لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من هم "المؤثرون" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

09:25 م الثلاثاء 03 نوفمبر 2020

بادين و ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نيويورك - (بي بي سي)

ربما لم تسمع من قبل بدان بونجينو، لكن إن كنت من مستخدمي فيسبوك، ربما تكون قد صادفت أحد منشوراته، أوربما حتى قمت بمشاركتها.

دان بونجينو هو ضابط سابق بشرطة نيويورك وعمل في جهاز الأمن السري وكان من بين حراس الرئيسين السابقين جورج دبليو بوش وباراك أوباما.

هو حالياً يميني وناشط جداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحققت منشوراته على فيسبوك مشاركات أكثر من تلك الخاصة بشبكتي فوكس نيوز وسي إن إن مجتمعتين.

لكنه ليس الشخص الوحيد الذي يتمتع بنفوذ كبير في وسائل التواصل الاجتماعي في أمريكا.

فمع اشتداد حدة الحملة الانتخابية، باتت لمجموعة صغيرة جداً من الشخصيات وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي على جانبي الطيف السياسي صدى كبيراً لدى الجماهير، ربما لم يحققه السياسيون والمؤسسات الإعلامية.

ومع تزايد شعبيتهم، صاروا يتفاعلون على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من أي سياسي أو ناشر رئيسي.

وأصبح هؤلاء "مؤثرين" في الانتخابات الحالية، يعبرون عن آراء قوية بليغة، يلتقطون ما يرونه تناقضات سياسية ونفاقا في مواقف المرشحين. يصنع بعضهم الميمز memes، في حين يلهم آخرون صانعي الميمز بملاحظاتهم الساخرة.

قال بونجينو قبل عامين "محور حياتي الآن هو هزيمة الليبراليين".

يهاجم بونجينو اليسار، ويدافع عن الرئيس دونالد ترامب بأسلوب مباشر وعدواني، ويبدو عدم كونه جزءاً من المؤسسة السياسية التقليدية ضمن أسباب جاذبيته.

كما أنه ينتقد بشدة وسائل الإعلام الرئيسية (رغم كونه معلقاً في محطة فوكس نيوز)، ويخصص جزءاً من موقعه الإلكتروني لـ"فضح الأساطير الليبرالية".

ويحمل العديد من أكثر منشوراته نجاحاً عناوين مثل "الكشف عن مدى كذب (المرشح الديمقراطي) جو بايدن" و "تقصي حقائق بشأن مقولة (نائبته) كامالا هاريس الكاذبة خلال المناظرة". وقد تعرض نفسه للانتقاد وتقصي الحقائق عدة مرات، لكن ذلك لم يمنع الناس من مشاركة منشوراته.

وقد حقق مونتاج واحد قدمه لتسجيل مصور لإحدى خطابات الرئيس الأسبق رونالد ريغان بشأن القانون والنظام مشاركات أكثر مما فعلت منشورات نيويورك تايمز مجتمعة خلال الشهر الماضي.

قال بونجينو مؤخراً لصحيفة نيويورك تايمز إنه لا يعرف السبب وراء هذه الزيادة المتسارعة في نشاط متابعيه، لكنه يعزي نجاحه لفريقه وقاعدة مستخدمي فيسبوك، وهم أكبر سناً وأكثر محافظة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

وقد كانت الأصوات المحافظة أكثر قوة على فيسبوك بشكل خاص خلال هذه الحملة الانتخابية.

يعتبر فرانكلين غراهام - وهو ابن الواعظ الراحل بيلي غراهام- واحداً من أكثر الأصوات الإنجيلية المؤثرة في أمريكا. وتعد منشوراته على فيسبوك ضمن الأكثر تداولاً دائماً، سواء كان يشيد بالسياسة الخارجية لترامب، أو يحث متابعيه على الصلاة من أجل فوز الرئيس، أو يعرض نظريات غير ذات مصداقية حول أصل وباء كورونا.

أما نجم هوليوود جيمس وود فقد عاد إلى موقع تويتر منذ بداية عام 2020، بعد توقف لعشرة أشهر. وكان حساب وود قد أُغلق مرات عدة بسبب نشره لنظريات مؤامرة وانتهاكه لقواعد المنصة. وغالباً ما أُعيد نشر هجماته اللاذعة على الديمقراطيين وتم تداولها بين الحسابات المؤيدة لترامب على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

"ديمقراطيو احتلال وول ستريت"

في المقابل، تبدو صفحة ذات ميول تحررية وكأنها حسمت "حرب الميمز" لصالحها، وهي تمثل الجناح الأكثر تحرراً في الحزب الديمقراطي. إذ تجتذب صفحة Occupy Democrats - التي أسسها التوأمان المهاجران رافايل وعمر ريفيرو عام 2012 - ملايين المشاركات شهرياً من خلال منشوراتها ذات التوجهات الحزبية. وتجاوز عدد مشاركات هذه الصفحة الحساب الرسمي لترامب خلال الشهر الجاري.

وحين علق بيرني ساندرز حملته الانتخابية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات في إبريل/ نيسان الماضي، أطلق رافايل ريفيرو صفحة جديدة سماها "Ridin With Biden" ( نسير مع بايدن)، والتي سرعان ما حققت نجاحا. ويدير الشقيقان حسابات أخرى ذات شعبية من بينها "Impeach Trump" (اعزل ترامب) و"Fight Trump" (حارب ترامب).

كذلك روبرت رايش وهو مستشار اقتصادي ووزير العمل الأمريكي السابق، خدم في إدارات ثلاثة رؤساء ديمقراطيين، تحظى تغريداته والميمات التي ينشرها مهاجماً ترامب ومنتقداً عدم المساواة الاقتصادية بشعبية هائلة في صفوف الأمريكيين ذوي التوجهات اليسارية على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويمكن القول إن رايش بمثابة أهم شخصية يسارية على فيسبوك، إذ حظيت صفحته في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بمشاركات أكثر من تلك التي حققها المرشح الديمقراطي جو بايدن والرئيس السابق باراك أوباما مجتمعين.

من المعروف أن موقعي فيسبوك وتويتر لطالما كانا ساحتي معركة لسنوات، في حين لم يبدو موقع إنستغرام مكاناً معتاداً للنشاط السياسي.

غير أن ذلك تغير خلال عام 2020، حيث أدى وباء كورونا والاحتجاجات التي أعقبت موت المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد إلى زيادة هائلة في التعبير عن الغضب الاجتماعي عبر إنستغرام.

" لا نعتقد أنك بحاجة لأن تحمل درجة علمية، أو أن تكون قادراً على دفع رسوم اشتراك موقع إلكتروني معين، لكي تفهم العالم المحيط بك. لذا نحن نحاول أن نشرح الأمور بشكل مبسط يسهل استيعابه"، كما تقول لوسي بلاكيستون إحدى مؤسسات حساب SYSCA وهو حساب على إنستغرام يتمتع بشعبية كبيرة ويُدار من نيوزيلاندا.

بدأت بلاكستون المشروع مع شابتين أُخريين عام 2018، أثناء دراستهن الجامعية. وتعمل اثنتان منهما الآن في دوام كامل وتديران SYSCA بجانب ذلك. وقفز عدد متابعي حسابهن على إنستغرام من أقل من 100 ألف شخص مطلع العام الجاري إلى أكثر من مليونين، وهو ما يزيد عن عدد متابعي أغلب العلامات التجارية الإعلامية الليبرالية. ولكي نفهم سياق ذلك، على سبيل المثال، استغرق الأمر من صحيفة الغارديان نحو أربع سنوات لكي تصل بحسابها على إنستغرام لهذا المستوى.
ليس جديداً أنه في ظل مناخ شديد الاستقطاب، يمكن للنشاط السياسي أن يطغى على المعلومات المحايدة وقد حذر كثيرون من أن "غرف الصدى" على وسائل التواصل الاجتماعي، تعني أن الناس لا يرون ولا يتداولون سوى المحتوى الذي يتماشى مع وجهة نظرهم السياسية.

تقول بلاكيستون "اعتقد أن تغطيتنا للانتخابات الأمريكية حققت تأثيراً، لكن فقط بين هؤلاء الذين يفكرون بطريقتنا".

وتضيف " نحن من نيوزيلاندا، ونحن محظوظون بوجود رئيسة يمكننا أن نثق في أنها ستهتم بنا في وقت الحاجة. نحن نتابع ما يجري في أمريكا، ونعتقد أن الجميع بحاجة إلى قائد يثقون به ويهتم به".

ويبدو أن التوضيحات باستخدام عروض الشرائح أو Slideshow حققت صدى كبيراً لدى جماهير إنستغرام الأصغر سناً والأكثر تحررا. ومن بين الحسابات التي استخدمت هذه الوسيلة حساب يحمل اسم "So You Want To Talk About..." ( أنت تريد أن تتحدث عن ...)، وقد حقق الآن تفاعلاً يمكن مقارنته بمنصات الأخبار الرئيسية.

من الواضح أن هذه المجموعة الصغيرة من المؤثرين استفادت من الطبيعة الخلافية للحملة الانتخابية، إذ استغلت منشورات عديدة أسلوب الشماتة أو الابتهاج بمصائب الآخرين، والأداء الفردي، وكانت بمثابة نداءات رقمية للتحرك.

لكن ثمة إشارات إلى أن الأمور قد تتغير، فهذه المنشورات ذات الشعبية، التي تبرز لحظات من الوحدة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، تثبت أن الرسائل الإيجابية يمكنها أن تحقق نتائج.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: