بالصور: حياة لاجئي مخيمات دارفور بين الأمس واليوم
الزعماء المحليون (يسار الصورة) يتوقعون الحفاظ على سلطاتهم داخل المخيم، لكنهم قلقون من أن نقص فرص العمل قد يؤدي إلى زيادة التوجهات السياسية لدى الشباب مما يجعلهم أكثر عرضة للاستقطابهم من قبل الجماعات المسلحة. وأنشئت لجنة الشباب في محاولة لدمج السكان الصغار في أنشطة مختلفة. وتحظى كرة القدم بشعبية كبيرة بين الشباب، بينما يزداد الاهتمام بممارسة الكرة الطائرة بين الفتيات. الصور من كافود، تصوير بول جيفري وآني بونجيروث.
مازالت الطرق التقليدية للحياة تمارس داخل المخيم. وهنا تقوم سيدة برسم الحناء لاحدى السيدات في المخيم. وتحب السيدات في السودان رسم الحناء على أيديهن وأقدامهن في المناسبات خاصة الزواج. وتقول إحدى السيدات ''الحياة صعبة في المخيم لكن عندما نأتي لرسم الحناء ننسى مشاكلنا.
فشلت مبادرة لاحلال السلام وانهاء الصراع المحتدم بين الأغلبية العربية البدوية وبين المزارعين الأفارقة حول حقوق الرعي، عام 2011، والذي يعد أسوأ النزاعات في تاريخ الجانبين. ونشرت القوات المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي دوريات تجوب المخيمات في عربات مدرعة، واضطر الكثيرون للبحث عن وسائل جديدة لكسب الرزق ومازالت روح المبادرة مزدهرة.
يدور الصراع في دارفور على عدة جبهات وبين فصائل مختلفة: بين القوات الحكومية ومتمردين وميليشيا مسلحة إلى جانب صراع محلي الذي أشعل موجة من العنف العرقي. وأدى هذا إلى تدفق لاجئين جدد سواء سيرا على الأقدام أو باستخدام الحمير والمركبات. ووفقا للأمم المتحدة ترك 390 ألف شخص منازلهم خلال النصف الأول من 2014، وهو العدد الأكبر منذ اشتعال الأزمة في 2004
وصلت راوية، 32 عاما، إلى المخيم مع زوجها وأطفالها، بعدما فرت من قريتها، ولم يكن معا سوى القليل من الطعام ووعاء صغير للماء. والتقت بوالديها وأشقاءها وشقيقاتها بعد عدة أيام. وتقول ''توفيت والدتي بعد ذلك ودفناها في المخيم، لأننا لم نستطع العودة لقريتنا لاستمرار القتال، وهذا الأمر يؤلمني.
لم تتغير حياة حاجة كثيرا بعد سبع سنوات وبرغم الانتقال من منزلها. ''اعتني بأحفادي بينما تعمل ابنتي في المدينة وتقوم بغسيل الأطباق وتنظيف الملابس''. ويذهب حوران الآن لمدرسة لتحفيظ القرآن. أما الأحفاد الأكبر سنا فيذهبون لمدارس أخرى بالمخيم. ويوجد حاليا جيل كامل من الأطفال الذين لا يعرفون شيئا سوى الحياة في المخيم.
التقطت صورة حاجة في 2007 مع أصغر أحفادها السبعة، حوران، في مخيم هاسا هيسا. وتقول ''كنت أعيش في القطاع الثاني بالمخيم عند التقاط هذه الصورة، وكان المكان صغيرا فتركناه''. تريد حاجة العودة لمنزلها لكنها تشعر بأنه أمر غير ممكن كما أنها فقدت الاتصال بجيرانها وأصدقاء قريتها. وتقول ''في قريتنا كان بأمكاننا تربية أطفالنا، إذ كان لدينا أرض زراعية وماشية ولبن.'
العثور على عمل خارج المخيمات قد يكون صعبا. كان يوسف بمفرده عندما جاء للمعسكر في 2007 ليعمل خبازا لمساعدة نفسه. واليوم هو متزوج ولديه ثلاثة أطفال. ويقول ''انتقلت لمخيم آخر بعد الزواج ولم أعمل خبازا فتعلمت صناعة الطوب، ورغم صعوبة هذا العمل إلا أنه ضروري للاعتناء بأطفالي''. ويضيف ''دارفور مازالت غير آمنة لذلك لا أستطيع العودة بعائلتي لقريتي من أجل حياة آمنة.''
تقول أمينة ''مازالنا نواجه العديد من التحديات بعد 10 سنوات من الحياة هنا، ولكن على الأقل لم نعد نقلق بشأن جلب المياه''. أنجبت أمينة، التي لا تستطيع القراءة أو الكتابة، طفلها البالغ تسع سنوات في المعسكر، وهو يذهب الآن إلى المدرسة. وتأمل أمينة أن يستغل تعليمه في العثور على حياة أفضل بعيدا عن المخيم يوما ما. تبحث أمينة أحيانا عن الرزق في مدينة زالنغي، حيث تقوم بالأعمال المنزلية في المنازل الكبيرة هناك.
تتذكر أمينة، ذات الرداء الأخضر يمين الصورة، التجمع لألقاء النظر داخل حفرة البئر الجديد الذي حفر قبل سبع سنوات. وكانت تنقل الطعام مع نساء أخريات إلى من كانوا يحفرون البئر في مخيم خمسة داجياج. وتعمل الرافعة التي تضخ المياه في 15 أنبوبا بالمخيم بالطاقة الشمسية. وتقول أمينة ''كان أسعد يوم عندما أصبح لدينا ماء في المخيم، وقبل ذلك كنا نسير للوادي لجمع المياه، وكان الأمر خطيرا لوجود تهديدات من البدو.''
توجد أدلة على وجود حياة دائمة في كل مكان بالمخيمات. فهناك أكواخ لبيع المواد الأساسية، وأكوام من قوالب الطوب الأحمر جاهزة لاستخدامها في بناء مباني قوية راسخة. ويستغرق الأمر يومين لصناعة ألف قالب طوب تباع مقابل 40 جنيها سودانيا (سبعة دولارات) ويبلغ متوسط أجر العامل اليومي جنيهان سودانيان.
يوجد أكثر من 27 مخيما في وسط دارفور، منها مخيمات صغيرة تضم بضعة آلاف من الأشخاص وأخرى كبيرة يقطنها حوالي 70 ألف شخص. وهذه صور مخيم قرب مدينة زالنغي تظهر حجم التغير خلال تسع سنوات. غطى اللاجئون أسقف المشمع بقوالب الطين وتحولت المنازل في المخيم إلى مكان إقامة دائم، وتوجد مسافات صغيرة بين المنازل ونمت بعض الشجيرات التي توفر الظل المطلوب.
الزراعة هي الاسلوب التقليدي للحياة بالنسبة للعديد من الريفيين السودانيين، لكن الذين تركوا منازلهم بسبب الصراع يفقدون أراضيهم وماشيتهم ومعداتهم وبذورهم. العديد من سكان المخيم يعتمدون على المساعدات الغذائية طوال سنوات. ومازال عدد قليل من منظمات الإغاثة الدولية، من بينها منظمة الاغاثة التابعة للكنيسة النرويجية، قادرا على العمل في درافور. وتحاول تلك المنظمات دعم سكان المخيم ليعتمدوا على أنفسهم. وهذه مزرعة تعاونية من مخيم الحمادية تبلغ 15 فدانا.
تتذكر هاميسة الفرار من قريتها في 2003 ''كنت أحمل حفيدي على ظهري عندما وقع الهجوم. اختبأنا في الجبال حتى توقف إطلاق النار، فعدت إلى القرية وساعدت في دفن بعض الموتى.'' قضى اللاجئون أربعة أيام للوصول لمخيم الحمادية. وتضيف ''لم أتوقع البقاء هنا 11 عاما، وعندما تنظر لي ترى سيدة عجوز، لذلك أستطيع الحديث بما أريد، وأدعو قادة العالم للعمل على اعادة السلام الى هذه المنطقة من أجل أطفالنا.''
ترك أكثر من مليوني سوداني منازلهم في منطقة دارفور غربي السودان، منذ ما يزيد عن 10 سنوات، والآن لم يعد لديهم الكثير من الأمل في العودة إلى قراهم مرة أخرى. التقط مصورون في مؤسسة كافورد الكاثوليكية الخيرية للإغاثة صورا لمواطنين في ثلاثة مخيمات وسط دارفور مرتين الأولى في 2007 والثانية في 2014 للوقوف على التغير الذي طرأ على حياتهم. وقالت هاميسة، الوحيدة التي ذكرت اسمها الحقيقي ''لا أتذكر متى صوروني أول مرة، لكن شعري كان أكثر كثافة وقتها، ولم أعد أمتلك هذا الثوب فقد احترق.''
فيديو قد يعجبك: