لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الصراع في سوريا: هل نحن في انتظار تدخل جديد؟

09:32 ص الأحد 07 فبراير 2016

قوات النظام السوري مدعومة بغطاء جوي روسي اقتربت من

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)
في الوقت الذي تتقدم فيه قوات النظام السوري مدعومة بغطاء جوي روسي حول مدينة حلب، تتزايد التحذيرات من احتمال تحرك المزيد من الدول لدعم المعارضة المسلحة.

لذلك من يمكن أن يتدخل؟ وما هو الاختلاف الذي قد يتسبب فيه لدينامية الصراع السوري المعقدة بالفعل؟

توجد بالفعل مجموعة مختلفة من اللاعبين الخارجيين في سوريا، ما بين دول غربية وخليجية وغيرها، تدرب الجماعات المسلحة وتزودها بالسلاح لتحارب قوات الرئيس بشار الأسد على الأرض.

وتشن القوات الجوية الغربية غارات يومية، ولكن محدودة، على مسلحي تنظيم الدولة، المعروف باسم داعش، وتزداد وتيرة العمليات الجوية عندما يكون هناك حركة واضحة على الأرض.

يأتي هذا بينما تتدخل قوات أخرى بشكل مباشر أكثر في الصراع. وتقوم روسيا بحملة جوية، تقول إنها ضد "الإرهابيين وما يسمى تنظيم الدولة"، في حين أنها توظفها إلى حد كبير في دعم قوات نظام الأسد.

وهناك أيضا مقاتلون إيرانيون ومن حزب الله اللبناني يلعبون دورا نشطا في القتال على الأرض إلى جانب وحدات الجيش السوري.

ويبدو أن التدخل الروسي يؤتي حاليا ثماره للنظام السوري، ليس فقط من خلال تعزيز موقعه ولكن أيضا بمساعدته على تحقيق تقدما هاما في القتل، مثل تهديده بقطع طرق الاتصال بين المتمردين في حلب وخطوط الدعم الحيوية التي تصل إلى تركيا.

ودفع هذا الأمر الحكومة التركية لمناشدة الجميع بالتحرك.

وتحدث رئيس وزراء تركيا، أحمد داوود أوغلو، في مؤتمر المانحين بالعاصمة البريطانية لندن الخميس الماضي، قائلا "ممر الدعم اللوجيستي الإنساني" بين تركيا وحلب كان "مهددا بالغزو من جانب المقاتلين الأجانب وقوات النظام بدعم من الطائرات الروسية".

كما أطلق الأتراك تحذيرا حول مشكلات لجؤ إضافية تسبب فيها هذا الهجوم، بالإضافة إلى التقدم الكبير لقوات النظام بالقرب من حدودهم.

وتبعد مدينة حلب 50 كم فقط من الحدود التركية.

لكن بعض الأتراك يخشون من تحول ديناميكي أوسع في المنطقة.

فحالة عدم الاستقرار في سوريا والعراق تعزز المخاوف من ظهور دولة كردية قابلة للحياة إلى حد ما.

وهذا يفسر الحملة التركية على المناطق الكردية داخل حدودها، وهي الحملة العسكرية التي أثارت انتقادات صامتة فقط من حلفائها الغربيين، كما أنها تفسر أيضا أسباب التساؤل المستمر من جانب الأتراك عن تدخل عسكري كامل لتأمين منطقة داخل الحدود السورية بالقرب منهم.

ربما تميل تركيا للتدخل لكن هذا سيعتمد على الديناميات الكردية، وهو انعكاس لحسابات أنقرة الاستراتيجية والجهد القليل المبذول لحل الأزمة السورية مرة واحدة وإلى الأبد.

وحتى الأن تصر الحكومة التركية على تجنبها شن أية غارات داخل سوريا وتتهم آلة الدعاية الروسية بأنها تقف وراء تأجيج المخاوف منها.

التدخل السعودي
أما بالنسبة للسعودية فهي تتمتع بقدر كبير من الحكمة يمنعها من الزج بنفسها في صراع مثل ذلك.

ويُعد ذلك هو سر إحباط المملكة من عدة عوامل تتمثل في الدور الروسي في الصراع في سوريا، والجهود المحدودة لقوى الغرب في دعم الثوار السوريين، وتعثر العملية الدبلوماسية وفشلها في التوصل إلى تسوية.

ولكن، هل تريد السعودية التدخل حقا؟

لم يدم تدخل الجانب السعودي والدول العربية طويلا، بل كان بالأحرى تدخلا رمزيا.

فقد فضلت الرياض التركيز في الحرب ضد الحوثيين في دولة اليمن المجاورة.

وإذا كان هناك من شيء تعلمته السعودية من حربها في اليمن، فلن يكون إلا إدراكها لخطر المغامرة العسكرية الخارجية التي أقدمت عليها.

لذا سوف يعول السعوديون في تدخلهم في الصراع السوري على تدخل عسكري بري من جانب الولايات المتحدة على أرض الميدان.

ولكن، هل هناك لاعبون خارجيون يعتزمون التدخل لصالح المعارضة في سوريا؟ وماذا يمكن أن يضيف هؤلاء للمشهد؟ وهل يؤدي ذلك إلى تسريع وتيرة إنهاء الصراع هناك؟

كما أرى أنه لا يمكن تهميش الدور الذي من الممكن أن يلعبه الأتراك. فبإمكانهم تحريك وحدات ميكانيكية ومدرعة عبر الحدود والحفاظ عليها.

ولكن من الممكن أن يؤدي ذلك إلى صدام مع القوات الروسية الموجودة على الأرض في سوريا والقوات المتحالفة معها، وهو ما قد يؤدي إلى معركة محتملة بين عضو من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) من جهة وموسكو من الجهة الأخرى، وما يستتبع ذلك من عواقب وخيمة.

وتمر العلاقات التركية الروسية بحالة من الجمود منذ إسقاط تركيا طائرة روسية اخترقت المجال الجوي التركي في نوفمبر الماضي.

ولم تقدم السعودية بقدراتها المحدودة أي شيء في العمليات العسكرية في سوريا يجعلنا نعتقد أنها تعمل جنبا إلى جنب مع القوات الأمريكية.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة تزيد من تدريباتها وأنشطة قواتها الخاصة في المنطقة.

وفي العراق تعتمد على واشنطن على قوات برية حليفة موثوق بها لتوسيع دورها العسكري على الأرض هناك.

لكن الوضع في سوريا مختلف، إذ تشهد البلاد تحولات في التحالفات بين القوى المعارضة للحكومة، أكثرها قوة على الأرض تلك الجماعات التي ترتبط بعلاقات وثيقة بتنظيم القاعدة، وهو سياق لا يشجع على وجود بري أمريكي هناك.

ولا شك في أن تدخل المزيد من اللاعبين الخارجيين في الصراع في سوريا سوف يزيد من تعقيد الموقف الراهن، كما أنه لن يؤدي إلى وقف القتال بين الأطراف المتحاربة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: