لماذا قفز الدولار إلى مستوى قياسي جديد اليوم؟ مصرفيون يجيبون
كتبت- منال المصري:
قال مصرفيون تحدث إليهم مصراوي اليوم، إن خروج المستثمرين الأجانب من أذون الخزانة بوتيرة أقوى عن الأيام السابقة تسبب في زيادة الضغط على شراء الدولار بما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه.
وقفز سعر الدولار خلال تعاملات اليوم في البنوك بنحو 75 قرشا ليصل إلى مستوى قياسي مسجلا 49.58 جنيه في مصرف أبو ظبي الإسلامي مصر.
وتعتمد مصر على آلية سعر الصرف الحر في تحديد قيمة الجنيه مقابل الدولار وباقي العملات الأجنبية وفق العرض والطلب فعند زيادة الطلب على الدولار ينخفض الجنيه أو العكس.
وعادة يؤدي خروج المستثمرين الأجانب من السوق عند تحويل استثماراتهم في أذون الخزانة بالعملة لمحلية إلى دولار إلى وجود ضغط على طلب العملة بما يتسبب في تراجع قيمة العملة المحلية، أو العكس.
قال اثنان من رؤساء البنوك الحكومية والخاصة، إن المخاوف من التوترات الجيوسياسية بالمنطقة دفعت المستثمرين الأجانب للخروج من السوق المصري بما أدى إلى وجود ضغط على الدولار وارتفاعه مقابل الجنيه.
وأوضحا أنه كان متوقع وجود خروج للأجانب بعد زيادة التوترات الجيوسياسية وهو أمر طبيعي، ولكن لا يزال الخروج غير مقلق وبشكل جزئي ولا يوجد تخارج جماعي.
في النصف الأول من 2022 خرج من مصر نحو 22 مليار دولار استثمار أجنبي غير مباشر دفعة واحدة بسبب التبعات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية بما تسبب في تفاقم أزمة النقد الأجنبي في مصر، قبل دخول 35 مليار دولار استثمارات في مدينة رأس الحكمة خلال النصف الأول من العام الجاري.
وقال رئيس القطاع المالي في أحد البنوك الحكومية، إن خروج الأجانب وراء ارتفاع قيمة الدولار ولكن بمجرد الانتهاء من التخارج سيعود الدولار للانخفاض مجددا.
وأوضح أن التخارج غير مقلق وكذلك تحرك سعر الدولار مقابل الجنيه يعد في النطاق الطبيعي.
والأموال الساخنة تعد أحد موارد النقد الأجنبي لمصر، وتعتمد على دخول صنايق عالمية لبيع الدولار وشراء الجنيه المصري للاستثمار في أذون الخزانة بأجل يتراوح بين 3 أشهر إلى سنة بما يجعل خروجها من السوق بشكل أسرع.
كانت بيانات البنك المركزي كشفت استقطاب مصر نحو 22 مليار دولار استثمار أجنبي غير مباشر خلال أول شهرين من تحرير سعر الصرف في مارس وأبريل الماضيين ليصل إجمالي الرصيد إلى مستوى قياسي 35.4 مليار دولار.
كان إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم للاستثمارات المالية، قال في وقت سابق لمصراوي، إن الاستثمار الأجنبي غير المباشر يعد ضروريا في المرحلة الراهنة لسد فجوة النقد الأجنبي.
وأضاف أن مشاكل الاستثمار الأجنبي في أذون الخزانة تأتي في حال خروج جماعي من المستثمرين دفعة واحدة من السوق بسبب إضطرابات بالمنطقة أو وباء عالمي مثل فيروس كورونا بما يخلق ضغوطا على الجنيه مقابل الدولار.
وتعتمد مصر سعر صرف حر للجنيه من خلال إتباع آلية العرض والطلب على الدولار والعملات الأجنبية الأخرى في تحديد قيمة الجنيه، دون تدخل من البنك المركزي.
كان البنك المركزي أعلن في مارس الماضي العودة إلى آلية تحرير سعر الصرف للمرة الرابعة خلال عامين بهدف القضاء على السوق السوداء لتجارة العملة، وسد فجوة التمويل الأجنبي ليرتفع الدولار مقابل الجنيه بنحو 60%.
اقرأ أيضا:
بعد تخارج أمس وزيادة الدولار.. هل تشكل الأموال الساخنة ضغوطا على مصر؟
فيديو قد يعجبك: