حاكم جاكرتا يبكي في أول يوم من محاكمته بتهمة إهانة الإسلام
لندن (بي بي سي)
اتسم اليوم الأول لمحاكمة حاكم جاكرتا المسيحي المنتمي إلى أصول صينية بتهمة التجديف ببعض المشاهد العاطفية داخل المحكمة.
فقد بكى بازوكي تجاهاجا بورناما، المعروف باسم "أهوك"، ونفى الادعاءات القائلة بأنه أهان الإسلام.
ويعد بورناما أول حاكم غير مسلم للعاصمة الإندونيسية منذ 50 عاما.
وينظر إلى المحاكمة باعتبارها اختبارا للتسامح الديني في إندونيسيا ذات أكبر أغلبية مسلمة في العالم.
وقال الادعاء إن بورناما أهان الإسلام بإساءة استخدام آيات من القرآن تشير إلى عدم وجوب حكم غير المسلمين للمسلمين، لزيادة التأييد الشعبي له قبل انتخابات حاكم المدينة في فبراير.
ولكن أهوك أصر على أن تعليقاته كانت تستهدف السياسيين الذين يستخدمون آيات القرآن بطريقة "غير صحيحة" ضده، وليس الآيات ذاتها.
وإذا أدين بورناما، فسوف يواجه عقوبة قصوى تصل إلى السجن خمس سنوات. وعقب جلسة استماع قصيرة أجلت المحاكمة إلى 20 ديسمبر.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن السلطات سمحت بسابقة خطيرة يمكن من خلالها للأقلية المتشددة من المسلمين التأثير في المسار القضائي، بحسب ما تقوله مراسلة بي بي سي في جاكرتا، ريبيكاهينستشيكي.
من هو أهوك؟
وأهوك هو رجل أعمال أصبح نائب حاكم جاكرتا، وقد تولى منصب الحاكم عندما أصبح خلفه، جوكو ويدودو، رئيسا للبلاد في 2014.
وعبرت وقتها "جبهة المدافعين عن الإسلام " عن عدم رغبتها في أن يخلف ويدودو، قائلة إنه لا ينبغي لمسيحي أن يحكم مدينة الأغلبية فيها من المسلمين.
وأدت الجبهة دورا كبيرا في الاحتجاجات الأخيرة على بورناما.
واكتسب بورناما - الذي يعد سياسيا مستقلا - شعبية بسبب موقفه المتشدد من الفساد، والتحسن الذي طرأ على المواصلات العامة والخدمات العامة الأخرى في عهده.
ما هي التهم الموجهة إليه؟
وخلال الحملة الانتخابية في سبتمبر، ألقى بورناما خطابا قال فيه إن الجماعات الإسلامية تستخدم آيات القرآن ضده لخداع الناخبين.
وأضاف أن بعض الجماعات تفسر الآيات بمعنى يحظر بناء عليه على المسلمين العيش تحت حكم قيادة غير مسلمة.
وتقول الجماعات الإسلامية إن بورناما انتقد القرآن، ورفعت شكوى إلى الشرطة، التي بدأت التحقيق في الأمر.
وقد اعتذر بورناما غير مرة ونفى تهمة التجديف.
ويقول مؤيدوه إن مقطع فيديو منتشرا على نطاق واسع للخطاب قد أعيد تحريره وأضيفت إليه ترجمة لتجعل بورناما يظهر بمظهر المنتقد لآيات القرآن، وليس المنتقد لمن أثاروا الأمر.
ما مدى أهمية تهمة التجديف؟
وعلى الرغم من ضمان الدستور الإندونيسي لحرية العقيدة، فإن البلاد لا تعترف إلا بستة أديان فقط، وهناك عقوبات شديدة ضد التجديف ضد أي واحد منها.
لكن مراقبين يقولون إن القوانين أحيانا ما تستخدم ضد الأقليات الدينية.
كما يلاحق الملحدون، إذ حكم على رجل بالسجن لمدة عامين ونصف العام في 2012 لقوله على فيسبوك بعدم وجود الله.
وقد وجه الرئيس ويدودو اللوم "للسياسيين" لاستغلالهم للغضب.
وأفادت القضية منافسي بورناما السياسيين في الانتخابات في وقت كان يعد فيه المرشح الأوفر حظا.
ويرى بعض المراقبين أن القضية أظهرت إندونيسيا بصورة أكثر تشددا، بعدما كانت تعد بلدا إسلاميا معتدلا.
ولكن جماعة نهضة العلماء، كبرى الجماعات الإسلامية في إندونيسيا، أبلغت أعضاءها بعدم المشاركة في المسيرات المناوئة لأهوك.
فيديو قد يعجبك: