إعلان

عيادات أوغندية تبيع شهادات مزيفة بالخلو من الإيدز

09:21 م الخميس 03 أبريل 2014

عيادات أوغندية تبيع شهادات مزيفة بالخلو من الإيدز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كشف تحقيق سري أجرته بي بي سي أن عيادات خاصة في العاصمة الأوغندية كمبالا تبيع شهادات مزيفة بخلو المرضى من فيروس اتش آي في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) لمساعدتهم على الحصول على وظائف.

وفي ما يلي، تحكي مراسلة بي بي سي في أفريقيا، كاثرين بياروهانغا، عن التحقيق الذي أجرته:

التقيت بامرأة تدعى سارة في نهاية ساعة الذروة الصباحية خارج متجر كبير شهير في إحدى ضواحي كمبالا.

كان القلق الشديد يسيطر على سارة ذات الشعر المجدول وهي في العشرينات من عمرها. فقد كانت بالكاد تنظر إلى مباشرة.

ولذا كنت حريصة على عدم الضغط عليها كثيرا خلال مقابلتي معها.

قضيت أنا وزملائي من فريق بي بي سي أسابيع عديدة ونحن نحاول العثور على شخص دفع أموالا مقابل الحصول على شهادة مزيفة للخلو من فيروس اتش آي في المسبب للإيدز.

ومعظم الأشخاص الذين تحدثوا معنا كانوا خائفين جدا من إجراء المقابلة. وهذه المرأة ليس اسمها الحقيقي سارة، لكنها طلبت إخفاء هويتها كشرط للتحدث إلينا.

وقالت لبي بي سي اضطررت لأن أحصل على النتائج السلبية (شهاد الخلو من هذا المرض) لأنه إذا أعطيت الشركة النتائج الإيجابية (لإصابتي به)، فإنني لن أحصل على عمل .

وأضافت إنني أم وحيدة، وأعاني بشدة في حياتي وأحتاج لهذا المال، وأحتاج لهذه الوظيفة من أجل ابني .

سمعنا العديد من الروايات عن أشخاص اشتروا شهادات سلبية للخلو من الفيروس المسبب للإيدز بسبب الوصمة البالغة التي تلحق بالأشخاص المصابين به في أوغندا.

وتوجهنا متخفين إلى العديد من العيادات في كمبالا، وتظاهرنا بأننا أشخاص مصابون بالفيروس ونبحث عن عمل، ونحتاج إلى شهادة لتقديمها للشركات المحتملة.

كانت هذه عيادات خاصة صغيرة، وهي منتشرة بالمئات في جميع أنحاء كمبالا.

وفي داخل العيادات، يوجد عدد قليل من العاملين وربما طبيب، وفي أغلب الأحيان ممرضة وفني مختبرات يجري الاختبارات.

وقال أحد فنيي المختبرات إن منح شهادة مزيفة هو أمر شديد الخطورة، وأن السلطات ربما تلقي القبض عليه.

وبعد مفاوضات عديدة، وافق على تحرير شهادة مقابل نحو 20 دولارا.

هذه الشهادات تشمل كل ما من شأنه أن يجعلها تبدو رسمية، ومنها ختم العيادة الرسمي وتوقيع موظف الصحة.

وتأتي هذه الأدلة في وقت يتابع كثير من الناس بشكل دقيق للغاية سياسات أوغندا للتعامل مع فيروس اتش آي في .

فعلى مدى سنوات، كان ينظر إلى هذا البلد باعتباره رائدا عالميا في مكافحة مرض الايدز.

قبل عشرين عاما، كان شخص واحد تقريبا بين كل خمسة أوغنديين مصابا بالفيروس.

وبدأت الحكومة دعم حملات مكافحة الإيدز سريعا وبحلول عام 2005، تراجعت معدلات الإصابة بالمرض إلى 6.3 في المئة.

لكن خلال السنوات الأخيرة، زادت حالات الإصابة بالإيدز مرة أخرى حتى وصل معدل الإصابة إلى 7.2 في المئة في عام 2012.

ولذا بدأت الحكومة والنشطاء مجددا جهودا مكثفة لتقليل معدلات الإصابة بالمرض مرة أخرى.

والرسالة التي تروجها الحكومة في إطار هذه الحملة هي عليك الخضوع للاختبار . وفي كل مكان تذهب إليه في كمبالا، تجد لافتات وملصقات تدعو الناس للتعرف على ما إذا كانوا مصابين بالمرض.

حتى الرئيس يوري موسيفيني وزوجته خضعا لاختبارات علنية.

وتهدف هذه الخطوة إلى أنه بمجرد أن يعرف الناس إذا كانوا مصابين بفيروس الإيدز أم لا، يمكنهم تلقي العلاجات المضادة له والحصول على الاستشارات اللازمة للوقاية من انتشار المرض.

لكن الوصمة الاجتماعية الكبيرة تعني أن العديد لا يزالون يخشون الكشف عن إصابتهم بالمرض حتى الآن والخضوع للاختبارات.

في العام الماضي أجريت دراسة لأكثر من ألف أوغندي مصابين بفيروس اتش آي في المسبب للإيدز من قبل المنتدى الوطني لشبكات المصابين بفيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز في أوغندا.

وتوصلت الدراسة إلى أن أكثر من 60 في المئة من هؤلاء يعانون من الوصمة الاجتماعية، إما في صورة نفور من جانب أقاربهم أو أصدقائهم أو من خلال فقدان وظائفهم.

ولا يزال العديد من الأشخاص في أوغندا ينظرون إلى هذا المرض من وجهة نظر أخلاقية، حيث يعتبرون أن المصابين بهذا المرض عاشوا حياة ماجنة.

ويقول الأشخاص الذين تحدثوا إلينا إن أصحاب العمل غير مستعدين لمنحهم وظائف لأنهم يعتقدون أن المرض سيجعلهم أقل كفاءة في العمل.

وقالت رئيسة المنتدى الوطني لشبكات المصابين بفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز بأوغندا إن هذه الوصمة الاجتماعية تقود بعض المرضى لتفادي التوجه إلى الهيئات الصحية. وهذا يؤدي بالتالي إلى وفاة المزيد من الأشخاص المصابين بالمرض، وتمريره إلى شركائهم.

نيكوليت اويمانا فضلت المصارحة بإصابتها بفيروس اتش آي في ، لكنها قالت إن ذلك جعل حياتها صعبة.

واويمانا هي شابة جميلة وودودة للغاية. وتتناغم وصلات شعرها مع سترتها الوردية الخفيفة والتي كتب عليها شعار فيروس (اتش آي في) يتوقف عندي .

أصيبت اويمانا بالفيروس قبل عشر سنوات وهي في سن العاشرة من عمرها بعد تعرضها للاغتصاب. وبدأت عائلتها تعتني بها في بادئ الأمر، لكنها طردتها من المنزل في نهاية المطاف لأن علاجها أصبح مكلفا. وتعيش الآن في غرفة ضيقة مع أربعة أشخاص آخرين.

وقالت أصدقائي حتى لا يريدون مرافقتي، أولئك غير المصابين بالفيروس .

وأضافت حينما يسمعون قصتي، فإنهم يتهمونني بالمسؤولية ويقولون إنني أنا التي بحثت عن المرض بنفسي. لأنهم لا يعلمون بالفعل، فهم لا يدركون ما الذي يعانيه الشخص .

وتابعت لا أعمل منذ فترة طويلة الآن لأنه في كل مكان أتوجه إليه للبحث عن وظيفة، فإن أول شيء يسألوني عنه هو حالتي (إذا كنت مصابة بالفيروس أم لا) .

لكن اويمانا تؤكد أن الحديث عن محنتها يمنحها هدوءا نفسيا، ويساعدها على التكيف معها.

وتحصل حاليا على بعض الأموال من خلال تصنيع حلي والتحدث في فعاليات عن فيروس اتش آي في .

عرضنا تسجيلاتنا المصورة سرا على وزير الصحة الأوغندي روهاكانا روغوندا. وأقر الوزير بأن الحكومة يمكنها عمل المزيد لمنع إصدار الشهادات المزيفة بخلو الأشخاص من فيروس اتش آي في .

وقال لبي بي سي إن هذا الأمر لا يسبب صدمة لي (قيام أشخاص بشراء شهادات سلبية بشأن المرض)، لكنه تحد للحكومة والبلاد لتكثيف جهودها ومواجهة المشكلة بشكل مباشر .

وأوضح أن الشرطة عالجت بعض الحالات، لكنها ليست معنية بهذه المشكلة لكي تحلها.

وأكد أنه على الشركات في المقابل التوقف عن وصم الباحثين عن عمل والمصابين بفيروس اتش آي في .

ومضى قائلا أعتقد أن هذا الأمر ينطوي على تمييز (ضد هؤلاء المرضى)، وأعتقد أن هذا يدفع الناس لسرد أكاذيب وتزوير شهادات .

لكن لا توجد أي قوانين لحماية الأشخاص المصابين بالفيروس من التمييز. وفي الوقت نفسه، فإن الحكومة اقترحت تشريعا يخشى نشطاء من أنه سيزيد من شدة الوصمة.

ويشمل قانون الوقاية من فيروس اتش آي في ومرض الإيدز والسيطرة عليهما بنودا تهدف إلى معاقبة الأشخاص الذين ينقلون الفيروس.

وسيجب على موظفي الصحة أيضا الكشف عن حالة أي شخص يعتقدون أنه يمكن أن ينقل الفيروس إلى شركائهم.

وتمول الولايات المتحدة غالبية برامج مكافحة فيروس الإيدز في أوغندا، بشكل أساسي من خلال المنظمات غير الحكومية. وخلال العقد الماضي، ساهمت الولايات المتحدة بأكثر من 20 مليار دولار.

وقال السفير الأمريكي لدى أوغندا سكوت ديليسي لبي بي سي إنه لا يمكنه ضمان أن أموال الولايات المتحدة لم توجه إلى العيادات التي تصدر شهادات مزيفة للخلو من فيروس اتش آي في .

لكنه أوضح أن مسؤولية مراقبة هذه البرامج تقع على أوغندا.

وقال حينما يجدون هذه المشاكل، يجب عليهم إتخاذ إجراءات قضائية بحق هؤلاء الأشخاص. يجب أن يظهروا جديتهم بشأن هذا الأمر .

وتقول سارة إنها تتحمل المسؤولية عن انتهاك القانون، والكذب بشأن حالتها من حيث الإصابة بفيروس اتش آي في ، لكنها تؤكد أنها ستفعل ذلك ثانية من أجل ابنها.

ومضت قائلة لماذا يجب علي أن استرخ وأقول: دعوني أفعل الشيء الصحيح؟ في نهاية المطاف، أنا الشخص الذي سيعاني. وطفلي كذلك سيعاني .

واستطردت لن يستمع أحد لي. سوف أموت، وإذا مت بهذه الصورة، فمن سيدافع عن قضيتي؟

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان