''مسجل'' يهدد مستقبل طالب مريض بالسرطان داخل لجنة الامتحان بالإسكندرية
الإسكندرية – سرحان سنارة:
من وسط ضجيج إمتحانات الثانوية العامة بكل أحداثها وتفاصيلها المختلفة .. شهدت إحدى لجان الامتحانات بالإسكندرية مأساة مؤلمة، بطلها طالب بالصف الثالث الثانوى يدعى '' كريم إبراهيم السيد أحمد '' عمره لا يتعدى الـ 18 عاما – مريض بسرطان الدم .
مأساة ''كريم'' ورحلة علاجه مع السرطان وحتى خضوعه لجراحة عاجلة لزرع ''نخاع شوكى'' ، قد تكون كفيله أن تصيبه بحالة من الإكتئاب تنهى حياته، ولكنه أبى أن يستسلم لمرض لعين لم يرحم طفولته خلال السنوات الماضية، وقرر مواصلة دراسته ضاربا بعرض الحائط نصائح الأطباء بضرورة الراحة والهدوء وإنتظار القادم فى رحلة علاج لا تنتهى.
وبشجاعة أذهلت الجميع، واصل ''كريم '' دراسته حتى وصل الى الصف الثالث الثانوى ، وبدأت الإمتحانات التى أجبرت ''كريم'' على ترك سرير المرض والتوجه للجنته بمدرسة الإخلاص التجريبية بنات ''بمنطقة الورديان'' رغم خضوعه لعملية زرع نخاع منذ 4 شهور فقط أعقبها قائمة من الأوامر والنصائح من الأطباء بعدم ترك الفراش، ولكنه أصر على دخول الإمتحانات حيث خصصت له مديرية التربية والتعليم ''لجنة خاصة'' مراعاة لظروفه الصحية.
ولأن كميات ''العلاج الكيماوى'' التى تلقاها جسد كريم على مدار شهور طويلة كانت كفيلة بتحطيم قوامه ، سمح له بإصطحاب ابنة خالته الطالبة بالصف الثالث الإعدادى وتدعى'' فاطمة ماهر '' لتكتب الإجابات بدلا منه والتى يقوم بإملائها لها ، وصارت الأمور على ما يرام وأدى كريم إمتحانات اللغة العربية ، والإنجليزية .
وفى إمتحان مادة الجيولوجيا وعلوم البيئة، أمس، كانت هناك كارثة فى إنتظار ''كريم'' داخل لجنته حيث فوجىء بزميل جديد داخل اللجنة يؤدى الإمتحان معه ولكنه لم يكن طالب عادى فزميله هذا ''مسجل خطر'' ومسجون على ذمة عدة قضايا .
هذه الكارثة الجديدة التى وضعت على كاهل ''كريم'' جعلته يفشل فى أداء الإمتحان بعد أن إنخرط فى موجه بكاء هو وأبنة خالته المصاحبة له بسبب الأجواء التى صاحبت المسجون داخل لجنة الإمتحان ، حيث تم وضع عدد من ضباط الشرطة والمخبرين و5 مراقبين يرأسهم رئيس اللجنة ، وسط ضجيج دفعه لترك ورقة الإجابة بيضاء ورفضه دخول إمتحان مادة الفلسفة ،غدا.
''أنقذوا مستقبل أبنى .. فلا تكونوا أنتم والمرض عليه'' .. بهذه الصرخات بدأت ''نورا إبراهيم '' والدة كريم حديثها لـ '' مصراوى'' ، اليوم الثلاثاء، قائلة أن نجلها الطالب بمدرسة الثانوية العسكرية بالورديان ، تدهورت حالته النفسية بعد الأجواء السيئة التى عاشها داخل لجنة الإمتحان وخوفه من '' الكلابشات'' التى وضعت فى يد ''مسجل الخطر'' ورجال الشرطة الذين ازدحمت بهم اللجنة.
وأضافت والدة كريم :'' لا أريد شيئا سوى ترك أبنى داخل لجنة يؤدى إمتحاناته فى هدوء مثل زملائه .. فأنا لا أريد منه سوى النجاح ولو بـ 50% .. فهل يلبى وكيل وزارة التربية والتعليم طلبى بنقل أبنى الى لجنة أخرى تراعى ظروفه الصحية رأفة بمستفبله ''.
فيديو قد يعجبك: