خبيرة علم نفس: الحكومة مسئولة عن ارتفاع معدلات القتل

كتب- عاطف سعيد:

قالت الدكتورة طاهرة المغربى، أستاذة علم نفس، إن الجرائم من صنع المواطن، ولها تأثيرها القوى على المواطنين العاديين الذى يوصلهم لدرجة الرعب والفزع والهلع وعدم الأمان، فإذا تذكرنا تلك الأيام التي كانت بعد الثورة مباشرة ففي تلك الأيام كان المواطنين يعيشون حياة جميلة هادئة، وفور زيادة وارتفاع نسبة البلطجة والسرقة والقتل فتحول احساس المواطنين من الشعور بالأمان لعدم الأمان بالإضافة للرعب والهلع، ومعظم الجرائم التي نراها هي جرائم انفعالية بمعنى أنها ناتجة عن انفعال معين قد يكون أكبر بكثير من الفعل المسبب، فكل إنسان في مجتمعنا يشعر بنوع من الإحباط، والاكتئاب والظلم وهي من أكثر الأشياء التي تسبب الانفعالات.

وأضافت أن المواطنين يرون العدالة غير متوفرة إضافة لفقدان الثقة في الدولة، والبطالة وانخفاض الدخل في مقابل غلاء الأسعار، وعدم استجابة بعض مسؤولي الحكومة لحاجات المواطنين، فكل تلك الأمور تجعل أيا منا معرضا لارتكاب جريمة، فدرجة تحمل المواطنين للجرائم تختلف من مكان لأخر.

وأوضحت أن ارتفاع معدلات القتل يمكن تفسيرها بأن القتل يمكن أن يحدث في لحظة، ويكون نتيجة سلوك عنيف يحدث بسرعة شديدة نتيجة لبعض المثيرات، ويتوقف الانفجار على مثير واحد قد يكون بسيطا جدا، مثل الكوب الممتلئ بالماء قد يفيض بسبب نقطة.

وأكدت على أنه حتى لو قامت الحكومة بتنفيذ أحكام الإعدام فى الشوارع أمام أعين المواطنين فلن يكون فعالا طالما بقيت المشاكل التي تحرك الانفعالات داخل المواطنين.

ورأت أن المسؤولية الأكبر عن ارتفاع معدلات القتل تقع على عاتق الحكومة وسياساتها وأنه ليس حلا نهائيا أن يقوم المجتمع المدني بحل المشاكل الأساسية للمواطنين، فتعامل المجتمع المدني مع مثل هذه المشاكل سيكون بمثابة المسكن، ولكن الحل يجب أن يكون بتشريعات من الدولة بالإضافة للعدالة في توزيع الثروات وإشباع الحقوق الأساسية للمواطن.