بروفايل- دونالد ترامب.. عاصفة من الجدل ثم انتصار
كتبت-رنا الجميعي:
في 16 يوليو 2015 ، أطلق الملياردير الأمريكي، دونالد ترامب، حملته الانتخابية رسميًا، وفي 20 من يوليو الماضي، أقر الحزب الجمهوري الديمقراطي في مؤتمره الوطني، ترشيحه رسميًا لخوض الانتخابات الأمريكية.
بعد ذلك بأربعة أشهر، تحديدًا الثامن من نوفمبر، كان العالم على موعد لإسدال الستار على أهم انتخابات تُجرى في العالم وأكثرها إثارة للجدل. تصدّر اسم ترامب جميع وسائل الإعلام؛ فقد أصبح أول رئيس أمريكي لم يتول أي منصب سياسي أو عسكري قبل دخوله البيت الأبيض.
وُلد المليادرير الأمريكي عام 1946، وهو الابن الرابع لأشهر أقطاب تجارة العقارات، فريد ترامب. كما تخرّج من كلية وارلتون بجامعة "بنسلفانيا"، ودخل شريكًا في إدارة ثروات والده، ثم تخصص في بناء ناطحات السحاب والبنايات الكبرى، ومن أشهر العقارات التي بناها هو ناطحة سحاب في مانهاتن، مؤلفة من 68 طابق، تُقدر ثورة ترامب حسب مجلة فوربس الأمريكية 4.5 مليار دولار.
حاول ترامب الوصول إلى كرسي الرئاسة الأمريكية منذ عام 1987، ودخل الانتخابات الأمريكية لأول مرة عام 2000، "اجعل أمريكا عظيمة من جديد" هو الشعار الذي اختاره ترامب لحملته الانتخابية، لكنها ليست المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا الشعار، حيث كان شعار الحملة الانتخابية لرونالد ريجان، عام 1980، مع فارق حروف بسيطة حيث كان "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، الشعار الذي هاجمه الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، حيث انتقده في مؤتمر الحزب الديمقراطي، قائلًا "أمريكا قد أصبحت الآن عظيمة، وأمريكا هي الآن قوية. وأعدكم بأن قوتنا وعظمتنا لا تتوقفان على دونالد ترامب".
ركّز ترامب في حملته الانتخابية على بناء أمريكا بشكل أقوى، حيث كرر أكثر من مرة في حديثه مع بين جاكوبز، مراسل صحيفة الجارديان البريطانية، مقولة "علينا أن نبني بلدنا"، مستنكرًا خوض أمريكا في صراعات خارجية، مثل تدخلها العسكري في العراق، كما عارض دعم الجماعات المتشددة.
جاءت أحاديث ترامب مثيرة لعداءات العديد من الدول والأقليات، حيث قال بشكل صريح إن أمريكا سوف تبني "جدارا هائلا" بينها وبين المكسيك، لمنع المهاجرين غير الشرعيين. بشكل جدي يرغب ترامب في ترحيل جماعي لنحو 11 مليون مهاجر غير شرعي، كما أنه سيعيد المهاجرين السوريين الذين يطلبون اللجوء إلى الولايات المُتحدة.
بجانب تلك المواقف أبدى ترامب عدائه للعرب في أكثر من تعليق، منها أن العرب الأمريكيين احتفلوا مع هجمات 11 سبتمبر 2001، وأنه سيعيد نظام مراقبة المساجد.
يستخدم ترامب العديد من المعلومات بشكل خاطئ، حيث استند ذات مرة على رسم بياني من مكتب إحصاء جريمة وهمي يُدلل به على أن نسب معدلات قتل الأمريكان السود للبيض أكثر من البيض للسود، غير أن ذلك لم يكن صحيحًا مع وجود بيانات حقيقية صادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي.
لم تكن تلك المرة الوحيدة التي يشير فيها ترامب لقناعاته عن طريق معلومات خاطئة، حيث صرّح بأن نسبة البطالة في أمريكا 20 في المئة، ومرة أخرى بأنها قد تصل لـ40 في المئة، فيما يقول مكتب إحصائيات العمل على أن النسبة تصل إلى 5.1%.
منذ ترشحه كان ترامب يُثير عواصف من الجدل حوله، من بينها حينما ظهر فيديو يرجع لعام 2005، حيث قال وقتها "يمكنك فعل أي شئ بالمرأة عندما تكون نجمًا"، ظهرت تصريحات عديدة رافضة لما قاله ترامب، من بينها تعليق وزيرة الخارجية السابقة، كونداليزا رايس، "لا يتعين على ترامب أن يكون رئيسًا، عليه أن ينسحب". فيما أعلن 10 من النواب الجمهورييين أنهم لن يصوتوا له، وجاءت تعليقات أخرى لمرشحين سابقين باستنكار موقف ترامب، غير أن الرئيس الأمريكي الحالي لم يرضخ لتلك الحملة الموجهة ضده، قائلًا "لن أنسحب أبدًا، لن أنسحب في حياتي".
رغم أن استطلاعات الرأي في أغلبها أشارت إلى أن شعبية ترامب تراجعت في عدد كبير من الولايات، بالإضافة إلى الهجوم عليه من قيادات الحزب المرشح عنه، وكذلك تصريحات عدد من مسؤولي الدول الأخرى، كوصف وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون در لاين، لاحتمالية فوز ترامب بأنه "صدمة كبرى"، إلا أن ترامب تمكن من الفوز حقًا.
المذيعة الأمريكية ببرنامج “the Rachel maddow show”، على شبكة “MSNBC”، علقت قائلة" "أنتممستيقظون على حقيقة، أنتم لا تحلمون بحلم شنيع، أنتم لستم أموات ولم تذهبوا إلى الجحيم، هذه هي حياتكم الآن، هذه هي انتخاباتنا، وهؤلاء نحن، وهذه هي بلادنا".
فيديو قد يعجبك: