لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيروس كورونا: كيف تعايش عرب بريطانيا مع الوباء؟

01:46 م الأربعاء 22 يوليو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن- (بي بي سي):

مثل كثيرين حول العالم وفي بريطانيا، بات الجلوس أمام شاشة الكومبيوتر وتقديم التدريب عبر تطبيق زووم، نشاطا روتينيا يوميا لزينب الجواري أثناء انتشار وباء كورونا.

تتخصص زينب، المقيمة في لندن، في تدريب الصوت والإلقاء وحركة الجسد والتمثيل الصامت. وحاليا لديها عدد من المتدربين من دول خليجية يعمل معظمهم في الإنشاد، لكن عملها تأثر بسبب الوباء بطبيعة الحال.

وتعد بريطانيا من الدول الأكثر تضررا من وباء كورونا، إذ سجلت عشرات الآلاف من الوفيات والإصابات، أضف إلى ذلك تأثير الفيروس على مجالات الصحة والاقتصاد والحياة اليومية لسكانها.

تقدر أعداد العرب في بريطانيا بنحو نصف مليون، وأغلبهم يقطن في العاصمة لندن، وهم ليسوا استثناءً من حيث التأثر بالوباء.

وقد كان أوائل الضحايا في القطاع الصحي البريطاني، أو ما يُعرف بخط الدفاع الأول ضد الفيروس، أطباء من أصول عربية.

وتقول زينب الجواري، التي تدير "أكاديمية الفنون والتراث العربي في بريطانيا"، المعنية بنشر الثقافة العربية عبر التدريب وتأهيل الموهوبين، إن"كثيرا من الفصول التدريبية لم تستكمل بسبب الوباء، وبات التدريب عبر تطبيقات الانترنت أكثر".

وتتنوع نشاطات المركز من الرسم إلى الغناء والموسيقى والخط العربي وأنشطة أخرى.

"كورال عربي"

وتضيف زينب لبي بي سي أن "الجانب النفسي للغياب عن الأكاديمية، مؤثر جدا، بالإضافة إلى التأثير الاقتصادي بالطبع"، فوفقا لإرشادات الحكومة البريطانية لا يسمح بالتجمعات الكبيرة، وبالتالي"جعل هذا تجمع الكورال الغنائي للأكاديمية، على وجه الخصوص، أمرا يصعب تحقيقه".

ويتشكل الكورال من خمسين فنانا وفنانة، من تخصصات مختلفة، وأصول عربية متنوعة، ويهدف إلى تقديم التراث العربي الغنائي للعالم بتنظيم حفل سنوي، لكن هذا العام سيصعب إقامة الحفل.

إحدى أعضاء "الكورال" هي نورا صبري، التي تعمل مستشارة موارد بشرية في وزارة العدل البريطانية، لكن نشاطاتها الموازية، بالاضافة للغناء في الكورال، تقدم مثالا على التكيف مع وباء كورونا.

"الرقص الشرقي واللياقة على الواتساب"

تقدم نورا دروس لياقة بدنية عبر تدريب الرقص الشرقي لمجموعات خاصة، وتقول "إنها وسيلة لتقديم التراث العربي عبر الرقص بالإضافة إلى الصحةالبدنية، وطبعا مقابل أتعاب رمزية لأن الهدف ليس ماديا".

تأثرت الحصص التدريبية التي كانت تقدمها نورا في منطقتها المحلية، بفعل الوباء، ولجأت بطبيعة الحال إلى تطبيقات الانترنت عبر الفيديو، لكنها تقول إن الأعداد قلت بكثير، لأن كثيرين، ومعظم المشاركات من العرب، يتحفظون على المشاركة في فيديوهات تعليم الرقص عبر الانترنت، رغم مراعاة نورا لذلك، فـ"الدخول إلى هذه التمرينات يتم بالدعوات الخاصة فقط ولم تعد تتقاضى أتعابا عليها".

تشير الاحصائيات إلى وجود نحو ١٠ ملايين مشترك في بريطانيا في النوادي الرياضية قبل الحظر بفعل الوباء، لكن حالياً ارتفع التسجيل لبعض منصات التمارين عبر الإنترنت لأكثر من ٩٠٠٪.

تقول نورا لـ "بي بي سي"، إن الحظر الذي تسبب به وباء كورونا، ورغم الصعوبات المرتبطة به، إلا أنه اتاح مزيدا من الوقت للتفكير في أساليب جديدة لانجاز الأعمال.

لجأت نورا أيضاُ، إلى استخدام الواتساب (تطبيق التواصل الرسائل السريعة)،من خلال إنشاء مجموعات للياقة، وتقوم على تقديم تحد شهري، يتضمن إنهاء تمارين معينة يومية. ويُرسل الشخص الذي ينهي التمرين يرسل "ايموجي" يفيد بذلك.

"ابحث عن الاقتصاد"

يلاحظ المار في الشوارع العربية في لندن، انتشار المطاعم التي تقدم أطباقا من المنطقة العربية والشيشة، وبما أن التدخين ممنوع في الأماكن المغلقة في بريطانيا منذ عام ٢٠٠٧، فقد لجأت تلك المطاعم والمقاهي إلى تقديمها في الأماكن المفتوحة وعلى مداخل المحال.

لكن، مع فرض الحظر بفعل الوباء، وإغلاق المطاعم لشهور ثلاثة، اختفت هذه المظاهر، لتعود مرة أخرى مع إعادة فتح المطاعم والحانات والمقاهي في مطلع يوليو- تموز في انجلترا تحديدا.

وقد تأثر قطاع المطاعم في عموم بريطانيا بسبب الحظر، بشكل دفع كثيرا منها إلى الخروج من السوق والإغلاق التام.

ويقدر الإسهام الضريبي من قطاع المطاعم في بريطانيا بنحو ١٢٣ مليار جنيه استرليني سنويا.

يقول نعمة خليل، الذي يدير مطعما غربي لندن، إنه ورغم التأثير الاقتصاديالسلبي، في الشهور الثلاثة للحظر، إلا أن رغبة الناس، وتوقهم للخروج، بعد رفع الحظر وفتح المطاعم، أعاد إقبال الزبائن في مطعمه كما كان من قبل.

خاصة وأن أفراد الجالية العربية، يفضلون السهر في مثل تلك المطاعم لساعات متأخرة.

"الشيشة"

ويضيف نعمة أن الإجراءات التي اتخذها في المطعم، "أسهمت بشكل كبير في شعور المرتادين بالأمان، إذ أن أماكن الجلوس تراعي التباعد الاجتماعي، ومع وجود نقاط للتعقيم داخل المطعم".

ووفقا للإرشادات الحكومية البريطانية، لا ينبغي أن تشغل المطاعم الموسيقى، بشكل عال، كي لا يضطر المرتادون إلى التحدث بصوت مرتفع، مما يزيد من فرصة انتشار الرذاذ الخارج من الفم، والذي يعد سببا رئيسيا بانتشار الفيروس إذا كان الشخص مصابا بالمرض.

وفيما تحذر تقارير طبية من الشيشة، ودورها في انتشار المرض، إلا أن نعمة، يقول إن الإقبال عليها لم يتراجع، خاصة أن مطعمه يستخدم "خراطيم تستخدم لمرة واحدة…كما أن بعض الزبائن لديهم أدواتهم الخاصة بهم والتي لا تقدم لغيرهم".

قد لا يختلف حال الجالية العربية، في بريطانيا، عن بقية سكانها في التأثر بالمرض ووباء كورونا، وتبقى بعض الفروق الطفيفة التي تغيب في محاولات التكيّف المختلفة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: