجوز الذي يتكئ على عصا معدنية أحداث الأربعاء الحزين: "أنا متعود أعمل شاي بلبن وسندوتشات جبنة فينو، وأطلعها لأخويا أول ما يقوم من النوم"، ومع دقات الثانية ظهرا، ناديت عليه لكن دون أي رد، فطلبت من حفيدي "نور" 9 أعوام، الصعود والاطمئنان على جده.

"إلحق إلحق يا جدو"، قالها الصغير ليهرول أفراد الأسرة نحو شقة "إبراهيم" ليعثروا على جثته معلقة من رقبته بشال من القماش بماسورة الغاز أعلى الباب من الداخل، وأسفله كرسي بلاستيك صغير، فأبلغوا الشرطة التي حضرت خلال دقائق رفقة فريق من النيابة العامة.

1521456

وقالت "ريهام" الابنة الكبرى أن أختيها الصغيرتين لا تعلمان شيئا عن وفاة والدهما، خاصة مع إصابتهما بحالة نفسية سيئة عقب وفاة والدتهما قبل 40 يوما، مضيفة: "أمي ماتت يوم خميس، ووالدي اندفن في نفس اليوم".

وناشد شقيق المتوفى ونجلته مسؤولي التضامن الاجتماعي تخصيص معاش دوري حتى يتمكنوا من الإنفاق على الطفلتين: "إحنا سددنا الديون اللي كانت علينا بمساعدة الأهالي"، لتختتم ريهام حديثها "عاوزين معاش، الطفلتين مالهمش حد".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان