لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مون جاي إن رئيس كوريا الجنوبية الذي تنحدر عائلته من الشمال

09:38 ص الخميس 11 مايو 2017

مون جاي إن رئيس كوريا الجنوبية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

فاز مون جاي إن بجدارة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في كوريا الجنوبية. فمن هو الرئيس الجديد وكيف ستختلف سياساته عن تلك التي اتبعتها سابقته بارك غيون هاي، علما بأنه سجن لمعارضة سياسات والدها الرئيس بارك تشونغ هي؟

يبدو ان السحر انقلب على الساحر، وان الرئيسة السابقة بارك هي التي تقبع الآن في السجن بانتظار محاكمتها عن تهم تنفيها. اما مون، وهو ابن لاجئين من كوريا الشمالية وقضى اول سني عمره مربوطا الى ظهر امه التي كانت تمتهن بيع البيض من أجل كسب لقمة العيش، فيستعد الآن لقيادة البلاد.

الهرب الى الجنوب

هرب والدا مون من كوريا الشمالية إبان الحرب الكورية (1950 الى 1953). وكانا يقيمان عندما ولد مون في عام 1953 في جزيرة غيوجي الجنوبية.

وحسب ما ذكر مون في سيرته الذاتية، كان والده يعمل في معسكر لأسرى الحرب، بينما كانت والدته تبيع البيض في ميناء بوسان الجنوبي.

مون وزوجته كيم جونغ سوك في شبابهما

وفي عام 1972، انتظم مون في كلية القانون، ولكنه لم يمض فيها وقتا طويلا.

اعتقل مون لقيادته احتجاجات ضد حكم بارك تشونغ هي التسلطي، وحكم عليه بالسجن. واثناء وجوده في السجن تمكن من التخرج من كلية القانون واصبح محاميا قبل ان يطلق سراحه في نهاية المطاف.

وفي عام 1976، بدأ مون الخدمة الاجبارية في الجيش الكوري الجنوبي. وشارك في العملية التي نفذتها القوات الكورية الجنوبية ردا على قيام كوريا الشمالية بقتل ضابطين أمريكيين لتشذيبهما شجرة تقع على الحدود بين الكوريتين.

وبعد ست سنوات، افتتح وصديقه - الرئيس المستقبلي رو مو هيون - مكتبا للمحاماة في بوسان ركزا من خلاله على القضايا والدعاوى المتعلقة بحقوق الانسان والحقوق المدنية.

ويقول احد زملائه السابقين وهو سيول دونغ أيل إن مون كان "كثير المذاكرة" وانه كان يقضي ساعات وساعات في اعداد الدعاوى قبل المرافعات.

ولكن سيول يتذكر ايضا مدى عناية وتعاطف مون مع مراجعيه الذين كانوا يقصدونه طلبا للعون.

افتتح مون مكتبا للمحاماة في بوسان

وقال سيول للصحافة: "عندما كان يسعى العمال الى طلب المساعدة، كان مون يقضي ساعات طويلة في الاستماع الى تظلماتهم".

بداية جديدة

أصبح مون ورو شخصيتين بارزتين في الحركة الديمقراطية التي اجتاحت كوريا الجنوبية وأدت في نهاية المطاف الى اجراء أول انتخابات ديمقراطية في البلاد في عام 1987.

ولكن بينما قرر رو، المنحدر من أسرة ريفية متواضعة، ولوج عالم السياسة، اختار مون البقاء في بوسان وخوض النضال من خلال المحاكم.

وفي عام 2003، انتخب رو رئيسا لكوريا الجنوبية وأصبح مون واحدا من كبار مستشاريه مكتسبا بذلك لقب "ظل رو."

كان مون (الى اليمين) مستشارا مقربا من الرئيس رو (الى اليسار)

يقول السياسي الكوري الجنوبي السابق تشوي ناك جيونغ إن مون بدا خلال حملة رو الانتخابية في عام 2004 "خجولا جدا."

وبدا أن مون يتفق مع ذلك التقييم، إذ كتب فب عام 2011، "كنت اشعر بالحرج دائما، وكنت اشعر ان هذه الوظيفة لم تخلق لي كأنني ارتدي ملابس ليست بحجمي، وكنت دائما افكر بالعودة الى مهنتي الأصلية، المحاماة."

ولم تخل الفترة التي قضاها مون في حكومة الرئيس رو - والتي كلف فيها بمحاربة الفساد - من اللغط. ففي عام 2007، واجه انتقادات نتيجة ادعاءات بأن حكومة الرئيس رو استشارت كوريا الشمالية قبل امتناعها في عام 2007 عن التصويت في الأمم المتحدة على قرار يدين انتهاكات حقوق الانسان في الشمال.

وينفي مون هذه الادعاءات.

وفي عام 2009، أقدم رو على الانتحار بعد ان ترك منصبه واثناء تحقيق في ادعاءات بأنه تقاضى رشاوى قيمتها 6 ملايين دولار.

تأثر مون جدا بموت صديقه وزميله رو، ففي مذكراته التي نشرها عام 2011 قال "عندما اشرب قليلا، اتذكر احيانا الماضي واسأل نفسي ما الذي يعنيه رو مو هيون لحياتي؟ لقد غير حياتي، وكانت حياتي ستتغير كثيرا اذا لم التق به. لذلك فهو قدري."

ويبدو ان مون، المتزوج الذي لديه طفلان، قرر ان يواصل السير على الطريق الذي اختطه رو بعد مماته. ترشح للرئاسة للمرة الاولى في عام 2012 ولكنه خسر امام بارك بفارق ضئيل، ولكنه فاز بمقعد ميناء بوسان في البرلمان الكوري الجنوبي.

وفي التاسع من مايو 2017، وبعد أكثر من عقدين من مشاركته في قيادة البلاد نحو الديمقراطية، انتخب مون رئيسا للبلاد.

ومن غير الواضح ما الذي ستعنيه رئاسة مون بالنسبة لكوريا الجنوبية، ولكن مما لا شك فيه ان احدى اولوياته البحث عن سبل لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية.

كشف مون في كتاب نشره في وقت سابق من هذا العام عن انه يحلم بالعودة الى قرية هونغنام التي ينحدر منها والداه في كوريا الشمالية.

وكتب "افكر في قضاء ما تبقى من حياتي هناك في هونغنام أمارس عملاً دون أجر. عندما تتوحد الكوريتان سلميا، اول شيء ارغب في عمله هو اصطحاب والدتي البالغة من العمر 90 عاما الى مسقط رأسها."

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: