لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الرزق له أحكام.. هالة تعمل في القاهرة واللجنة في الصعيد و"فلوس المواصلات غالية"

06:51 م الأربعاء 28 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دعاء الفولي:

منذ ١٥ عاما تجلس هالة محمود في نفس المكان، بمنطقة الدرب الأحمر. تبيع صاحبة الـ٤٣ عاما البيض، الجُبن، الدقيق، العسل الأبيض وأشياء أخرى، تحضرها كل أسبوع من القرية التي ولدت بها في محافظة بني سويف، ورغم علمها بانتخابات الرئاسة، غير أن السيدة لم تستطع المشاركة "عشان انتخب لازم ارجع البلد.. وبصراحة مقدرش اتحمل فلوس المواصلات مرتين في الأسبوع".

الجمعة من كل أسبوع، تشد والدة الأربع بنات الرحال إلى بني سويف "بسبب الحاجات اللي معايا بركب بسبعين جنيه رايح وسبعين راجع غير المواصلات اللي جوه"، تضطر هالة لإعادة الكرة بشكل متواصل "البضاعة فيه منها بالآجل ولازم ارجع أسدد".

قبل النزول للعمل، لم تكن هالة تعرف طريق الشارع "بس أنا وجوزي قولنا نيجي القاهرة نشوف شغل"، إذ يعمل زوج السيدة كبائع لأنابيب البوتاجاز.

تبدأ هالة عملها منذ الصباح الباكر، تساعدها ابنتها زينب ذات الاثنى عشر عاما أحيانا، تبدو أمارات الشقاء واضحة على وجه أم البنات، يسألها أحد المشترين عما إذا كانت ستصوت في الانتخابات، فترد بالنفي "أصل انا حاولت في ٢٠١٤ ومعرفتش".

خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، قال لها أحدهم إنها تستطيع التصويت في إحدى لجان السيدة زينب، أنهت الأم عملها وذهبت للجنة "كانت قبل ما يقفلوا بحاجة بسيطة بس الضابط قاللي مينفعش لازم تروحي البلد".

تشارك هالة المارة إجراء الانتخابات، تجلس على ناصية شارع داخله لجنة انتخابية، تسمع من الناس أحلامهم عما بعد انتهاء عملية التصويت، فيما تراودها أحلامها الخاصة "نفسي بناتي الكبار يشتغلوا، واحدة فيهم خريجة حقوق بقالها ٣ سنين ومش لاقيين لها واسطة"، تتمنى السيدة الصعيدية أن ترتاح قليلا "العيل بقى بيحتاج ١٠٠ جنيه عشان ياخد مجموعة وأنا أيام بنزل غصب عني عشان يكملوا علامهم".

أمنيتها الكبرى أن يصبح لها محل مغلق تبيع فيه البضاعة، بدلا من الشارع، تروي هالة عن ذلك اليوم الذي صدمت فيه سيارة مسرعة الرصيف حيث تجلس "كان هيفرمني ولولا ستر ربنا خبط في قفص بيض واقف عليا بـ٨٠٠ جنية، إنما لو جوه محل الدنيا هتبقى أهون شوية".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج