هل يؤدي قرار "تصفير النفط الإيراني" إلى اندلاع حرب في المنطقة؟
(بي بي سي)
أولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتمامًا كبيرا ببداية العد التنازلي لدخول المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ.
لا تفصلنا سوى عشرة أيام على تطبيق قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرمي إلى وقف كامل للصادرات النفطية الإيرانية التي تقدر بحوالي 1.7 مليون برميل يوميا.
"تصفير نفط إيران استقرار للعالم"
في مقال بعنوان "تصفير نفط إيران استقرار للعالم"، يقول سلمان الدوسري في الشرق الأوسط اللندنية: "يمكن القول إن تقليص تصدير النفط الإيراني هو الطريقة الفعالة للاستراتيجية الأمريكية في الضغط على إيران".
ويؤكد الدوسري أن "دخول العقوبات الأمريكية مرحلة جديدة من محاولة تصفير مبيعات النفط الإيرانية سيؤدي إلى تحقيق ما هو مطلوب من تغيير سلوك نظام طهران، باعتباره أمرا واردا هذه المرة، بعد أن يحرم النظام من 40 في المئة من عوائده التي تأتي من مبيعات النفط".
ويؤكد الكاتب: "منذ بدء العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيراني وتقليص صادراته، هناك تراجع ملحوظ لدور إيران في الخارج، كما أنها تواجه خطر عدم تمكنها من الإيفاء بتمويل عملائها في الشرق الأوسط كالميليشيات التي تحارب بالوكالة عنها في سوريا، بالإضافة إلى الأوضاع المالية السيئة التي بدأت في الظهور علانية لحزب الله".
وفي الرياض السعودية، يؤكد راشد الفوزان أن "خروج إيران من سوق المنتجين للنفط لا يعني أن هناك كارثة حلت بالعالم، بل هناك دول ستعمل على استقرار المعروض النفطي ولديها قدرة إنتاجية ويهمها توازن السوق والمعروض النفطي في العالم كالمملكة والإمارات والدول ذات الفائض الإنتاجي".
ويشدد الفوزان على أن قرار تصفير النفط الإيراني "يجعل العالم كله يحارب الإرهاب بالضغط على الإرهاب وكل دول داعمة للإرهاب أيا كانت، وهذا ما يحفظ الأمن والاستقرار العالمي".
ويختتم الكاتب بالقول إن "العالم سيكون أكثر أمنا بمعاقبة إيران وأي دولة ترعى الإرهاب".
كما يقول وليد صبري في الوطن البحرينية: "من المحتمل أن تؤدي القرارات الأمريكية الأخيرة إلى تضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني، ومن ثم تأجيج الاحتجاجات الحاشدة ضد نظام إيران، لاسيما وأن طهران لن تتوانى عن دعم الميليشيات الإرهابية في المنطقة. وفي الوقت ذاته، يرزح نحو نصف الشعب الإيراني تحت خط الفقر جراء السياسات التعيسة والفاشلة لولاية الفقيه".
ويشدد الكاتب على أن "سعي أمريكا الحثيث لتصفير النفط الإيراني يوجه ضربة قاصمة لاقتصاد طهران ويؤجج غضب الإيرانيين لاسيما وأن المواطن الإيراني الفقير هو المتضرر الأول من المراهقة السياسية لولاية الفقيه".
"ترامب يقود العالم إلى حرب كارثية"
وفي مقال بعنوان "عشرة أيام تفصلنا عن ساعة الصفر لأي حرب متوقعة في المنطقة"، يقول عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية "بدأ العد التنازلي لساعة الصفر في المنطقة".
ويرى عطوان أن سيناريوهات الرد الإيراني على قرار ترامب تتمثل في النقاط التالية: "إغلاق مضيق هرمز ومنع مرور حوالي 18 مليون برميل من صادرات السعودية والكويت والإمارات والعراق عبره ... أو الانسحاب رسميا من الاتفاق النووي، والعودة إلى عمليات التخصيب لليورانيوم وبمعدلات مرتفعة تؤدي إلى بناء ترسانة نووية عسكرية".
ويضيف الكاتب أن طهران قد تقوم "بإطلاق يد الحرس الثوري الإيراني، والفصائل العراقية والسورية واللبنانية والفلسطينية المتحالفة معه، لشن هجمات ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية في مختلف أرجاء المنطقة وربما العالم أيضا... أو قد تحاول إغلاق مضيق باب المندب في مدخل البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية عبره في خلال تنفيذ حركة أنصار الله الحوثية الحليفة هجمات ضد سفن أمريكية وإسرائيلية".
واختتم الكاتب بالقول "ترامب يقود العالم إلى حرب كارثية، الفائز الأكبر فيها "أعداء" بلاده، وخاصة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين... أما الخاسر الأكبر فسيكون العرب، والمملكة العربية السعودية والإمارات".
وفي الأخبار اللبنانية، يقول مجيد مرادي إن إيران لا تزال تصدر النفط إلى "15 دولة جارة لها برّا وبحرا"، مشددا على أن "الحسومات التي تعرضها إيران على زبائنها ... والعلاقات الاستراتيجية التي تربط بين إيران وكل من الصين والهند وحتى تركيا تجعل من المستحيل تصفير صادرات النفط الإيراني".
ويضيف مرادي أن "المخطط الأميركي الأخير لفرض العقوبات النفطية الكاملة على إيران يشكل حلقة جديدة من مسلسل الهزائم المتتالية التي يفرضها ترامب على الولايات المتحدة".
فيديو قد يعجبك: