جوزيه مورينيو: ماذا الآن ؟
(بي بي سي):
من المرجح أن تعزز إقالة جوزيه مورينيو من نادي تشيلسي اللندني، السمعة التي اكتسبها بوصفه مديرا فنيا يضمن النجاح لفريقه في الأمد القصير ولكنه يعجز عن بناء فريق ناجح على المدى البعيد.
وكان مورينيو البرتغالي، الذي لقب بـ "المتميز" بعد النجاحات التي حققها لتشيلسي في الفترة التي قضاها مع النادي في السابق، قد عاد الى النادي في 2013 بعد أن قضى 3 سنوات مرة في ريال مدريد.
وقال عند عودته إنه يطمح الى تأسيس سلالة عن طريق تنشئة سلسلة من الفرق القوية.
ولكن فترته الثانية لخصت سيرته الى الآن: فترة من التأقلم، تليها فترة (موسم او موسمان) من النجاح الباهر، ثم ينهار كل شيء.
قال فابيو كابيلو، المدير الفني السابق لنادي ميلانو والمنتخب الانجليزي، "مورينيو يحرق لاعبيه بعد سنة ونصف او سنتين بالكثير. سمعت ذلك عندما كان في ميلانو والآن تأكد الأمر في لندن."
وكان الموسم الاول الذي قضاه مورينيو في ستامفورد بريج بعد عودته خاليا من اي بطولة للمرة الاولى في حياته العملية كمدير فني، ولكنه نجح مع ذلك في اعادة تشكيل الفريق بشكل مذهل.
فقد استقدم كلا من حارس المرمى ثيبو كورتوا (الذي كان قيد الاعارة في اتلتيكو مدريد)، وسيسك فابرغاس ودييغو كوستا. وتمكن تشيلسي الذي عادت اليه الحياة من الفوز ببطولة الدوري كما تغلب على توتنهام ليفوز بكأس الدوري.
وقال مورينيو في حينه إن هذين النجاحين بررا قراره بالعودة الى "اصعب دوري في اوروبا"، ولكن، وبعد 7 شهور فقط من ذلك التصريح، اقيل من تشيلسي.
إن الذي شاهد اداء تشيلسي في الاشهر الاولى من الموسم الحالي 2015-2016 كأنما كان يشاهد استراتيجية مورينيو وهي تنهار امام عينيه.
وبالرغم من ان تشيلسي كان المرشح الاوفر حظا للاحتفاظ ببطولة الدوري، قدم الفريق اداء سيئا يندى له الجبين: لعب بطيء وباهت. وخسر تشيلسي 9 من المباريات الـ 16 التي خاضها الى الآن في الدوري الممتاز ويحل الآن في المرتبة 16 في قائمة الدوري - بالكاد فوق منطقة خطر الهبوط الى الدرجة الثانية.
كان مورينيو يستقي القوة دائما من الصراعات التي يخوضها ضد ما يعتقد انها قوى خارجية تريد له ولفريقه الشر، من حكام الى مديري الفرق المنافسة الى المعلقين الرياضيين. ولكن يبدو ان هذه المعارك الجانبية قد استهلكته.
"السعيد"
وتعرض مورينيو لنقد لاذع بعد ان قرر منع طبيبة الفريق ، ايفا كارنيرون، من العمل. واستقالت كارنيرو من منصبها بعد ان وبخها مورينيو علنا لقرارها بالنزول الى الملعب لمعالجة احد اللاعبين في وقت حرج من المباراة.
واعادت الحادثة الى الاذهان المراحل المظلمة في ماضي مورينيو، كتهجمه على الحكم اندرز فريسك عام 2005 واعتدائه على مساعد مدير برشلونه (آنذاك) تيتو فيلانوفا عام 2011، وهي حوادث تركت اثرا سلبيا على سمعة البرتغالي.
وتسائل مدافع ليفربول السابق جيمي كاراغر قبل الشهور، "هل سيحظى (مورينيو) بالحب ؟" واجاب سؤاله بنفسه بالقول، "لابد ان انصار تشيلسي يعشقونه، كما يحبه انصار بورتو وميلانو. ولكن ماذا عن الآخرين ؟ انه امر مشكوك فيه."
بعد ان اطلق على نفسه لقب "السعيد" عند عودته الى تشيلسي، يبدو مورينيو الآن بائسا تعسا.
فقد اعترف بأن تشيلسي هو الفريق الوحيد الذي يعشقه - عدا ميلانو النادي الذي حقق فيه نجاحات باهرة بين عامي 2008 و2010 بما في ذلك الفوز بدوري ابطال اوروبا.
ولكن من غير المحتمل ان يعود الى تشيلسي ثانية.
ومورينيو الذي لا يتجاوز عمره الـ 52 عاما - ويعد من افضل المدربين من جيله - سيجد صعوبة في ايجاد عمل مع فرق الصف الاول في اوروبا.
ولكن من المرجح ان تنهمر عليه العطاءات من الفرق الاخرى بفضل قدراته التكتيكية وانتباهه للتفاصيل وملكة اقامة علاقات حميمة مع لاعبيه التي يتمتع بها.
صحيح ان اسلوبه المتعجرف لا يروق للجميع، ولكنه تمكن بعد فترة قصيرة عمل فيها مساعدا لمدرب برشلونه وفترات لم يحقق بها شيئا يذكر في بنفيكا ويونياو دي لريا، ان يرتقي فجأة الى مدرب من الطراز العالمي عند بورتو في عام 2002.
وقاد مورينيو بورتو للفوز بدوري الابطال عام 2004، انتقل بعدها بوقت قصير الى تشيلسي.
يقول فرانك لامبارد، احد لاعبي تشيلسي المخضرمين (الذي يلعب الآن في الدوري الامريكي)، "كان مورينيو الاعظم، على الاقل بالنسبة لي. فقد اعاد لي ثقتي بنفسي الى درجة لم تصلها قط."
ولكن اقالته من تشيلسي اليوم تثبت أن افتقاره لملكة المثابرة ما زالت نقطة ضعفه القاتلة.
فيديو قد يعجبك: