ديلي تلغراف: "تشيلكوت يقول : بلير ،الملك الشمس، الذي قادنا إلى الحرب"
لندن - بي بي سي
اهتم معظم الصحف البريطانية الصادرة الخميس بالشهادة التي أدلى بها السير جون تشيلكوت، رئيس لجنة التحقيق في حرب العراق، الاربعاء أمام لجنة في البرلمان البريطاني.
ووضعت صحيفة ديلي تلغراف عنوانا لتقريرها في هذا الصدد "تشيلكوت يقول : بلير،الملك الشمس، قادنا الى الحرب"، وفي السياق ذاته وضعت صحيفة التايمز عنوانا لمتابعتها "تشيلكوت يقول بلير كان أشبه بلويس الرابع عشر"، في اشارة إلى الملك الفرنسي المستبد في القرن السابع عشر صاحب المقولة الشهيرة "أنا الدولة والدولة أنا" والذي كان يلقب نفسه بالملك الشمس ويرى أنه ممثل الإله في الأرض.
وتقول ديلي تلغراف في تقريرها إن صاحب التقرير الرسمي عن حرب العراق أشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير تصرف "مثل شبيه في القرن الواحد والعشرين للويس الرابع عشر" في إشارة الى هيمنته على السلطة.
وتقول الصحيفة في تقريرها إن بلير أضر بالثقة بالسياسة بتخطيه "حقائق القضية" في فترة الاستعداد لحرب العراق، ومضى دون أن يتحداه أحد لأن لديه "هيمنة سايكولوجية على مجلس الوزراء"، بحسب تشيلكوت.
ويضيف تقرير الصحيفة أن تشيلكوت قال للنواب إن إصلاح الضرر الذي تسببت به أفعال رئيس الوزراء الأسبق سيحتاج إلى سنوات طويلة.
وشددت الصحيفة على تأكيده على أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش تلقى ملاحظة ارسلها بلير يؤكد فيها: "سأكون معك مهما يكن" كنوع "من الالتزام غير المشروط" بالذهاب إلى الحرب.
وتقول الغارديان في تقريرها في هذا الصدد إن تشيلكوت أكد أن مجلس الوزراء لم يطلع على هذه الملاحظة، ولم يعلم بها سوى جونثان باول، كبير موظفي داوننغ ستريت وديفيد مانينغ، سفير بريطانيا في الولايات المتحدة، "وقد حاول كلاهما اقناعه بعدم استخدام هذا النمط من الكلمات، لكنه لم يفعل".
وتضيف الصحيفة ان اسلوب "حكومة الأريكة" (sofa government) في اشارة الى إتخاذ القرارات بطريقة غير رسمية، حيث لم يكن الوزراء يستشارون في قرارات مهمة، قد وصل إلى ذروته في عهد بلير.
وتقول التايمز في متابعتها إن السير تشيلكوت أشار إلى شهادة جاك سترو، وزير الخارجية لاحقا في عهد بلير، قائلا "تشكل لدي احساس من رد سترو أنه (بلير) حقق هيمنة سياسية شخصية ، كانت هي نفسها تجاوزا على مبدأ المسؤولية الجماعية لمجلس الوزراء".
وتقول الغارديان في متابعتها إن تشيلكوت شدد على أن بلير "بالغ في تقييم" قدرته على التأثير على صناعة القرار الأمريكي بشأن العراق. ففي سبتمبر/أيلول عام 2002 تمكن بلير من اقناع بوش بالذهاب إلى الأمم المتحدة وطلب الدعم للعمل العسكري، لكن بحلول نهاية العام بات واضحا أن "الجدول الزمني للعمل العسكري(الذي جرى في مارس/ آذار 2003) قد سيطر على العملية الدبلوماسية"، بحسب تشيلكوت.
وتضيف الصحيفة أن السير تشيلكوت في اجابته على سؤال من يتحمل المسؤولية الأكبر عن كارثة العراق، أشار إلى بلير وسترو ووزير الدفاع جيفري هون وأن بلير وسترو هما الأكثر خبرة وبالتالي الأكثر عرضة لتحمل الخطأ.
وتكمل أن تشيلكوت قال إنه راض عن الاستقبال والتفاعل الجماهيري الايجابي مع تقريره، لاسيما قبوله من قبل العائلات الثكلى لـ 179 عسكريا الذين قتلوا في العراق بين عام 2003 وعام 2009.
قانون القراءة في الإمارات
وتنشر الصحيفة ذاتها تقريرا تحت عنوان "دولة الإمارات العربية المتحدة تصدر قانونا يجعل من القراءة عادة يومية".
ويتحدث التقرير عن القانون الذي اصدرته الإمارات ويلزم الجهات الحكومية بتمكين موظفيها من الحصول على وقت للقراءة ضمن ساعات الدوام الرسمي. كما يلزم القانون هذه الجهات بالسعي لتوفير مكتبات عامة ومرافق للقراءة في مختلف مناطق الدولة.
فضلا عن تقديم الحوافز للقطاع الخاص للاستثمار في انشاء المكتبات، وتحفيز مراكز التسوق على منح مساحات لإنشاء فروع لمشاريع المكتبات العامة فيها، وجعل المقاهي تقدم مواد للقراءة لزبائنها.
وتقول الصحيفة إن هذا القانون الذي يوصف بأنه الأول من نوعه قد أعلن هذا الأسبوع ، وسيجعل الكتب أيضا معفية من الضرائب او أي رسوم إضافية.
وينقل التقرير عن الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة دبي قوله "هدفنا جعل القراءة عادة يومية لدى شعبنا، وعلى الجهات المعنية أن تحول هذا القانون إلى واقع".
ويضيف آل مكتوم "إن القانون يأخذ قيمة أساسية مثل القراءة ويحولها إلى مشروع حكومي متكامل".
ويشير تقرير الصحيفة الى إنه في الوقت الذي يعطى فيه الموظفون الحكوميون وقتا للقراءة اثناء الدوام الرسمي، يجب أن يركزوا على قراءة المواد التي تصب في تطوير قدراتهم واحترافيتهم بدلا من الكتب التي تتربع على رأس قوائم أكثر الكتب مبيعا في المكتبات.
ويضيف التقرير أن الأسبوع الماضي شهد إعلان جوائز مشروع "تحدي القراءة العربي" الذي اطلقه الشيخ محمد بن راشد في سبتمبر/أيلول الماضي، وقرأ فيه أكثر من 150 مليون كتاب من قبل نحو 3.5 مليون طفل من عشرين بلدا، تنافسوا على جوائز بقيمة 3 ملايين دولار.
وفاز طالب جزائري يدعى محمد فرح بالجائزة الكبرى لطلبة المدارس في صيغة منحة تعليمية بقيمة 150 الف دولار، كما فازت مدرسة في مدينة نابلس الفلسطينية بمبلغ مليون دولار.
ويشير تقرير الغارديان إلى أن نجاح مشروع تحدي القراءة دفع الروائي الشهير باولو كويلو إلى الكتابة إلى الشيخ محمد قائلا " بركوبك سفينة المعرفة التي تسير برياح القراءة، سترسو سريعا على شاطئ مستقبل مزدهر ومشرق".
رئيس مثير للخلاف
وتنشر صحيفة الفايننشال تايمز مقالا لديفيد غاردنر من بيروت عن أصداء انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبنان بعد فراغ رئاسي استمر لأكثر من سنتين.
ويبني غاردنر مقاله على استعارة من تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تقول إن لبنان أعاد عقارب ساعته الى الوراء الأحد (في إشارة إلى بدء التوقيت الشتوي) لكنه الاثنين عاد 27 عاما إلى الوراء بعد تمكن البرلمان اللبناني أخيرا من انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء فترة فراغ المنصب التي استمرت 29 شهرا.
ويرى كاتب المقال في ذلك عودة إلى توترات الحرب الأهلية اللبنانية في الفترة من 1975 الى 1990، عبر استعادة أحد "أبطالها المتقلبين".
ويضيف الكاتب أن عون، البالغ من العمر 81 عاما والذي يرأس اكبر حزب مسيحي لبناني ويلقبه اتباعه بالجنرال، انتخب بأغلبية 83 صوتا من 127 من أعضاء البرلمان اللبناني في جلسة سادتها الفوضى، مشيرا الى سخرية بعض النواب فيها، إذ أعطى أحدهم صوته لزوربا اليوناني وآخر لنجمة إغراء لبنانية تتشبه بكيم كارداشيان.
وبعد أن يعرج كاتب المقال على الصراعات الإقليمية، لاسيما بين السعودية وإيران واثرها في لبنان، ويسرد سيرة عون ويخلص إلى أنه شخصية مثيرة للخلاف، وان هذا الانتخاب الرئاسي في لبنان الذي نجا من التدمير الذي يكتسح المنطقة، لا يبدو أنه ينبئ بمستقبل مشرق، بحسب رأي كاتب المقال.
فيديو قد يعجبك: