اعترافات قاتل عشيقته بالجيزة: "قالتلي لو سيبتني هفضحك"
كتب - محمد شعبان:
"خلافٌ احتدم لمشادة فتطور لمشاجرة فانتهى لجفاء، لم تنته القصة بعد فهناك نظرة تلتها ابتسامة تبعها كلامٌ فموعدٌ ولقاءُ تكلل بعلاقة مُحرمة اخُتتمت بجريمة بشعة".. تلخص هذه الكلمات جريمة مؤسفة شهدتها منطقة الموقف بالوراق، بعدما ذبح عامل لعشيقته عقب رفضها ابتعاده عنها.
تزوجت الفتاة العشرينية من رجل يكبرها في السن، ليبدأ الزوجان حياتهما بعش الزوجية، ثم ينعم الله عليهما بطفلة، أصبحت هي شغلهم الشاغل.
لكن سرعان ما عرفت المشادات الكلامية طريقها إلى حياة الزوجين، وأصبحت السمة السائدة بينهما، وتكرر مشهد ترك الزوجة للمنزل والذهاب لمنزل أسرتها التي نشأت بين جدرانه، لكنها كانت تعود مرة أخرى مثل الطائر الذي يعود إلى عشه ليرعى صغاره ويطعمهم ويلبي احتياجاتهم بضغط من الأهل والأقارب.
تشاء الأقدار أن تتعرف الزوجة على "كريم. س"، عامل، لتجد نفسها رويدًا رويدًا تتعلق به بشكل لم تتوقعه، ليصبح وجوده في حياتها أمر لا غنى عنه.
بمرور الأيام، تطورت العلاقة بين العشيقين، بعدما وجدت السيدة في الشاب ما أصبحت تفتقده مع زوجها، لتطلب منه خلال أحد المكالمات الهاتفية بينهما أن يزورها بمنزلها بمنطقة الموقف ببشتيل، مستغلة تواجد زوجها بمقر عمله، واخبرته أنها ستترك طفلتها لدى جدتها التي تقطن بشقة تعلو شقتها بطابق واحد.
تردد صاحب العشرين عامًا، في الذهاب إلى منزل عشيقته، ليقرر في نهاية الأمر قبول دعوتها، لترتمي العشيقة في أحضانه، بعدما سيطر الشاب عليها بكلامه المعسول، وارتشفت من رحيق الحب.
وطوال عامين، استمرت العلاقة الآثمة بين العشيقين، وأيقنت ربة المنزل أنها لم تستطع الابتعاد عن محبوبها، وأصبحت تتلهف موعد لقاءها المتكرر في غياب الزوج الذي لم يشعر بأن قلب محبوبته الذي حاول ابتياعه بمجاهدة الأيام وسهر الليالي، قد أعُطي مجانًا لرجل آخر ليتمتع بمكنوناته، ويسعد بسرائر محبته، وعندما علم كان بعد فوات الأوان، عندما تصير الندامة مجلبة للسخرية والاستهزاء.
بدأت علاقة العشيقين يُصيبها الملل والروتين، خاصة مع رغبة الشاب في الزواج من إحدى الفتيات، لتقع الكلمات على مسامع العشيقة كالصاعقة، بعدما تخيلت للحظات أن من تعلق به قلبها قد يفارقها، ويُرتمي في أحضان أخرى.
شعرت العشيقة بانقباض صدرها، وكأن نصيبها من الفرحة انتهى بعد فشل محاولة إقناع "كريم" بعدم تركها واستمرار علاقتهما، لكن المصائب لا تأتي فرادى، بعدما أخبرها بأنه سيتزوج من أخرى.
قررت ربة المنزل الإلقاء بآخر أوراق الضغط التي تمتلكها؛ لضمان استمرار العلاقة غير الشرعية بينها والشاب العشريني، وهدتته بلغة حادة غير التي اعتاد عليها من محبوبته السابقة: "لو سبتني وبعدت عني، هفضحك وهضر أهلك".
أيقن "كريم" أن تهديد تلك السيدة حقيقي وليس "فشنك"، وبدأ يُعد خطته للخروج من تلك الأزمة بأقل الخسائر الممكنة، دون تعرضه إلى أي ضرر أو أسرته.
"ألو..أيوة يا (..)، أنا هجيلك يوم الخميس زي ما اتفقنا".. ذهب لشراء سكين، متوجهًا إلى مسكنها، ودخلا إلى غرفة النوم كما اعتادا، وبدأ العشيقان في ممارسة الجنس، ليباغتها بـ11 طعنة بأماكن متفرقة بالجسم، و3 جروح ذبحية بالرقبة بواسطة سكين صغير الحجم، تاركًا إياها غارقة في بركة من الدماء عارية الجسد.
ووضع الجاني السكين وملابسه الملطخة بالدماء بشنطة بلاستيكية، ولدى وصوله لمسكنه، أطلع شقيقه وصديقه على كافة تفاصيل الحادث، وطلب منهما التخلص من تلك الشنطة، فقاما بإلقائها بنهر النيل من أعلى كوبري الساحل.
وبينما كانت ابنة المجني عليها بشقة جدتها في الطابق الذي يعلو منزل والديها بنفس العقار، أخبرت جدتها بأنه ستذهب لرؤية والدتها، وطرقت الباب، لم يجبها أحد، فعادت لجدتها، وأخبرتها بأن والدتها لم تفتح لها الباب.
أحضرت جدة الطفلة صاحبة الـ6 سنوات، مفتاح احتياطي، وفتحت باب الشقة لتفاجئ بجثة الضحية غارقة في بركة من الدماء وبها آثار ذبح بالرقبة، فأخبرت الشرطة على الفور.
انتقل العقيد عمرو حافظ، مأمور قسم الوراق، إلى محل البلاغ، وعُثر على جثة السيدة، محدثًا نفسه بأنه أمام جريمة قتل ليست بالسهلة، وتم نقل الجثة إلى المشرحة.
وتم تشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وبمشاركة نائبه اللواء علاء عزمي، والعميد محمد عبد التواب، رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، والعقيد إيهاب شلبي، مفتش مباحث شمال الجيزة.
وتوصلت تحريات الرائد محمد الجوهري، رئيس مباحث الوراق، إلى أن خلافات زوجية كانت بين المجني عليه وزوجها، ليتوصل إلى وجود علاقة غير شرعية بين المجني عليها وشاب آخر.
وعقب تقنين الإجراءات، تم ضبط المتهم، ليُنكر في البداية علاقته بالضحية أو تورطه في الجريمة، لكن بتطوير مناقشته تحت إشراف اللواء رضا العمدة، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، أقر بجريمته نادمًا على ما اقترفته يداه التي قادته إلى خلف القضبان.
فيديو قد يعجبك: