"الموت في سجن جمصه".. من قتل سيد محمود ؟!
كتب-فتحي عمر:
حصل "مصراوي" على مذكرات كتبها نزيل سجن جمصه شديد الحراسة الذي توفي الأسبوع الماضي – سيد محمود حامد عبدالكريم- وقالت أسرته إنه تعرض لإهمال طبي جسيم وتم احتجازه انفراديًا على يد مأمور السجن بسبب اعتراض أسرته على سوء معاملته وتقدمهم مذكرة رسمية وشكوى لمصلحة السجون.
الأمر ازداد سوءًا عقب تقديم الشكوى وانقلبت الدنيا رأسًا على عقب؛ أخبرونا ذات مرة أننا ممنوعون من الزيارات، وتزايدوا في الشروط التعسفية، واللوائح الإلزامية للزيارات، هكذا وصف أحمد عبد الشافي نجل شقيقة المتوفي الوضع عقب تقديم والدته للشكوى.
تفيد الرواية الرسمية للنيابة والتحقيقات أن سيد مات نتيجة إصابته بمرض الدرن وتم إيداعه الحجر"العزل" الصحي.
وتواجه الإدارة الطبية داخل مصلحة السجون العديد من المعوقات خاصة أزمة انتشار بعض الأمراض المُعدية داخل السجون المصرية منذ فترة تواجهها الإدارة الطبية داخل السجن بالأجهزة الحديثة وتطوير المستشفيات تارة وبالتعتيم تارة.
وقال مسئول أمني بمصلحة السجون لـ "مصراوي"، إن مستشفى سجن جمصة مُجهزة بأحدث الإمكانيات، وكل يوم يتم نقل مساجين إليها لتلقي العلاج وحينما تستلزم حالته الصحية يتم نقله إلى المستشفيات بالخارج، مشيرًا إلى أنه لا يتم إهمال أي سجين طبيًا وبعض السجون تم تطويرها كما لو كانت فنادق مُميزة"
تحدث المسئول شريطة عدم ذكر اسمه لأن ضباط الداخلية يخضعون لإجراءات مُشددة في عدم التحدث إلى وسائل الإعلام.
وفيما يخص مرضى الدرن قال: توجد مصحات داخل السجون حتى لا تنتقل العدوى لباقي المساجين ومعاملة الجميع جيدة ونوعية المأكولات التي تقدم يتم فحصها والإشراف عليها بمعرفة أطباء السجن.
وأكد مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمصلحة السجون، في تصريحات صحفية سابقة، وجود متهمين مصابين بالإيدز وأمراض أخرى محكوم عليهم في قضايا، تم إيداعهم في مصحات خاصة تحت رعاية صحية علي أيدي مجموعة من الأطباء المتخصصين.
يقول نجل شقيقة السجين المتوفي: حصلنا على مواعيد لزيارة خالي داخل السجن وشيئًا فشيئًا عقب كل زيارة لاحظنا نحافة جسده وظهور العظم في وجهه لكن حديثه معنا كان يخبرنا بسوء المعاملة دائماً، حتى أن أحد الأمناء ذات مرة وأثناء جلوسي معه قام بسبه ألفاظ نابية.
"ادوني حتة لحمة الكلب ميرضاش ياكلها رميتها في الزبالة مشكلة كده الضابط بيأدبني عشان الشكوي بتاعت سميرة شقيقته؛ وربنا يسترها مايكونش عملت واحدة تاني" بتلك السطور التي حصل مصراوي على نسخة منها وصف السجين حاله داخل العزل الطبي، ولفت إلى أنه تم احتجازه بمفرده.
رغم أن الأوراق الرسمية تثبت أن السجين تم ضبطه في قضية مخدرات ومات نتيجة إصابته بمرض الدرن إلا أن أسرته قالت إنه مات نتيجة شيئًا ما حدث له واستشهد ابن شقيقته بما فعلته الأجهزة الرسمية بأنهم شرحوا الجثة دون تواجد أحد منهم ودون معرفتهم كما أخبرهم أحد أفراد جهات التحقيق بضرورة البحث في تفاصيل ما جرى لقريبهم قبل وفاته.
أضاف أحمد: القضية برمتها مُلفقة منذ بدايتها وأنه برئ منها وحتى وفاته تعرض لظلم فادح وكبش فداء لرجال أعمال استغلوا عمله كسائق في شركة أحدهم المتخصصة في مجال صناعة الأسمنت ووضعوا بضاعة ضخمة من سيارته غير أن كمينًا أمنيًا فتش السيارة وتم ضبطه بكمية كبيرة بنبات البانجو المخدر وحكم عليه بالسجن المشدد 10 سنوات.
يصف ابن شقيقة المتوفي الوضع قائلًا: "اللي ملوش ضهر ينضرب على بطنه - عشان كده نجح صاحب الشركة في إخراج السيارة من القضية واستغل سلطاته ونفوذه وفلوسه وجاب محامين طلعوا الشركة والسيارة براءة رغم أن خالي تم ضبطه أثناء العمل، ومات برضه داخل السجن".
وعن تفاصيل الشكوى التي تقدموا بها لإدارة السجن أوضح أحمد أن والدته تقدمت بشكوى لإدارة السجن احتجاجًا على ما يعانيه شقيقها من إهمال طبي عرضه للموت- على حد وصفه.
حاول مصراوي التواصل مع الدكتور محمد شكيب، مدير الإدارة الطبية داخل السجن دون رد.
فيديو قد يعجبك: