فيديو نادر للمشير الجمسي يوضح كواليس التخطيط لحرب أكتوبر

كتب- حاتم أبوالنور:

كشف المشير الراحل محمد عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة العمليات للقوات المسلحة السابق، الملقب بـ"مهندس حرب أكتوبر"، عن كواليس التخطيط لعمليات حرب أكتوبر، في ندوة حضرها نجبة من المثقفين والسياسين والكتاب والفنانين على رأسهم الكاتب الراحل أنيس منصور والفنان محمود ياسين.

وخلال الفيديو، قال المشير محمد عبد الغني الجمسي، إنه كان من الضروري اتخاذ سلسلة من الإجراءات عام 1972 من قبل الرئيس أنور السادات للإسراع بالخطوات في اتجاه الحرب وتحرير الأرض، كانت أولها قرار السادات بإنهاء مهمة المستشارين السوفيت، أعقبها اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في أكتوبر 1972 برئاسة السادات في مقر إقامته بالجيزة شرح خلاله الموقف السياسي وأعلن خلاله لقادة القوات المسلحة انتهاء الحل السلمي لاسترداد الأرض والتجهيز للحرب.

وأضاف المشير الجمسي، في 24 أكتوبر 72 ذهبت في زيارة لسوريا وعلمت بعدها بيومين تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل قائدًا للقوات المسلحة المصرية ووزيرًا للحربية، وتيقنت أن تعيينه هو انعكاس لفكر وسياسة الرئيس السادات في حتمية استرداد سيناء عن طريق الحرب.

وأكمل الجمسي، "تم تعيني قائدًا لمجموعة عمليات الجبهة السورية بمعاونة عدد من الضباط بالقوات المسحلة وكنت أقوم بزيارة الوحدات البرية والجوية السورية مرتين شهريًا، وساهمت في تقريب وجهات النظر المصرية السورية في حتمية التعاون العسكري والاستعداد للحرب سويًا لاسترداد الأرض المحتلة".

وعن اختيار وقت تنفيذ العملية الهجومية لاسترداد الأرض المحتلة، قال المشير الجمسي، إن هناك دراسة علمية وفنية وعسكرية قامت بها هيئة عمليات القوات المسلحة لتحديد أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية خلال أشهر عام 1973، مؤكدًا أن الدراسة شملت سرعة التيار بقناة السويس واتجاهه وتوقيتات المد والجذر بالقناة بجانب دراسة الظروف المناخية بالبحرين الأبيض والأبيض التي تتناسب مع عمليات القوات البحرية بجانب عدد ساعات الليل والنهار.

كما شملت الدراسة توقيتات الأعياد للجانب الإسرائيلي في خلال السنة ومراسمها، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحتفل بـ3 أعياد في شهر أكتوبر منهم عيد "الكيفور" مما يعيق التعبئة السريعة لقواته، مشرًا إلى أن الدراسة التي اطلق عليها "كشكول الجمسي" ارسلت للرئيس السادات وأعجب بها وبدقتها وأشاد بالجهد الذي بذل في إعدادها.

وأوضح الجمسي، أن الرئيس السادات قام بجولة عربية خلال أغسطس 1973 شملت زيارة السعودية وقطر ثم سوريا للاجتماع مع الرئيس السوري حافظ الأسد والتي تم خلالها الاتفاق على أن يكون السادس من أكتوبر موعدًا لبدء عملية تحرير الأراضي المحتلة والهجوم على اسرائيل بناء على تلك الدراسة.

المشير محمد عبد الغني الجمسي، من أبناء محافظة المنوفية وهو آخر وزراء الحربية في مصر التي تم استبدالها بوزارة الدفاع، كما يعتبر هو القائد العسكري الذي شغل منصب وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، وشغل قبلها منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ومن قبلها منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة.

وعُين رئيس هيئة العمليات للقوات المسلحة في يناير 1972 للاستعداد لحرب أكتوبر، ثم رئيس الأركان للقوات المسلحة خلفًا لسعد الدين الشاذلي في ديسمبر 1973 ثم وزيرًا الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في ديسمبر 1974 حتى أكتوبر 1978.

واختاره الرئيس أنور السادات قائدا للمفاوضات مع الإسرائيليين بعد الحرب، ورقي وقتها إلى رتبة الفريق أول مع توليه منصب وزير الحربية عام 1974 وقائدا عاما للجبهات العربية الثلاث عام 1975؛ وخرج على الجنرال "ياريف"، رئيس الوفد الإسرائيلي دون إلقاء التحية أو المصافحة خلال المفاوضات.

ورحل المشير الجمسي في صمت بعد معاناة مع المرض في 7 يونيو 2003 عن عمر ناهز 82 عاما، عاش خلالها حياة حافلة بالعطاء.