انتهاء جولة محادثات جنيف الرابعة حول سوريا ودي ميستورا يدعو إلى خامسة
(بي بي سي):
أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، أنه يعتزم الدعوة إلى عقد جولة خامسة من المفاوضات السورية في جنيف في وقت لاحق من الشهر الجاري، وذلك في ختام الجولة الرابعة من المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة السوريتين.
وقال دي ميستورا: "أعتزم دعوة الأطراف السوريين إلى جولة خامسة هنا في مارس".
وأضاف أن الأطراف اتفقت على مناقشة أربع قضايا تفاوضية بشكل متواز في الجولات المقبلة من المحادثات .
وقال إن السلال الأربع تعتمد على بيان جنيف وقراري مجلس الأمن، وخصوصاً القرار 2254.
وتتكون السلال من وضع صيغة للحكم في سوريا، وإعداد دستور خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية تحت إشراف الأمم المتحدة خلال 18 شهراً.
أما السلة الرابعة، فتقدم بها وفد الحكومة السورية وتتضمن وضع استراتجية لمحاربة الإرهاب.
من جانبه، قال رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري إن المعارضة قبلت مبدئيا ورقة تضم 12 مبدأ عاما بشأن مستقبل سوريا قدمها المبعوث الدولي للوفود في نهاية جولة المحادثات.
وقال الحريري للصحفيين عقب الاجتماع النهائي لجولة المحادثات، التي استمرت ثمانية أيام، إن المبادئ العامة بشأن مستقبل سوريا مستقاة من نقاط صاغها دي ميستورا العام الماضي.
وأضاف الحريري أن محادثات جنيف انتهت دون نتائج واضحة لكنها بحثت قضايا متعلقة بالانتقال السياسي بقدر مقبول من التعمق للمرة الأولى.
وغادر رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري المحادثات دون تعليق.
وأضاف المبعوث الدولي أن محادثات أستانة وجنيف تكملان بعضهما بعضاً، وأن الجولة المقبلة ستكون قبل نهاية الشهر الحالي، بعد أن يقدم تقريرا لمجلس الأمن في نيويورك في وقت لاحق. وأضاف ان قطار السلام السوري جاهز للانطلاق وان الحل هو سياسي وليس عسكرياً.
إيجابية
وقال رئيس وفد المعارضة في جنيف إثر لقاء مع دي ميستورا في مقر الامم المتحدة: "رغم أننا نعود دون نتائج واضحة في أيدينا، لكني أقول إن هذه المرة كانت إيجابية أكثر" من السابق.
وأوضح نصر الحريري: "هذه هي المرة الاولى التي ندخل فيها بعمق مقبول لنقاش مستقبل سوريا، لنقاش الإنتقال السياسي في سوريا"، مشيراً إلى أنه "اتفقنا مع دي ميستورا على موعد افتراضي لبدء الجولة المقبلة".
واتسمت جولة المفاوضات الحالية بين الحكومة والمعارضة السوريتين كما سابقاتها بالخلاف الكبير على الأولويات بين الطرفين.
ويرى كل من الطرفين أنه حقق تقدماً، وإن بسيطاً، في هذه الجولة. بالنسبة للمعارضة، تناول البحث خلال لقاءاتها دي ميستورا الانتقال السياسي، وهو الموضوع الأبرز في نظرها على طريق ايجاد الحل للنزاع المستمر منذ حوالى ست سنوات تسبب بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص.
وكانت المعارضة مصرة خلال المحادثات على ألا يكون الرئيس السوري، بشار الأسد، جزءا من عملية الانتقال السياسي التي تهدف المفاوضات إلى اعتماد آلياتها في حين تعترض الحكومة السورية على بعض أعضاء وفد المعارضة، مصرة على أن "مكافحة الإرهاب يجب أن تدرج في جدول الأعمال".
ولم ينجح المبعوث الدولي حتى الآن في عقد جلسة تفاوض مباشر واحدة. ولم تلتق الوفود وجهاً لوجه إلا في الجلسة الافتتاحية التي اقتصرت على كلمة القاها دي ميستورا وقال فيها انه لا يتوقع خرقا ولا معجزات.
وطوال أيام الجولة الرابعة، اتهم وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة وفد الحكومة السورية بـ"المماطلة"، عبر طلبه إضافة مكافحة الارهاب إلى العناوين الثلاثة التي اقترحها المبعوث الدولي في ورقة جدول الأعمال.
"معركة للسيطرة على الرقة"
وعلى الصعيد الميداني، إندلعت معركة كبرى من أجل استعادة السيطرة على مدينة الرقة بهدف تحريرها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويرغب الأمريكيون في استغلال الانتصارات التي تحققت في مدينة الموصل، بهدف تسريع وتيرة استعادة الرقة التي اتخذها تنظيم الدولة عاصمة له.
وتتطلع القوات الحكومية السورية والقوات التركية والميليشيات الموالية لها والقوات الكردية التي تحظى بدعم الأمريكيين؛ لاستعادة مدينة الرقة.
وقال المحلل في المجلس الأطلسي بواشنطن، فيصل ثني،"إن الرقة أصبحت هدفا عاما غير قائم على معطيات واقعية: الكل يريدها من حيث المبدأ لكن لا أحد مستعد للالتزام بتخصيص موارده (لتحقيق هذا الهدف) وتحمل المخاطر الضرورية".
فيديو قد يعجبك: