لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رحلة البحث عن "كبير العيلة" ببولاق.. لماذا قتل "سامي" والده ودفنه بحظيرة المواشي؟

02:11 م الجمعة 20 أكتوبر 2017

كتب - محمد شعبان وأحمد السيد:

لم تدر أسرة مُسن ينتمي لعائلة كبيرة بمنطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور، أن رحلة البحث عنه بعد اختفائه في ظروف غامضة ستنتهي باكتشاف مقتله، لكن الفاجعة كانت أن الجاني ليس غريبًا، فقد قتل الابن أباه ودفنه في حظيرة المواشي.

قبل أيام قليلة، رُزق "سمير.ا" صاحب الـ 64 عاما، بطفل من زوجته الصغيرة في السن، مما أثار غضب نجليه "محمد"، 32 سنة، و"سامي"، 27 سنة، وبدأ في التفكير بما ستؤول إليه الأمور.

لم ينتظر سامي كثيرًا، وراح يطالب والده -المعروف بثروته الكبيرة من خلال تجاره في الخضروات- بضرورة تقسيم الميراث في ظل آخر المستجدات، مبديًا تخوفه من مساعي زوجة والده لإقناعه بضمان مستقبل مولودها مستغلة حالة الكراهية التي لا يخفيها أبناء الزوج لها وطفلها.

طلب الابن لم يلق قبولا لدى والده "عاوز تورثني وأنا عايش"، وراح يؤكد له أنه لن يظلم أحدًا.. كلمات لم تهدئ ثورة الشاب العشريني، ووسوس له الشيطان بأن الحل هو التخلص من والده، ومن ثم ضمان الميراث من جهة، وكسر شوكة زوجته التي تبحث عن الثراء.

في ساعة متأخرة من المساء، دارت مناقشة حادة بين الأب ونجله، حرص خلالها الأخير على مطالبته للمرة الأخيرة بتسجيل قطعة أرض باسمه، ومع إصرار العجوز على موقفه، تعدى عليه الابن بآلة حادة بمنطقة الرأس، وخنقه حتى تأكد من وفاته.

الثانية فجر الإثنين الماضي، قيد الابن جثة والده الحبال وحملها -في غفلة من قاطني المنزل- إلى حظيرة ماشية مجاورة، وقرر التخلص منها بدفنها وصب عليها الإسمنت؛ خشية اكتشاف جريمته.

عاد الابن إلى المنزل وبدل ملابسه، وتوجه إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، وحرر محضرًا بتغيب والده، عاد بعدها ثانية للمنزل، لكن الأحوال تغيرت، حالة من الهرج والمرج تسود المنزل، الجميع يبحث عن الأب الذي اختفى في ظروف غامضة، وسط اتهامات بزوجته الأولى بالوقوف بتورطها في الواقعة، وراحت الزوجة الثانية تسأله عما إذا كان يعرف مكانه "أنا كنت برة طول اليوم.. ماعرفش عنه حاجة"، وانضم إلى كتيبة البحث عن والده.

السابعة صباحا، لم يستطع الابن الثاني للأب، إخفاء ما يدور بداخله، فسارع لأعمامه قائلا: "أبويا اتقتل.. وعارف مين اللي عمل كده". كلمات وقعت كالصاعقة على مسامع الحضور، لكن النصف الثاني من الرواية حمل الصدمة الأكبر "أخويا هو اللي قتل أبويا".

"أيوة أنا اللي عملت كده.. راح يتجوز عيلة صغيرة علشان تورث كل حاجة".. اعترف الابن بفعلته مؤكدًا صحة حديث شقيقه، وأدلى باعترافات تفصيلية حول ما اقترفته يداه، وأرشدهم عن مكان إخفاء الجثة حيث حظيرة ماشية ملكهم مجاورة للمنزل.

توجه الجميع لاستخراج الجثة، ولاذ المتهم بالهرب منتهزًا حالة الصدمة التي سيطرت عليهم بعدما وجدوا الجثة أسفل مقبرة إسمنتية، علاوة على أنه لم تمر سوى ساعات قليلة على ارتكاب الجريمة.

داخل قسم شرطة بولاق الدكرور، استقبل ضباط المباحث، أشقاء المجني عليه، راحوا يقصون عليهم تفاصيل الجريمة، واستمع إلى أقوال ابن الضحية الأكبر الذي دخل في نوبة بكاء هستيرية حزنًا على ما آلت إليه الأمور، والده قتُل، والجاني شقيقه.

على الفور، تم عرض التفاصيل على مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، الذي أمر بالتحفظ على ابن الضحية، ووجه رئيس مباحث بولاق الدكرور، بتكثيف التحريات حول أماكن تردد المتهم الهارب.

بدوره، أمر اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، رجال البحث الجنائي بنصب عدة أكمنة للإيقاع بالمتهم الهارب، أسفرت إحداها عن ضبطه، وأقر بارتكاب الجريمة.

وانتقل رجال قطاع مكافحة جرائم النفس بالجيزة بقيادة العقيد ضياء رفعت إلى مسرح الجريمة للمعاينة، وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي صرحت بالدفن.

صباح أمس الخميس، توجه أفراد العائلة لدفن المجني عليه بمقابر العائلة، ولم يتلقوا واجب العزاء وفق عاداتهم، حسب أحد قاطني المنطقة.

الحياة تبدو طبيعية أمام بوابة حديدة زرقاء اللون، تؤدي إلى منازل كبير العائلة ذات الصيت الواسع "دي أكبر عيلة في صفط"، يقول بائع خضروات إلى الضحية أسس شركتين لنجليه، تخصصت في توريد المنتجات التي يتم زراعتها في الأراضي التي يملكونها على الفنادق والبواخر العائمة على ضفاف النيل.

على بعد خطوات من البوابة التي لا يسمح باقتراب غرباء منها، وقف صاحب محل سوبر ماركت مستنكرًا ما حدث "الراجل ما يستحقش اللي حصل له.. مات موتة وحشة"، يلتقط منه رجل عجوز طرف الحديث "مراته الجديدة هي السبب في كل ده.. قلبت البيت نار".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان