كيف قاد "العشيق" رجال المباحث لقاتل "كوافيرة أرض اللواء" في عز الفجر؟

كتب - محمد شعبان:

كعادتها، اتصلت مالكة محل كوافير بمنطقة أرض اللواء بشاب اعتاد تلبية احتياجاتها، طالبة منه شراء بعض الأشياء وتوصيلها إلى المنزل، لكنها لم تدر أنها ستكون الأخيرة.

الواحدة والنصف صباح يوم السبت 29 يوليو الماضي، اتصل "أحمد" بصاحبة الـ30 سنة، أخبرها أنه في طريقه إلى منزلها حاملا أكياسا بلاستيكية تحوي قائمة المشتريات.

عقب وصوله الشقة بشارع أحمد سالم، طلبت "إ" من الشاب الجلوس ليلتقط أنفاسه بينما تعد له مشروبا يتناوله، وتبادلا أطراف الحديث حتى فوجئت به يمسك "طبق الفاكهة" المصنوع من الفخار، وتعدى عليها بالضرب بمنطقة الرأس، لتسقط جثة هامدة على الأرض.

خلال ثوانٍ معدودة، استولى المتهم على مصوغات الضحية (4 غوايش، قرط، سلسلة، كوليه)، ثم راح ينفذ الجزء الثاني من خطته، وحمل جثة الضحية وصعد بها إلى سطح العقار المكون من 3 طوابق، مستغلا حالة الهدوء التي تسود المنطقة حيث الساعة الثالثة فجرا، وألقى بها لتسقط بالشارع الخلفي، ولاذ بالفرار.

وضع العميد أيمن الحمزاوي، رئيس مباحث قطاع وسط الجيزة، خطة بحث تركزت على فحص علاقات المجني عليه وأبرز المترددين على مسكنها بصفة دورية خاصة أنها تقيم بمفردها.

تحريات المباحث توصلت إلى أن شخصا يدعى "سامر" على علاقة عاطفية بالمجني عليها، وأنه دائم التردد عليها، لتشير أصابع الاتهام إلى احتمالية تورطه في الجريمة.

انطلقت مأمورية بقيادة الرائد عمرو الديباوي، رئيس مباحث نقطة أرض اللواء، لضبط العشيق، لكنه نفى تورطه في الجريمة "إزاي اقتلها وأنا بحبها ومقدرش أعيش من غيرها"، ليكشف عن مفاجأة: "يا بيه آخر واحد كان مكلمها الواد أحمد الصبي بتاعها".

بالعرض على اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، أمر قطاع المساعدات الفنية بفحص سجل مكالمات الشخص الذي اتهمه عشيق الضحية، وتبين صحة حديثه، إذ دارت مكالمة بينه والمجني عليها في تمام الواحدة والنصف صباحا، قبل ارتكاب الجريمة بنحو ساعة ونصف.

30 ساعة من أعمال البحث والتحري الجاد، قادت المباحث إلى حل لغز تلك القضية، وثُبت أن مرتكب الجريمة هو "أحمد"، لمروره بأزمة مالية، خاصة أنه اشترى دراجة نارية منذ 3 أشهر، لا يستطيع سداد القسط الشهري.

أعد الرائد عمرو الديباوي خطة للإيقاع به من خلال نصب عدة أكمنة بمحيط سكنه بمنطقة الوراق، أسفرت إحداها عن ضبطه بشارع أحمد سالم في تمام التاسعة صباحا، وأقر بجريمته بدافع سرقة المصوغات الذهبية، واصطحبته النيابة العامة لتمثيل الجريمة.

وأمر المستشار وائل الدرديري المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، بإحالته لمحكمة الجنايات، وأسندت له تهمة القتل العمد المقترن بالسرقة.