الرئيس الأوكراني: على روسيا وقف استفزازاتها في القرم
(بي بي سي):
فيما عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة لمناقشة تطورات الأزمة الأوكرانية، الرئيس الأوكراني الجديد تورتشينوف يقول إن على روسيا وقف تصرفاتها ''الاستفزازية'' في القرم.
واتهم تورتشينوف موسكو بنشر قواتها في القرم في محاولة لدفع كييف إلى الدخول في ''صراع مسلح.''
وادعى في خطاب متلفز أن موسكو تريد من الحكومة الأوكرانية المؤقتة أن ترد من أجل أن تستولي على القرم وتضمها إليها.
وحث تورتشينوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف ''الاستفزازات'' في القرم، وقارن ما يحدث فيها بتدخل روسيا في جورجيا بسبب اقليم أبخازيا الانفصالي الذي يسكنه كثير من الروس.
وقال في تصريحات تلفزيونية ''أرسلت روسيا قوات إلى القرم.. يعملون على سيناريوهات مماثلة تماما لما حدث في أبخازيا عندما بدأوا في ضم الأقليم بعدما بدأوا صراعا عسكريا.''
وأدلى الرئيس الأوكراني بهذه التعليقات بعد أن أوردت تقارير بأن طائرات روسية قامت بنقل المئات من الجنود إلى المنطقة، كما سيطر مسلحون يعتقد انهم روس على تقاطعات ومواقع مهمة في شبه الجزيرة.
وعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة خاصة لمناقشة الازمة المتفاعلة في أوكرانيا، وذلك بطلب من الحكومة الأوكرانية الجديدة التي حذرت من أن الوضع في شبه جزيرة القرم يهدد سلامة أوكرانيا الإقليمية.
وقال المندوب الأوكراني لدى الأمم المتحدة إنه أخبر المجلس بأن طائرات نقل عسكرية وطائرات هليكوبتر روسية تنقل العسكريين الروس إلى القرم، وأن قوات روسية مسلحة سيطرت على مطار رئيسي.
وقال المندوب يوري سيرغييف إن جماعات مؤيدة لروسيا في القرم تتحدى السيادة الأوكرانية في المنطقة.
وكان مسلحون قد سيطروا في وقت سابق على مطارين في أقليم القرم الذي يتمتع بإدارة ذاتية في خطوة وصفتها القيادة الأوكرانية الجديدة بأنها غزو مسلح واحتلال من قبل القوات الروسية.
ونفت روسيا أن تكون لها أي علاقة باحتلال المطارين.
ولم تتضح ماهية الخطوات التي يتمكن مجلس الامن اتخاذها لمعالجة الموقف في القرم، خصوصا وأن روسيا تتمتع بحق النقض كونها واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية فيه.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية الجمعة إنها قدمت احتجاجا رسميا لموسكو حول ما وصفته بانتهاك روسيا لحرمة الاجواء الأوكرانية عندما اجتازت 10 طائرات هليكوبتر روسية الحدود متوجهة إلى شبه جزيرة القرم.
''مستمر بالقتال''
وكان الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانكوفيتش، قد أكد أنه مستمر في القتال دفاعا عن مستقبل أوكرانيا، مشيرا إلى أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة في بلاده هو الالتزام الكامل باتفاق وقعه مع قادة المعارضة الأسبوع الماضي.
وقال يانكوفيتش - في ظهور العلني الأول منذ إعلان البرلمان عزله السبت الماضي - إنه ''لم يتم الإطاحة به''، بل اضطر لمغادرة أوكرانيا بسبب تهديدات لحياته.
ووصف الإجراء ضده بأنها ''غير دستورية'' قام بها مجموعة ممن وصفهم بـ''بلطجية من الفاشيين الجدد'' يمثلون أقلية في أوكرانيا.
وعقد يانكوفيتش مؤتمرا صحفيا في مدينة روستوف القريبة من الحدود الأوكرانية.
وقال إنه شعر بالخزي لما حدث، معتذرا للشعب الأوكراني بسبب عجزه عن الحفاظ على استقرار البلاد.
وكان المدعي العام في أوكرانيا قد أعلن عزمه أن يطلب من روسيا ترحيل يانكوفيتش.
''غزو مسلح''
وتشهد العلاقات بين روسيا وأوكرانيا توترا متزايدا يتبدى بشكل واضح في منطقة القرم التي يوجد بها أغلبية من الروس.
وطالب البرلمان الأوكراني مجلس الأمن الدولي بمراقبة الوضع، وذلك عقب اتهامات لموسكو بالقيام بـ''غزو مسلح'' في شبه جزيرة القرم.
ويقول وزير داخلية أوكرانيا، أرسين أفاكوف، إن قوات عسكرية روسية أغلقت مطار سيفاستوبول في منطقة القرم الأوكرانية، معتبرا ذلك ''تدخلا عسكريا واحتلالا روسيا''.
لكن الأسطول الروسي في البحر الأسود، الذي يوجد مقره في سيفاستوبول، نفى حدوث أي تدخل من جانب الجنود الروس.
ويقوم مسلحون في زي موحد - لا يحملون شارات هوية - بدوريات خارج المطار حاليا.
ورفض المسلحون أن يذكروا لـ''بي بي سي'' الجهة التابعين لها.
ورصدت ''بي بي سي'' 23 شانة تحمل لوحات عسكرية روسية سوداء تعبر سيفاستوبول تجاه عاصمة القرم، سيمفيروبول، حيث سيطرت ميليشات مسلحة موالية لروسيا على أجزاء من مطار آخر.
ويوجد في سيفاستوبول قاعدة عسكرية روسية هي مقر أسطولها في البحر الأسود.
وتفيد تقارير غير مؤكدة بوصول ثماني مروحيات عسكرية روسية إلى سيفاستوبول.
هوية المسلحين
وأوضح مراسل لـ''بي بي سي'' أن المسلحين في مطار سيمفيروبول استولوا على مبنى قديم في المطار به برج المراقبة ولا توجد به أي صالات.
وقال إنهم وصلوا ليلا على متن شاحنات، مرتدين زيا موحدا ولا تظهر عليه أي شارات.
وكان المسلحون يحملون أسلحة أتوماتيكية بعضها حديث والبعض الآخر قديم نسبيا.
وأشار المراسل إلى أن المسلحين قد يكونون تابعين لميليشا موالية لروسيا أو من القوات الروسية.
ولم يفصح المسلحون عن هويتهم، لكن الناشطين الموالين لروسيا قدموا لهم يد العون وأبعدوا طواقم التصوير.
ولا تزال بعض أفراد الشرطة الأوكرانية داخل المطار يقومون بعملهم كالمعتاد.
وتفيد الأنباء بأن المطار استنأنف العمل بعد بعض الاضطرابات في الرحلات الجوية ليلا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: