كيف وجد الغزيون منازلهم التي عادوا إليها بعد وقف إطلاق النار؟
بي بي سي
سيراً على الأقدام، وعلى عربات تجرها الحمير وشاحنات، اكتظت الشوارع الرئيسية في قطاع غزة، بآلاف المواطنين العائدين إلى منازلهم؛ وهم يحملون أمتعتهم، خصوصاً من مدينة غزة باتجاه شمال القطاع، وقد بدت اللهفة في وجوه العائدين، حتى أنهم انطلقوا في رحلة العودة حتى قبل بدء سريان وقف إطلاق النار مباشرة، بين إسرائيل وحركة حماس، الأحد 19 يناير.
بعد 15 عشر شهرا من الحرب، تنفس أهل غزة الصعداء، وبات بامكانهم أن يناموا لأول مرة في هدوء، دون خوف أو قلق من الانفجارات المتتالية، الناجمة عن الغارات الإسرائيلية.
وتنقل وكالة الأنباء الفرنسية، عن بعض من أهل غزة في طريق عودتهم إلى منازلهم، كيف مروا بمناطق واسعة مدمرة كليا، كما ترصد عودة سكان مخيم جباليا شمال غزة، الذي تعرض لحصار إسرائيلي منذ أكتوبر الماضي، ويقول شهود عيان في رواياتهم للوكالة، إنهم رأوا طرقا وشوارع تجثم عليها تلال من الركام، وكيف كانت رائحة الجثث المتحللة تملأ المكان، حيث ما تزال جثث العديد من القتلى تحت الأنقاض، بينما تتعفن أخرى في الشوارع.
وكان لافتا، كيف عبر كثير من الفلسطينيين، الذين عادوا إلى منازلهم، خاصة في شمال غزة عن صدمتهم، لما رأوه من دمار، وكيف أن بيوتهم قد اختفت، ولم تعد لها ملامح ، حتى أن بعض الصبية قالوا، إنهم لم يعرفوا طريق بيوتهم وسط كل هذا الركام، في ظل دمار شامل غيّر معالم مناطقهم بشكل جذري.
ورغم إحساس معظم أهل غزة بالراحة، لأنهم نعموا بنعمة الأمان، بعد شهور طويلة من الخوف والاضطراب، إلا أن عودتهم إلى منازل وأحياء مهدمة، بكاملها بددت آمالهم، بالاحساس بالاستقرار والراحة، إذ أن معظمهم وإن كانوا وجدوا أطلال بيوتهم، فإنهم لم يجدوا سقفا يحتموا به من طقس شديد البرودة، وقد نصب العديد من النازحين العائدين إلى بيوتهم خياماً فوق ركام منازلهم.
ويصف أحد العائدين إلى بيوتهم المدمرة في قطاع غزة المشهد قائلا: "كمية الدمار هائلة، لم نتمكن من معرفة أماكن بيوتنا فالشوارع، الأشجار، والبنية التحتية كلها أصبحت أثراً بعد عين" ، وتتحدث وكالة الأنباء الفرنسية عن نهاد عابد التي كانت قد عادت مع بناتها الثلاث رؤى وبتول ومادلين، إلى منطقتها في حي الجنينة بمخيم رفح للاجئين، جنوب قطاع غزة، الذي نزحت منه إثر دخول القوات الإٍسرائيلية إلى رفح في مايو 2024.
وتنقل وكالة الأنباء الفرنسية، عن ناهد قولها، كيف أنها شعرت بصدمة كبيرة، حين وجدت منزلها قد دُمر بشكل شبه كلي، لكنها تضيف إنها نظفت الغرفة التي نجت من الدمار، ونامت مع عائلتها فيها، وتضيف ناهد التي عاشت مع أسرتها نازحة في خيمة في دير البلح عشرة شهور، إن وقف الحرب "نعمة". وتتابع "منذ بداية الحرب، نحن متعطشون للنوم والهدوء وأن تعود لنا الحياة. فقدنا كل شيء، وأولويتنا الآن توفير الماء والطعام".
أسئلة عن المستقبل
غير أن عودة أهالي غزة، إلى منازل مدمرة، بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، يطرح تساؤلات وفق مراقبين، عن كيفية استمرار حياتهم في ظل هذه الظروف، التي لا تختلف كثيرا في طبيعتها عن حياة المخيمات، التي عاشوها طوال شهور الحرب والنزوح، في وقت مايزال فيه بعض هؤلاء العائدين، يخشون من إمكانية فشل وقف إطلاق النار، وعودتهم للنزوح من جديد، وهو ما يطرح مطالبات من قبل الفلسطينيين للمجتمع الدولي، بالتدخل لتعزيز وقف إطلاق النار، وإيجاد حل دائم، والإسراع بإعادة إعمار غزة.
وكانت الأمم المتحدة، وفي آخر تحديث لها بشأن الأضرار التي لحقت بمباني قطاع غزة، خلال الحرب الأخيرة قد أفادت، بأن ثلثي المباني في القطاع قد دُمرت أو تضررت منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
وقال مركز الأقمار الاصطناعية، التابع للأمم المتحدة (يونوسات): إن الصور عالية الدقة، التي تم جمعها يومي 3 و 6 سبتمبر الماضي، أظهرت "تدهورًا واضحًا، لافتا إلى أن "هذا التحليل يظهر أن ثلثي المباني في قطاع غزة لحقت بها أضرار بما يمثل نسبة 66% من إجمالي مباني القطاع.
فيديو قد يعجبك: