لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا يصعب علينا وعلى المؤسسات التخطيط للمستقبل؟

11:08 ص الأربعاء 19 نوفمبر 2014

لماذا يصعب علينا وعلى المؤسسات التخطيط للمستقبل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

ما الحال الذي سنكون عليه في غضون عشرة أعوام؟ إنه أحد الأسئلة الأكثر تحديا وصعوبة والذي ينبغي على أي مؤسسة أن توجهه إلى نفسها.

لا بد أنك سمعت العديد من التعبيرات المتداولة البسيطة، ولكنها بلا معنى، إجابة على هذا السؤال، مثل: ''إننا نتطلع إلى الأمام''، أو ''سنكون أكبر المنافسين في قطاعنا''.

لكن إذا كانت المؤسسات والشركات ترغب حقا في أن تكون ناجحة في السنوات القادمة، يتعين على مجالس إدارتها والمديرين التنفيذيين فيها العمل جديا للإجابة على ذلك السؤال.

وبطبيعة الحال، فالقول أسهل من العمل. فمع قرع الطبول المتواصل والضغط المستمر لإنجاز التقرير ربع السنوي، والتعامل مع المشاكل اليومية، وتحقيق الأهداف قصيرة المدى، من الصعب على التنفيذيين التفكير خارج نطاق الشؤون اليومية في المؤسسة.

فالتفكير في المستقبل على مدى خمس سنوات قادمة يعتبر تحديا حقيقيا في هذا الإطار؛ أما على مدى عشر سنوات؛ فيشعر التنفيذيون وكأنها دهر.

لعل المكان الجيد لبدء النقاش حول المستقبل هو مجلس إدارة المؤسسة. فالنظرة البعيدة للأمور هي الدور الأساسي لهذه المجالس. إذ أن تطوير استراتيجية ما، وأخذ الوقت للتفكير بطريقة مبتكرة يعتبران الأكبر قيمة ضمن الأمور التي يمكن للمجاس القيام بها.

الوصول إلى المكان المرغوب

هناك عدد من الأسباب وراء كون مجالس الإدارة الجهات المناسبة للقيام بذلك. فبداية، معظم المديرين يبقون في مراكزهم مدة تسع سنوات على الأقل، والعديد منهم يبقى فترة أطول. في الوقت ذاته، فإن أدوار كبار التنفيذيين تتغير بشكل أكبر بكثير.

2

لذا، تعتبر مشاركة مجلس الإدارة بشكل فعال في التخطيط الاستراتيجي على المدى الطويل خطوة ذكية. والمديرون هم الأشخاص المرجحون أكثر لأن يشهدوا الأفكار الناتجة عن الدراسات الأولية وهي تؤتي ثمارها.

وتزداد الفائدة لأن طبيعة دور أعضاء مجلس الإدارة المستقلين تجعلهم على مسافة معينة من المنظمة المعنية. فهم ليسوا منخرطين في الشؤون اليومية، ودورهم النظر إلى أوضاع الشركة من الخارج.

ويعد توجيه أسئلة صعبة حول الوضع القائم في الوقت الحاضر، وحول المستقبل، الوظيفة الأهم لأعضاء مجلس الإدارة.

ومن مهامنا أيضا التفكير في مجال عملنا دون انحياز ودون ترك مجال للمشاعر الشخصية للتأثير على أحكامنا. فالموضوعية مفيدة عندما يتعلق الأمر بالتفكير بما يمكن أن يكون عليه وضع العمل أو ما يحتاج لأن يكون عليه، لأن تغيير الاتجاه أحيانا يعني تغيير الموظفين، أو إجراء تغيير محوري كبير في طريقة إدارة الأعمال.

وهناك سبب آخر بالغ الأهمية لضرورة أن يشارك مجلس الإدارة مشاركة فعالة في النظر للأمور عن بعد. ولأن المديرين يشاركون في مجال العمل لفترة زمنية أطول، فالأهداف قصيرة الأمد لا تدفعنا أو تحفزنا مثلما تفعل بالمديرين التنفيذيين. وهذا يعطي المديرين مساحة آمنة للتفكير ببعض الخطط طويلة الأمد الضرورية لنجاح العمل.

بدء عملية التخطيط

ما الذي يجب على مجالس الإدارة فعله بالضبط عندما يبدأون في عملية المراقبة؟ إحدى طرق قياس ما تعنيه فعلا عشر سنوات إلى الأمام هي التفكير فيما كان موجودا قبل عشر سنوات، وأفضل من ذلك التفكير فيما لم يكن موجودا في تلك الفترة.

إذا أخذنا التكنولوجيا، على سبيل المثال، فإن موقع فيسبوك، الذي تأسس عام 2004، كان مجرد وميض في عين مارك زوكربيرج. أما لنكدإن، الذي تأسس عام 2002، فكان في مهده. وبالتأكيد فإن وسائل الإعلام الاجتماعية لم تكن على شاشة رادار أي من الشركات.

وكنا قد بدأنا للتو التعافي من ظاهرة انتشار الشركات على الإنترنت وانهيارها، وهي ظاهرة ما يعرف بـ ''دوت كوم''، نسبة إلى عناوين الشركات على الإنترنت.

3

إذن كيف كانت تبدو عشر سنوات ماضية في عملك؟ هذا السؤال يقدم رؤية ضرورية حول سرعة وطريقة التغيير في الأعمال وفي العوامل التي تؤثر عليها. ويساعد التطلع إلى الماضي أيضا في جعل عشر سنوات فترة زمنية أكثر واقعية- فهذا أمر ملموس ويمكنك من رؤية ما أحدثته تلك الفترة الزمنية بنفسك.

كما أن ذلك يساعد أيضا في وضع إطار محدد للتفكير في بعض القضايا الأساسية، بدلا من التفكير في الأهداف.

فهل قطاعنا ينمو أم يتقلص؟ وهل تنفد مجالات نمونا إذا بقينا على مسارنا الاستراتيجي الراهن؟ وهل علينا التفكير في الانتقال إلى مجال أو قطاع جديد تماما؟ ما هي العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تؤثر على أعمالنا وقطاعنا، وعالمنا؟ وبمجرد أن تبدأ بالتفكير ستجد أن الأسئلة ستتواصل.

إلى أين يقود ذلك؟ القرارات التي تتخذها بشأن اتجاه العمل على المدى الطويل ستؤثر على خياراتك، وتضطرك إلى إجراء مناقشات حول ما إن كان لديك الأشخاص المناسبون والعمليات والبنية التحتية للوصول من حيث أنت الآن إلى حيث تريد.

فهل لديك الأشخاص المناسبون في المؤسسة لإجراء التغيير؟ كيف يمكنك تشكيل الثقافة والنظام البيئي للشراكات والعلاقات بطريقة تسهل عملية التغيير الضرورية؟ والأهم من ذلك كله، هل تستثمر أموالك وجهودك في الأماكن الصحيحة اليوم للتأكد من أنك ستصل إلى نتائج قوية خلال عشرة أعوام؟

الأمر الأكثر أهمية هو أن التفكير في الاستراتيجية وتطوير خطة صلبة حولها يقود أيضا إلى بعض الخطوات التي يمكن للتنفيذيين تبنيها وتنفيذها، بما يحول الأمر من فكرة إلى شيء ملموس وقابل للقياس.

وهناك أيضا سؤال آخر يتعين على مجالس الإدارة توجيهه لأنفسهم، وهو السؤال الأصعب لهذه الفئة: هل لدينا أشخاص مناسبون حول طاولة اجتماعات مجلس الإدارة لإيصالنا إلى حيث نحتاج أن نكون، أم علينا إجراء تغييرات في أنفسنا؟

كما تسير الأمور في حياتنا، تتعلق طبيعة الأعمال بإيجاد التوازن المناسب بين التغيير والاستمرارية. فلا يوجد قطاع يبقى في مكانه، ولا يوجد عمل يمكن له أن يعيش على أمجاد الماضي، ويعتقد صاحبه أنه فعل كل ما يحتاج إلى فعله.

إن ما يميز بين الأعمال التي تستمر، وتلك التي تتوقف هو القدرة على تبني التحدي الخاص بالتغيير.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: