لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أوكرانيا: إلى أين؟

09:23 ص الأربعاء 26 فبراير 2014

أوكرانيا: إلى أين؟

بي بي سي:

دخلت أوكرانيا منطقة مظلمة في أعقاب فرار الرئيس فيكتور يانكوفيتش من العاصمة كييف وتصديق البرلمان على قرار عزله من منصبه.

وبدأت البلاد تعاني من فراغ في السلطة في الثاني والعشرين من فبراير بعدما انسحبت قوات الشرطة من مواقع خدمتها بالمباني الحكومية والمقر الرئاسي الفخم الخاص بيانكوفيتش مع استمرار احتشاد جموع غفيرة من من المواطنين في شوارع العاصمة.

وتواجه أوكرانيا وسكانها البالغ عددهم 45 مليون نسمة تحديًا كبيرًا مع تحول مصير البلاد إلى جزء من معركة استراتيجية أوسع نطاقًا بين معسكري الغرب وروسيا.

السلطة

تحرك البرلمان الأوكراني على الفور لملأ الفراغ الدستوري وعين أوليكساندر توريتشينوف، أحد الحلفاء المقربين لرئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، رئيسًا مؤقتًا للبلاد.
وحث الرئيس المؤقت أعضاء البرلمان على تشكيل حكومة وحدة وطنية بحلول يوم الثلاثاء.

ولكن الانقسامات القديمة بين أعضاء البرلمان تحولت إلى عراك سياسي في وقت تعاني فيه المعارضة للرئيس يانكوفيتش من خلافات حادة.

مع ذلك، وافق أغلبية الأعضاء على إجراء الانتخابات الرئاسية في مايو المقبل. ومن المتوقع أن تكون تيموشنكو، المنافس الأقوى ليانكوفيتش على السلطة، من أقوى المرشحين مرة أخرى رغم الآثار التي خلفتها سنوات السجن على حالتها الصحية.

يُذكر أن تيموشنكو كانت هي من تزعمت الثورة البرتقالية في 2004، والتي أسقطت الرئيس السابق فيكتور يوشيشينكو.

هل انتهى يانكوفيتش؟

ربما يكون فقد السلطة في كييف وغرب أوكرانيا، إلا أن يانكوفيتش ما زال يتمتع ببعض الدعم في المناطق الرئيسة في البلاد، تحديدًا في الشرق حيث يسود استخدام اللغة الروسية.

ورغم فقده للكثير من مؤيديه، ما زال يانكوفيتش يصر على أنه الرئيس ويندد بالاحتجاجات واصفًا إياها بأنها "أعمال تخريب" و"انقلاب" عليه.

وما زال مكان يانكوفيتش غير معلوم حتى الآن مع أنه من المرجح أن يكون في الشرق حيث يصر القادة المحليون على البقاء في مواقع المسؤولية في مناطقهم بغض النظر عن قرارات كييف.

وحال العثور عليه، من المقرر أن يواجه يانكوفيتش اتهامات رسمية بقتل المحتجين.

الشرطة والجيش

أقسمت الشرطة يمين الولاء للمعارضة بعد أسابيع من المعارك داخل وحول معسكرات المحتجين بميدان الاستقلال أو الذي اطلقوا عليه كلمة "الميدان" العربية.

وتعهد الجيش بالبقاء على الحياد أثناء الأزمة. بذلك لا تلوح في الأُفق أي محاولات قمع عسكرية.

وسيكون هناك ضغط شديد لتقديم قناصي الشرطة للعدالة بعد تصويرهم وهم يصوبون فوهات بنادقهم في اتجاه المحتجين.

وتتصاعد كراهية قوات مكافحة الشغب الأوكرانية (بركوت) لدورها في حماية يانكوفيتش وضرب المتظاهرين.

وزُج بيوليا تيموشينكو في السجن بعد إدانتها بإساءة استخدام السلطة، وهي التهمة التي وصفتها تيموشينكو بالـ "مختلقة" لإبعادها على المشهد السياسي. وبعد الثورة البرتقالية أصبح وجود تيموشينكو كرئيسة وزراء يحوطه الكثير من الجدل. ولم يكن ينظر كثير من نشطاء المعارضة لتيموشينكو على أنها بطلة. لكن بأي حال من الأحوال، سيكون لتيموشينكو دور في إدارة مستقبل أوكرانيا.

ومن الواضح أن هناك منافسة بين أبرز حلفاء تيموشينكو، وهما أرسيني ياتسينيوك والرئيس المؤقت ألكسندر تورتشينوف.

وكان لياتسينيوك دور أكثر من بارز في التظاهرات الأخيرة، لكن تورتشينوف يبدو أنه من يمسك بزمام الحكم الآن.

واحتل ياتسينيوك، وهو محامٍ، منصبا رفيعا في الحكومة التي كانت قبل الرئيس المعزول يانكوفيتش، وكان مفاوض حزب الوطن في الأزمة الأخيرة. ويريد ياتسينيوك لأوكرانيا علاقات وطيدة مع الاتحاد الأوروبي.

أما تورتشينوف، الحليف الآخر لتيموشينكو، فيتميز بخبرة سابقة في الحكومة، إذ كان يشغل منصب رئيس جهاز الأمن الوطني في أوكرانيا (إس بي يو)، ويعمل محاضرا في الاقتصاد، وخبير في علم المعادن بمدينة دنيبروبتروفسك، مركز الصناعات الثقيلة في البلاد.

ويعتبر بيترو بوروشنكو، رجل الأعمال البارز الملقب بـ "ملك الشيكولاتة"، حليفا سياسيا قويا أيضًا لتيموشينكو، إذ تقلد بوروشنكو في السابق منصب وزير الخارجية ووزير التجارة.

ويدير بوروشنكو إمبراطورية لصناعة الحلويات في أوكرانيا، وكانت روسيا تناصبها العداء حتى فرضت عليها حظر استيراد العام الماضي. وقدرت مجلة فوربس ثروته بنحو مليار دولار. ويمتلك بوروشنكو كذلك مصانع لإنتاج السيارات والحافلات، بالإضافة إلى حوض لصناعة السفن، فضلا عن قناة تلفزيونية هي "قناة 5" الفضائية. ويرغب بوروشنكو في توطيد العلاقات الأوكرانية مع بلدان أوروبا، وقد عارض الرئيس المعزول يانكوفيتش لأعوام.

ولعب أوليه تيهنيبوك، زعيم حزب "سفوبودا" اليميني المتطرف، دورا بارزا في الاحتجاجات الأخيرة. ويصف أنصار "سفوبودا" أنفسهم بالوطنيين الذين يريدون اقتلاع الفساد في أوكرانيا من جذوره.

وتعني "سفوبودا" بالأوكرانية "الحرية"، وهي رابع أكبر حزب سياسي في البرلمان، وترتكز قاعدته الشعبية في غرب أوكرانيا، التي توصف عادة بمعقل القوميين. ويعد الكثير في شرق أوكرانيا وجنوبها أنصارًا لسفوبودا ويتهمون بكونهم من "المتطرفين".

خطر تفتيت أوكرانيا

كانت هناك بعض المؤشرات السيئة المتعلقة بهذا الأمر، ففي خاركيف، شرق البلاد الذي يتكلم سكانه اللغة الروسية بصورة أساسية، يقول الزعماء المحليون إنهم لا يريدن تفتيت أوكرانيا، لكنهم في الوقت ذاته يثيرون الشكوك حول شرعية البرلمان في كييف. ويتمتع يانكوفيتش في شرق البلاد بتأييد واسع.

أما غرب البلاد، فيتمتع فيه معارضو يانكوفيتش بتأييد واسع، ويسيطرون على زمام الأمور في بعض المدن هناك، مثل لفيف وتيرنوبيل. وليس من الواضح كيف ستفرض العاصمة كييف سيطرتها على تلك المدن.

ردود الفعل الدولية

كان واضحًا أن روسيا لم تكن سعيدة بما حدث في أوكراينا، إذ أدان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ما سماه استيلاء "الجماعات المتطرفة غير الشرعية في كييف على السلطة بتحريض من زعماء المعارضة".

وعبرت موسكو عن قلقها من وضع الاقتصاد الأوكراني المتدهور، وعلقت دفعة القرض التالية التي كانت ضمن حزمة القروض البالغة 15 مليار دولار المقدمة لأوكرانيا، بسبب الاضطرابات في البلاد.

وأعلن الاتحاد الأوروبي عن استعداد بلدانه لتقديم مساعدات مالية كبيرة لأوكرانيا بمجرد تشكيل حكومة ديمقراطية جديدة، لكن الاتحاد لم يقدم حتى الآن أي مساعدات توازي القرض الذي أعلنته موسكو.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان