إعلان

سعد الحريري: ماذا يعني انسحابه من الحياة السياسية بالنسبة للسنة وللبنان؟

08:05 م الأربعاء 26 يناير 2022

سعد الحريري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(بي بي سي)

أكثر من تمثال لرفيق الحريري في بيروت. كلها تظهره واقفا وهو ينظر إلى العاصمة التي تكرس فيها زعيما دون منازع لطائفته٬ وأحد أهم الزعماء في لبنان ما بعد الحرب الأهلية.

لكن سعد الحريري، الوريث السياسي لرفيق الحريري٬ يدير اليوم ظهره لتلك الزعامة.

بخطاب مقتضب من بيروت٬ ينسحب هو وعائلته وتياره السياسي٫ تيار المستقبل٬ من الحياة السياسية.

بدا الإعلان كأنه خطاب استسلام أمام واقع بات يستحيل للحريري الابن التعامل معه.

وبالرغم من التمهيد له ومن توقع نوع من التراجع السياسي للحريري غير أنه أحدث، بأقل تقدير، خضة كبيرة بشكل أساسي لدى الطائفة السنية.

مجموعة عوامل

تكثر التحليلات بشأن الأسباب التي دفعت الحريري إلى اتخاذ هكذا قرار. ولكنها تتقاطع عند عامل أساسي هو القطيعة السعودية للحريري.

وهذا ليس تفصيلا. فمنذ بروز رفيق الحريري الأب في السياسة اللبنانية٫ كان مدعوما بشكل أساسي من قبل السعودية٫ التي حوٌلت دعمها لابنه بعد اغتياله. لكنّ أمورا كثيرة تغيرت منذ تسلم ولي العهد السعودي الحالي محمد بن سلمان فعليا زمام الأمور في السعودية.

لم يسلم الحريري من واقعة الريتز عام 2017 وإن كان ليس مؤكدا إذا ما كان بين المحتجزين في الفندق في ما اعتبر حملة تطهير سعودية داخلية.

ولكنه في نوفمبر/ تشرين الثاني ذلك العام٫ أعلن فجأة من السعودية استقالته من رئاسة الوزراء في خطوة يُعتقد أنه أجبر عليها.

في لبنان اعتبر يومها أنه مختطف. تدخلت بعدها فرنسا وعاد الحريري إلى لبنان وتراجع عن الاستقالة. لا شك أن ذلك التاريخ كان بمثابة تكريس لرفع اليد السعودية عنه.

كما أن الحريري الابن جاء في لحظة إقليمية مختلفة جدا عن ما عرفه والده. مباشرة٫ بعد اغتيال الحريري الأب٬ تعمقت سياسة المحاور في لبنان . وسرعان ما توسعت المواجهة الإقليمية وانسحبت على الداخل اللبناني٫ ليظهر بعدها سعد الحريري عالقا بين فكيها، عاجزا عن إرضاء السعودية بالكامل أو عن مخاصمة حزب الله بالكامل.

وقد تكون تلك التسويات التي تحدث عنها في إعلانه المقتضب والتي كلفته كثيرا من رصيده المالي ولا سيما ما يتعلق بثروته في السعودية ورصيده السياسي في الداخل والخارج.

فراغ سني

إلا أن السؤال اليوم يتعلق بتداعيات الاستقالة بدلا من أسبابها.

والبديهي أن الخضة الأكبر هي في الشارع السني الذي وجد نفسه بلا زعامة.

فبالرغم من كل الحديث عن التراجع في شعبية الحريري كان لا يزال الزعيم الأكبر سنيا.

أما مقاربة ما بعد هذه الزعامة فتبدو بمثابة صندوق أسود من الأسئلة التي لا يدعي أحد أنه يملك جوابا صريحا عليها، والتي قد تقود محاولة الإجابة عنها إلى سيناريوهات مقلقة.

بغياب بديل للحريري، من سيكون الزعيم السني القادم؟ هل تتشرذم قاعدة المستقبل وتذهب في استقطابات متفرقة تزيد من حدة المواجهة؟ هل بات شرطا على أي قيادة سنية طامحة أن تظهر إرادة مواجهة مع حزب الله، وما ثمن ذلك داخليا؟

ثم، هناك أسئلة مرتبطة بالانتخابات التشريعية المتوقعة في أيار/ مايو المقبل. كيف يؤثر إعلان الحريري على مشاركة السنة في الانتخابات؟ هل يقود ذلك إلى مقاطعة شعبية سنية للانتخابات؟ وما أثر ذلك على معنويات الطائفة وعلى التوازنات السياسية الداخلية الأساسية لحفظ الاستقرار فيه؟

هل قررت السعودية الانسحاب من لبنان أم رفع مستوى المواجهة؟ وهل يمكن قراءة إعلان الحريري في سياق كل الخضات والضغوط التي يُخشى ان تزيد من منسوب التوتر واللاستقرار في البلاد؟

ليس من أجوبة واضحة بعد عن هذه الأسئلة، ولا بد أن مختلف الأطراف السياسية تُعيد حساباتها على ضوء إعلان الحريري وتحسب خطواتها المقبلة.

لكن وسط حالة التخبط والضياع٬ الواضح أن إعلان الحريري يضح حدا- على الأقل مرحليا- لمسيرة عائلة طبعت بشكل دامغ مرحلة ما بعد الحرب الأهلية في لبنان .

وهو يتقاطع مع بلوغ ما يسمى مرحلة الحريرية السياسية نقطة الارتطام بعد ما آلت إليه سياساتها المالية والاقتصادية.

لكن في الوقت الحالي لا أحد يبدو مهتما بتقييم حقبات- بقدر معرفة ما سيليها.

هذا المحتوى من

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان