رغم قرار الفيدرالي.. خبيرة تتوقع تثبيت البنك المركزي سعر الفائدة غدا

كتبت- منال المصري:

توقعت سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية ونائب رئيس بنك مصر سابقا، أن يثبت البنك المركزي المصري أسعار الفائدة خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك غدا الخميس، وذلك رغم رفع الفائدة الأمريكية اليوم الأربعاء.

وقرر الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) رفع سعر الفائدة اليوم الأربعاء بنسبة 0.75%، وذلك للمرة الخامسة على التوالي منذ بداية العام الجاري، ليصل مستوى سعر الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي بعد هذا الرفع إلى بين 3 و3.25%.

وتعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري سادس اجتماعاتها هذا العام لبحث مصير أسعار الفائدة غدا الخميس وسط توقعات تتراوح بين الرفع بنسبة حتى 2% وبين التثبيت.

وكانت اللجنة ثبتت أسعار الفائدة في اجتماعها الأخير يوم 18 أغسطس الماضي للمرة الثانية على التوالي عند 11.25% للإيداع، و12.25% للإقراض.

وقالت سهر الدماطي إن البنك المركزي لن يتأثر بقرار رفع الاحتياطي الفيدرالي للفائدة اليوم وسيرجئ رفع سعر الفائدة على الجنيه حتى إتمام تصحيح سعر الصرف ووصوله إلى مستوى عادل عبر تحريك منتظر بوتيرة أكبر بحسب توقعاتها.

وصعد متوسط سعر صرف الدولار اليوم الأربعاء في البنوك إلى نفس المستوى التاريخي الذي سجله في 21 ديسمبر 2016، حيث وصل إلى 19.44 جنيه للشراء، و19.52 جنيه للبيع بنهاية التعاملات، وفقا لبيانات البنك المركزي.

ويأتي ذلك ضمن هبوط تدريجي لسعر الجنيه بعد خفض مفاجئ في 21 مارس الماضي، ليرتفع سعر الدولار مقابل الجنيه حتى اليوم بنسبة 23.9% مقارنة بمستواه في 20 مارس، ولكن تقارير وتحليلات لا تزال ترى أن سعر الجنيه أعلى من مستواه الذي يفترض أن يكون عليه.

وكان صندوق النقد الدولي، الذي تقترب مصر من الاتفاق معه على برنامج تعاون جديد يتضمن قرضا، حث مصر في وقت سابق من هذا العام على اتباع سياسة مرنة لسعر الصرف.

وأوضحت سهر الدماطي أن البنك المركزي المصري سيثبت الفائدة في اجتماعه غدا للمرة الثالثة على التوالي رغم استمرار الفيدرالي الأمريكي في اتباع سياسة نقدية تشددية مما يشير إلى الاتجاه لتباطؤ اقتصادي عالمي، ولكنها ترى أن رفع سعر الفائدة في مصر لن يحقق الفائدة المرجوة "في ظل عدم الوصول سعر الجنيه لنقطة التوازن مقابل الدولار"، بحسبها.

وأشارت إلى أن البنك المركزي يستهدف الوصول بالسعر الحقيقي للجنيه مقابل الدولار، حسب الدراسات الموضوعة والمدة المستهدفة من جانبه، ليبدأ بعد ذلك رفع الفائدة لاستيعاب الضغوط التضخمية الناجمة من انخفاض الجنيه المتوقع.

ورغم ذلك لم تستبعد الدماطي احتمال رفع الفائدة في اجتماع المركزي تماما من حساباتها، حيث أشارت إلى أنه من المحتمل أن يرفع المركزي سعر الفائدة بنسبة 1% في حال كان يعتزم أن يصل إلى السعر العادل للجنيه مقابل الدولار خلال فترة زمنية طويلة نوعا ما وذلك كدعم نفسي في مواجهة التضخم، "ولكنها ستكون زيادة دون جدوى"، على حد وصفها.