لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تؤثر عودة السياحة الروسية على تدفقات الدولار واحتياطي النقد الأجنبي؟

12:03 م الخميس 29 أبريل 2021

السياحة الروسية

كتبت- منال المصري:

توقع خمسة مصرفيين أن تعزز العودة المرتقبة للسياحة الروسية لمصر من التدفقات الدولارية على السوق المحلية، بما ينعكس على زيادة نمو احتياطي النقد الأجنبي بوتيرة أسرع وتعزيز قوة الجنيه مقابل الدولار والعملات الأجنبية الأخرى.

يأتي ذلك بعد أن اتفق الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين بما في ذلك الغردقة وشرم الشيخ، بحسب بيان من رئاسة الجمهورية يوم الجمعة الماضي.

وكانت روسيا أوقفت الرحلات الجوية المباشرة لمصر في أكتوبر 2015 بعد سقوط طائرة ركاب روسية في سيناء بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار شرم الشيخ وهو ما أدى لوفاة 224 شخصا كانوا على متن الطائرة.

وتعد السياحة مصدرا هاما للعملة الصعبة في مصر.

وقالت مؤسسة جولدمان ساكس العالمية، في تقرير حديث لها، إن عودة نشاط السياحة الروسية إلى مستويات ما قبل عام 2015 يمكن أن يعزز عائدات السياحة في مصر بأكثر من 3 مليارات دولار سنويًا (حوالي 0.75% من الناتج المحلي الإجمالي)، ومن المرجح أن يحدث هذا الأمر بشكل تدريجي نظرًا لاستمرار الوباء العالمي.

وبحسب مصرفيين، تحدثوا لمصراوي، فإن أي زيادة في حركة السياحة تنعكس مباشرة بالإيجاب على زيادة المعروض من الدولار مقابل الجنيه بشكل يومي وهو ما يعزز من قوة ميزان المدفوعات.

وأشاروا إلى أن روسيا تعد من أهم الدول المصدرة للسياحة لمصر نتيجة إقبال السياح الروس مقارنة بالدول الأخرى، بحسب ما كان يحدث قبل حادثة الطائرة، حيث كانوا يمثلون نحو 30% تقريبا من إجمالي أعداد السائحين القادمين لمصر سنويا.

وسجلت الإيرادات السياحية تراجعا خلال النصف الأول من العام المالي الجاري بنسبة 75.3% لتسجل 1.8 مليار دولار مقابل نحو 7.2 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2019-2020، بحسب بيان للبنك المركزي صدر في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال محمد عباس فايد، الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الأول مصر، لمصراوي، إن عودة السياحة الروسية لمصر ستعزز من زيادة التدفقات الدولارية في السوق المصرية خلال المرحلة القادمة وهو ما سيكون له انعكاس إيجابي مباشر على الحساب الجاري باعتبار هذا القطاع بصفة عامة من أهم الموارد الرسمية للنقد الأجنبي.

واتفق مع فايد كل من يحيى أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلي المصري، ووليد ناجي نائب رئيس البنك العقاري المصري، ومحمد عبد العال عضو مجلس إدارة أحد البنوك العربية، ومحمود نجلة الرئيس التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية.

وذكر فايد أن السياحة الروسية كانت تمثل النسبة الأكبر من إجمالي حركة السياحة على مصر بمعدل يقارب أو يتجاوز 30% وذلك طبقا للمؤشرات السابقة قبل تعليق حركة الطيران.

وكان السياح الروس في ذروة انتعاش السياحة في مصر خلال عام 2014 يمثلون ثلث إجمالي السياح الوافدين إلى مصر، لكن هذا العدد انخفض بشكل كبير منذ فرض الحظر على الرحلات الجوية المباشرة، بحسب مؤسسة جولدمان ساكس.

وأشارت المؤسسة إلى أنه في عام 2014، تجاوز عدد السياح الروس الوافدين إلى مصر 3.1 مليون سائح، ولكنه انخفض إلى متوسط يبلغ 100 ألف سائح في السنة، منذ حادثة طائرة متروجيت في عام 2015.

وأوضح فايد أن إيرادات السياحة المصرية تضررت سلبا مثل باقي الدول الأخرى خلال عام كورونا نتيجة تعليق السفر الجوي من بعض الدول الأوروبية للسيطرة على انتشار الوباء العالمي، متوقعا عودة النشاط مرة أخرى لمعدلاته الطبيعية مع عودة السياحة الروسية ونجاح مفعول التطعيم باللقاحات ضد كورونا بعد نشرها في الفترة الحالية.

وأضاف أن مردود التدفقات النقدية من السياحة يظهر بطريقة سريعة ومباشرة بما يعزز السيولة الدولارية وزيادة حجم المعروض بشكل يومي، والتقليل من أي ضغوطات على العملة وهو ما ينعكس على قوة الجنيه، ونمو احتياطي النقد الأجنبي بشكل أكبر.

وكان البنك المركزي المصري، أعلن في أوائل الشهر الجاري، ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي خلال مارس الماضي مسجلا نحو 40.337 مليار دولار مقابل نحو 40.201 مليار دولار، بزيادة 136 مليون دولار، مواصلا ارتفاعه للشهر العاشر على التوالي، وذلك بعد انخفاض كبير في الشهور الثلاثة الأولى لأزمة كورونا وهي مارس وأبريل ومايو 2020.

وقال يحيى أبوالفتوح، نائب رئيس البنك الأهلي المصري، لمصراوي، إن عودة السياحة الروسية على مصر ستعزز بالتأكيد من قوة الجنيه المصري مقابل الدولار وباقي العملات الأخرى، وستنعكس كذلك على نمو احتياطي النقد الأجنبي نتيجة زيادة الموارد الدولارية.

وأضاف أن قطاع السياحة مر خلال آخر 10 سنوات بضغوطات سلبية لم يكن القطاع طرفا فيها، ولكنها كانت بسبب أزمات عالمية أو محلية وآخرها انتشار وباء كورونا، ولكن مجهودات البنك المركزي ومواصلته لمساندة هذا القطاع عزز من استمرار تواجده دون توقف وانتظام العمالة لمواجهة التحديات الخارجة عن إرادته.

وكان البنك المركزي المصري أطلق حزمة من المبادرات لدعم قطاع السياحة على مدار السنوات الماضية شملت إرجاء سداد مديونيات المستثمرين بالقطاع، وكذلك تخصيص 50 مليار جنيه بفائدة 8% لدعم الأعمال التوسعية في القطاع، وإرجاء سداد قروض التجزئة على العاملين في القطاع.

وقال وليد ناجي، نائب رئيس البنك العقاري المصري، لمصراوي، إن السياحة تعد أحد أكثر القطاعات الموردة للنقد الأجنبي في مصر وبالتالي ستعزز عودة السياحة الروسية المرتقبة من تدفقات العملات الأجنبية في السوق المحلي.

وأضاف أن زيادة المعروض من النقد الأجنبي نتيجة نمو الموارد الدولارية ينعكس مباشرة على زيادة المعروض والطلب على الاستثمار بالعملة المحلية وهو ما يعزز من قوة الجنيه أمام العملات الأجنبية، وكذلك تسجيل احتياطي النقد الأجنبي معدلات نمو أكبر وأسرع.

وأكد ناجي أن عودة السياحة الروسية ستسهم في زيادة وتيرة نشاط القطاع السياحي تدريجيا، بعد توقفها على مدار عام بسبب فيروس كورونا بما دفع دولا كثيرة لتعليق رحلات السياحة للسيطرة على انتشار الفيروس.

وقال محمد عبد العال، عضو مجلس إدارة في أحد البنوك العربية، إن عودة السياحة الروسية لمصر ستحقق نتائج إيجابية مباشرة وغير مباشرة ومنها عودة إدراج مصر على خريطة السياحة العالمية بعد تأثرها خلال تداعيات أزمة جائحة كورونا.

وأضاف عبد العال أن عودة السياحة الروسية يساهم بشكل مباشر في زيادة الطاقة التشغيلية في الفنادق، وزيادة التدفقات الدولارية، بما ينعكس على نمو احتياطي النقد الأجنبي.

وتوقع أن تفتح عودة السياحة الروسية إلى تفعيل اتفاقية المبادلة بين الجنيه المصري وعملة الروبل الروسية في بعض السلع الغذائية أو النفط دون الحاجة لاستخدام الدولار، وهو ما ينعكس على نمو حركة التجارة بين الدولتين.

وقال محمود نجلة، الرئيس التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية، لمصراوي، إنه من المتوقع زيادة موارد تدفقات النقد الأجنبي على مصر مع بدء عودة السياحة الروسية مجددا.

وأضاف أن روسيا تعد من أهم الدول الأساسية لتصدير السياحة لمصر نظرا لزيادة أفواجها السياحية على مصر بشكل منتظم، وزيادة أعداد السياح الروس مقارنة بالدول الأخرى، بحسب ما كان يحدث قبل حادث الطائرة.

وأشار نجلة إلى أن أي زيادة في أعداد السائحين تؤثر مباشرة إيجابيا وبشكل فوري في ميزان المدفوعات لدخول موارد دولارية جديدة في السوق.

اقرأ أيضا:

جولدمان ساكس: عودة السياحة الروسية تضيف لمصر 3 مليارات دولار سنويا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان