لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قطر وأبو ظبي ودبي مراكز جديدة في عالم الرياضة

09:39 ص الخميس 27 نوفمبر 2014

دول الخليج في مراكز الرياضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

بعد أن كان عالم الرياضة ينظر ناحية الغرب من أجل الاستثمار والتطلع لمستقبل أفضل في الماضي، أصبح ينظر حاليا تجاه الشرق.

استطاع أثرياء دول الخليج الغنية بالنفط تثبيت علم المنطقة في قلب الساحة الرياضية العالمية في السنوات الأخيرة، بعد أن استثمروا ثروات طائلة في شتى مجالات الرياضة في جميع أنحاء العالم، واليوم يستخدمون نفوذهم لجذب الرياضة إلى المنطقة وتأكيد طموحاتهم.

ملياردير لكل 200 ألف شخص في دبي

تحتل ثلاث مناطق خليجية، هي قطر وأبو ظبي ودبي، بؤرة هذه الثورة غير العادية.

ففي دبي وحدها هناك ملياردير لكل 200 ألف شخص.

وفي أبو ظبي، التي هي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة منافسة لقطر، يجرى بناء متحف "لوفر أبو ظبي" بعد أن تمكنت من دفع أكثر من 400 مليون جنيه استرليني ثمنا لحق استغلال الاسم لمتحف اللوفر في باريس.

وفي قطر يودع ما يربو على 14 في المئة من الأسر نحو مليار جنيه استرليني من ثرواتهم الخاصة في البنوك.

هذه الثروات وهذا التأثير هو ما جذب الرياضة إلى منطقة الخليج.

فعلى سبيل المثال، في الوقت الذي استمر فيه خلاف بشأن استضافة قطر كأس العالم لكرة القدم عام 2022، فازت الدوحة بحق استضافة بطولة العالم لألعاب القوى عام 2019.

الخطوط الجوية الإماراتية تنفق 172 مليون جنيه استرليني على رعاية الأنشطة الرياضية

تسير المنطقة بخطى سريعة كي تصبح مركزا رياضيا لا مثيل له مقارنة بأماكن أخرى. فعلى سبيل المثال سوف تستضيف قطر بطولة العالم في الملاكمة والسباحة والاسكواش وكرة اليد وألعاب القوى للمعاقين خلال الأشهر الـ 12 المقبلة فضلا عن تنظيم نحو 40 حدثا رياضيا غير ذلك.

والسؤال هو لماذا؟

يقول كريستوفر ديفيدسون، مدرس بقسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة درم، إن الهدف من ذلك يكمن في زيادة الاستعراض العالمي قبل أي شيء أخر.

وقال لبي بي سي :"أحد الأسباب الرئيسية التي تقف وراء هذا النهج هو الرغبة في تعزيز (القوة الناعمة) في دول ينظر إليها باعتبارها إما شركاء تجاريين أو، وهو الأهم، حاميات من الناحية العسكرية، وشركاء لبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة."

وأضاف :"إن كانت الرياضة هي السبيل لهذه الدول الخليجية نحو جذب اهتمام عناوين الصحف الرئيسية وزيادة شهرتها، فهي أيضا ستساعدها في أن تبدو أكثر انفتاحا وصداقة".

فإذا نظرنا إلى الثلاثة على نحو مستقل، نستطيع أن نستخلص صورة في غاية السهولة.

فدبي لها باع طويل في الرياضة والفضل في ذلك يرجع إلى حاكمها الشيح محمد بن راشد آل مكتوم، 65 عاما، والذي يمتلك فريق "غودولفين" لسباق الخيل.

ففي عام 1996، افتتح كأس دبي العالمي لسباقات الخيول وأقيم في حلبة "ميدان" التي تكلف بناؤها 1.25 مليار دولار.

وتقدر ثروة الشيخ محمد الخاصة بنحو 9 مليارات جنيه استرليني، كما يعتبر مؤسس شركة الخطوط الجوية الإماراتية التي أنفقت العام الماضي 172.4 مليون جنيه استرليني على رعاية الأنشطة الرياضية.

ووقعت الشركة أيضا صفقات رياضية من أجل ارتداء أندية رياضية مثل "أيه سي ميلان" الإيطالي و"باريس سان جيرمان" الفرنسي و "أرسنال" الإنجليزي قمصانا تحمل علامة الشركة، فضلا عن اتفاق يتيح تسمية استاد لندن باسم الشركة حتى عام 2028 على الأقل، إلى جانب توقيع صفقات مع بعض المؤسسات الرياضية في الولايات المتحدة.

كما استضافت دبي مسابقة "إيه تي بي" للتنس مع روجر فيدرير الذي يمتلك منزلا في المنطقة وفاز عدة مرات بالمسابقة خلال خمس سنوات ابتداء من عام 2003.

وكانت هناك بالطبع محاولة باءت بالفشل لشراء نادي ليفربول الإنجليزي في 2007 و 2008.

لكن إمارة أبو ظبي ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فإن كانت دبي تملك شركة الخطوط الجوية الإماراتية، فأبو ظبي تملك نادي "الاتحاد" وهو الاسم المرادف لنادي مانشستر سيتي.

العائلات التي تقف وراء تلك الثروات؟

يحكم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إمارة أبو ظبي، وهو أيضا رئيس دولة الإمارات. وأخوه غير الشقيق منصور بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان (المعروف باسم الشيخ منصور) هو الذي اشترى نادي مانشستر سيتي في عام 2008.

وتحكم أسرة آل نهيان دولة الإمارات منذ القرن الـ 18 ، وتفخر "باحترام التراث والثقافة والتقاليد."

فماذا عن ثروة الأسرة؟ تقريبا لا حدود لها. فتلك الثروة تقدر بنحو تريليون دولار في شكل أصول خارجية.

فاستثماراتهم في نادي مانشستر سيتي تعد قدرا ضئيلا حتى وإن كانوا ضخوا مليار جنيه استرليني في النادي منذ عام 2008.

وتمتد اهتمامات الأسرة بكرة القدم إلى اتفاق شركة يملكها الشيخ منصور من أجل تمويل أعمال تطوير استاد سانتياغو برنابيو الشهير لنادي ريال مدريد.

كما سيتضمن العمل بناء فندق ومركز للتسوق. لكن ربما الخطوة الأكثر أهمية هي تلك الخاصة بتوسيع النشاط إلى الولايات المتحدة.

ففي عام 2013 أعلن نادي "ميجور ليج سوكر" لكرة القدم و نادي "نيويورك يانكيس" الشهير توقيع اتفاق بارز لتكوين كيان رياضي في نيويورك ينطلق في موسم 2015-2016 فكان ميلاد نادي "نيويورك سيتي إف سي".

فمجال التطوير هو الذي قد يتيح لأبو ظبي مكانة وشكلا داخل الولايات المتحدة وهو أمر لم يكن متصورا في وقت سابق. وبعد أشهر أُعلن عن ضم الشيخ منصور ونادي مانشستر سيتي لنادي ميلبورن هارت الاسترالي.

وماذا عن قطر؟ يصف خبراء ماليون قطر بأنها أكثر دول العالم نجاحا في صيد الصفقات المربحة. فنظرة قصيرة على أفق لندن تؤكد وجهة نظرهم.

فبناية "شارد"، أطول بناية في أوروبا، ملكية قطرية، فضلا عن مساحات شاسعة في حي المال "كاناري وورف".

وخلال الأزمة المالية ظهرت هيئة الاستثمار القطرية كمستثمر منقذ وأكبر المساهمين في بنك باركليز. كما نجدها قد امتلكت الكثير من الأبنية في القرية الأوليمبية في شرق لندن.

وامتلكت قطر أيضا أغلى مجمع للشقق السكنية في العالم داخل لندن وهو "نمبر وان هايد بارك"، فضلا عن امتلاك متجر هارودز الشهير.

ويحكم قطر الشيخ تميم بن حمد الثاني، 34 عاما، وهو مولود في الدوحة وتلقى تعليمه في مدرسة "هارو" في لندن قبل تخرجه في أكاديمية سانت هيرست العسكرية الملكية. وهو يرأس هيئة الاستثمار القطرية التي تقدر أصولها بنحو 300 مليار جنيه استرليني.

وتبقى تساؤلات بشأن عملية تقديم قطر طلب استضافة نهائيات كأس العالم 2022 وعدم بت الفيفا حتى الآن بشأن محنة 1.4 مليون من العمال المهاجرين في البلاد، والكثير منهم يرغمون على العمل دون إرادتهم.

جدل أم فرصة لقطر؟

تكونت ثروة قطر بوصفها ثالث أكبر دول العالم من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي. لكنها احتياطيات لن تدوم إلى الأبد.

ويقول ديفيدسون :"من خلال جذب الرياضة إلى دول الخليج، لن يساعد ذلك على تعزيز السياحة ودفع إجمالي الناتج المحلي فحسب، بل سيقلل الاعتمادية على النفط أو الغاز أو القطاعات غير الدائمة."

ففي الوقت الذي تحصل فيه المنطقة على فرصة، تجلب الثروة معها الجدل. فالمناخ غير ملائم لجميع الرياضات في جميع الأوقات. ويمكن تلخيص ذلك في الجدل الدائر بشأن موعد تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022.

من جانبها تسعى قطر أيضا إلى تحريك موعد تنظيم بطولة العالم لألعاب القوى 2019 إلى الخريف بسبب حرارة الصيف التي لا يمكن احتمالها.

وهناك أيضا حديث مستمر عن ظروف العمال المهاجرين والذي يضطرون عادة إلى تسليم جوازات سفرهم ووضع حقوقهم في يد رب العمل.

فأمام المال لا تجد هذه القضايا سوى التغاضي عنها، كما تتيح الفرصة انتقال الرياضة إلى أماكن جديدة في العالم.

وماذا عن المستقبل؟

هل ستواصل تلك الدول تمويل الرياضة، وتأسيس محافظهم الرياضية؟

لا يملك المرء إجابة محددة عن هذا السؤال. فالدوحة حاولت مرتين تقديم طلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية، وهناك من يعتقد أن تركيز الاستثمار في المنطقة آخذ في التحول نحو الأصول الثقافية والفنية.

ففي عام 2017، من المقرر أن يكتمل بناء متحف غوغنهايم الجديد، الذي يتأسس على غرار المتحف الأصلي في نيويورك.

ولكن بعد أن ضمنت تلك الدول معقلا لها على الساحة الرياضية، ستظل استثماراتها القائمة جزءا أساسيا من استراتيجيات التسويق.

فالثروة لا حدود لها، ومازال الطموح لجذب أفضل الرياضيين في العالم إلى المنطقة قائما.

وإن كان ذلك يمثل استحواذا على الأرض لا نظير له في أي مكان في العالم، فإنه من وجهة نظر الرياضة لقاء جمع الشرق بالغرب.

فيديو قد يعجبك: