قمة العشرين: الرئيس الصيني شي جينبينغ يطالب الزعماء بتجنب "الكلام الفارغ"
(بي بي سي)
حث الرئيس الصيني شي جينبينغ قادة أكبر 20 اقتصادا في العالم على تجنب "الكلام الفارغ"، إذا ما كانوا يتطلعون إلى تسريع النمو الاقتصادي.
ويجتمع قادة العالم في قمة العشرين الاقتصادية السنوية، التي تستضيفها الصين للمرة الأولى.
قال الرئيس الصيني إن الاقتصاد العالمي يواجه تهديدا يتمثل في تصاعد الإجراءات الحمائية التي تفرضها الدول على دخول البضائع الأجنبية إلى أراضيها.
وجاءت تصريحات شي بعد محادثاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وصفها بأنها "بناءة للغاية".
لكن تلك المحادثات لم تنجح في إحداث تقارب بين الجانبين في بعض القضايا الشائكة مثل التوتر في بحر الصين الجنوبي.
وتأتي تلك الاجتماعات في إطار قمة العشرين التي يحضرها قادة دوليون الأحد في مدينة هانغتشو الصينية.
وتهدف القمة إلى بحث السياسات الهادفة لتعزيز الاقتصاد العالمي.
ثورة صناعية أخرى
وافتتح الرئيس الصيني أعمال القمة بكلمة ركز فيها على ضرورة ان تضطلع الاقتصادات الكبرى الـ 20 بدورها في حماية النمو الاقتصادي.
وقال شي إن الاقتصاد العالمي "يمر بمنعطف خطر" وتعوقه عوامل مثل تباطؤ الطلب، والتقلبات الكبيرة في الأسواق المالية وضعف التجارة والإستثمار.
وأضاف شي "عوامل النمو الناشئة عن التقدم التكنولوجي بدأت في التباطؤ، بينما تبدو ثورة أخرى تكنولوجية وصناعية في طريقها للحدوث."
وعلى الصعيد السياسي والعسكري، قال شي إن الصين ستواصل حماية سيادتها وحقوقها البحرية في بحر الصين الجنوبي.
وتسعى الصين إلى أن تركز القمة على القضايا الاقتصادية والا تطغي قضايا أخرى عليها.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن قادة قمة العشرين وافقوا على حاجتهم للعمل معا لزيادة النمو الاقتصادي.
ومع ذلك فمن غير المحتمل التوصل إلى صفقة كبرى، خاصة أن غالبية المناقشات المثمرة تجري بشكل فردي بين القادة، بحسب سليا هاتون محررة شؤون أسيا والباسفيك في بي بي سي.
وقالت هاتون إن الرئيس الصيني حث نظراءه على تجنب الكلام الفراغ في محاولتهم تعزيز التجارة، "لكن منتقديه ربما يستغربون حديثه، فالصين تتهم غالبا بوضع معوقات التجارة ولا تزيلها."
ويناقش المؤتمرون في قمتهم مواضيع شتى تشمل ازمة الصلب العالمية والمفاوضات الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والضرائب التي ينبغي أن تجبى من الشركات متعددة الجنسية مثل شركة أبل.
وحذر صندوق النقد الدولي قبيل افتتاح القمة من أنه قد يضطر إلى خفض توقعاته لمستوى نمو الاقتصاد العالمي مرة أخرى هذا العام.
وكان الصندوق خفض سقف توقعاته للنمو الاقتصادي عقب تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي الى 3,1 بالمئة في عام 2016 و3,4 بالمئة في عام 2017.
أزمة الصلب
ومن المواضيع التي ستثار في القمة استمرار الصين في انتاج كميات كبيرة من الصلب زهيد الثمن.
وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر بهذا الصدد إن على الصين معالجة مشكلة الانتاج الصناعي الفائض، مضيفا انه "من غير المقبول" خسارة قطاع صناعة الصلب في الدول الاوروبية عددا كبيرا جدا من فرص العمل في السنوات الاخيرة.
وقال يونكر "الانتاج الفائض مشكلة عالمية، ولكن العنصر الصيني فيها واضح بشكل خاص."
كما دافع رئيس المفوضية الأوروبية عن قرار المفوضية إجبار شركة أبل العملاقة على دفع ما قيمته 13 مليار يورو من الضرائب قائلا "إن القرار ليس موجها للولايات المتحدة".
ماذا يعني خروج بريطانيا؟
وتلك القمة هي الأخيرة للرئيس الأمريكي، الذي ستنتهي فترة رئاسته الثانية نهاية العام الجاري، لكنها القمة الأولى لرئيسة وزراء بريطانيا الجديدة تريزا ماي.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي مع ماي إن مهمة بريطانيا الأولى عقب الاستفتاء هي "تحديد ماذا يعني الخروج فيما يتعلق بأوروبا".
وأضاف أن الولايات المتحدة تعطي الأولوية لمحادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم شراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلسي TTIP، وذلك قبل المحادثات مع بريطانيا.
ومن جانبها سوف تشرح ماي في القمة ما ينطوي عليه القرار البريطاني بمغادرة الاتحاد الأوروبي.
بينما أطلقت اليابان تحذيرا شديدا من الأثار المحتملة على الشركات اليابانية العاملة في بريطانيا بعد قرارها ترك الاتحاد الأوروبي.
هنكلي بوينت
كما دافعت ماي عن تأجيلها المفاجئ إصدار القرار المتعلق بإنشاء مشروع هنكلي بوينت للطاقة النووية، بتكلفة 18 مليار استرليني، وقالت إنها "تنظر في الحقائق المتاحة وتدرسها بشكل صحيح".
وأضافت :"سأكون واضحة جدا في أنني سأفعل هذا وسأتخذ القرار في وقت ما هذا الشهر".
ومن المقرر بحث المشروع في لقاء ماي مع الرئيس الصيني، وسط تصاعد التوترات الدبلوماسية بسبب ما وصف بأنه قلق يساور ماي من مشاركة مستثمرين صينيين في المشروع.
فيديو قد يعجبك: