خبراء: تعاون مصر والسعودية يُعيد صياغة موازين القوة في الشرق الأوسط
كتبت- نيرة الشريف:
حينما يصبح هناك تعاون بين مصر والسعودية، ويصبح كلتا الدولتين في كافة واحدة فهذا يعني أن موازين القوة في المنطقة سيعاد صياغتها، سيعاد صياغة شكل العلاقات العربية بالغرب وحجم تدخله في أمور تخص دول المنطقة، وحينما تصبح مصر والسعودية في كفة واحدة فهذا ضمان وحماية للمخاطر الأمنية والعسكرية التي قد تتعرض لها دول المنطقة، هكذا علّق أساتذة العلوم السياسية حول العلاقة الخاصة التي يتم نسجها حاليا بين مصر والسعودية، والتي ترسم خطوطها ومؤشراتها بوضوح، حينما قال الرئيس السيسي في لقاء تليفزيوني مسجل له حينما كان مرشحا رئاسيا، أن أول دولة سيزورها بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية هي السعودية، وهو ما رسم خط آخر له زيارة الملك عبد الله لمصر أثناء عودته من المغرب وهبوط طائرته في مطار القاهرة، وعقده جلسة مباحثات خاصة مع الرئيس السيسي في الطائرة، خارج الأعراف والبروتوكولات، بدأها الرئيس السيسي بقبلة علي رأس الملك عبد الله.
يقول دكتور محمود ظاهر، أستاذ العلوم السياسية جامعة حلوان، ''زيارة الملك عبد الله لمصر وجلسة المباحثات التي عقدها مع الرئيس السيسي في الطائرة، تعني استمرارية الدعم السعودي للموقف المصري، وإعطاء السعودية لمصر الضمانة الكاملة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في الفترة المقبلة، بما يتناسب مع طموحات مصر، الطموحات المصرية تلك يمكن أن تتحقق إذا توافر لها التخطيط والتنفيذ المناسب وديناميكية الدعم المادي.''
ويضيف معلقا على زيارة الرئيس السيسي للسعودية ''اختيار الرئيس أن تكون أول دولة يزورها فور فوزه بالانتخابات الرئاسية هي السعودية، يؤكد شكل العلاقة الخاصة التي تتشكل بين الدولتين، وإنهم علي خط اتفاق سياسي واضح، وهو ما سيؤثر إيجابيا علي الشعبين وعلي باقي دول المنطقة.. وهناك عدة أمور تتضمنها الارتباطات الخاصة بين الدولتين منها ارتباطات عسكرية وسياسية واقتصادية''.
وعن شكل التأثير الذي ستحدثه هذه العلاقة في دول المنطقة يقول ''هناك اضطرابات في كثير من الدول حاليا مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن وغيرها، وتحالف مصر والسعودية يمكنهما أن يصبحا قوه عظمى، تعيد تشكيل الصورة، خاصة في ظل وجود توجه غربي وأمريكي بأنه لا تدخل في المنطقة عسكريا مرة أخري إلا في حالات الضرورة القصوى، ووجود قوه عظمي في المنطقة سيدعم الأمن القومي العربي الذي ارتهناه في أيدي الغرب كثيرا، فالتحالف المصري السعودي سيكون قوه رادعه لأي من يفكر باختراق المنطقة''.
إيران
وعن موقف إيران من هذه العلاقة وهل ستستطيع مصر أن تقف علي خط واحد من السعودية وإيران على السواء، في ظل دعوة القائم بالأعمال الإيراني لحفل تنصيب الرئيس السيسي مما يوحي أن العلاقات المصرية الإيرانية قائمة وإيجابية يقول ''موقف إيران ملتبس لأن اتجاهها الطائفي هو الذي يحكمها ويحكم تصرفها، لكن مصر تحتفظ لها بحسن الجوار طالما لا تتدخل في المسائل الأمنية ولا الشئون الداخلية، فهي سياسيا في هذه الحالة جار مرحب به''.
وعن الموقف الإسرائيلي يقول ''الموقف الإسرائيلي حاليا موقف حذر، يقف مترقبا متربصا، يفرح كثيرا بالموجة الهوجاء التي تحدث حاليا في بعض دول المنطقة، لكن أن يكون هناك قوه عربية عظمي في المنطقة فهذا قطعا مدعاة للقلق من الجانب الإسرائيلي''.
ويقول دكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس وحدة الدراسات المصرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، ''يمكننا أن نري بوضوح مدي تخوف النظام السعودي من وجود الإخوان المسلمين في حكم مصر، وهذا الوقت المناسب لأن نرد علي من يقولون أن النظام السعودي كان يدعم الإخوان المسلمين لحكم مصر بأن السعودية ''مابترميش فلوس على الأرض''.
وأضاف أن ''النظام السعودي كان يشعر بخطر حقيقي من وجود الإخوان في الحكم، وكان يشعر أن الدور القادم سيكون عليه، لذلك فهو يشعر بانتشاء من الدور الذي قام به الرئيس السيسي في إسقاط حكم الإخوان المسلمين، فشخص الرئيس السيسي حاليا يحظى بدعم كامل من النظام السعودي، هذا بخلاف اعتزاز السعودية بمصر من الأساس واعتبارها الشقيقة الكبرى صاحبة الدور المحوري في المنطقة.''
وعن العلاقة الخاصة التي تربط حاليا بين النظام المصري والسعودي يقول ''دول المطقة تحتاج بسرعة وبوضوح هذا التحالف بين مصر والسعودية، فنحن نري المخاطر التي تنسج خيوطها في المنطقة، منها علي سبيل المثال لا الحصر تنظيم داعش في العراق وما يفعله فيها، فالتحالف المصري السعودي سيعيد حسابات المنطقة وموازين القوى بها، وسيكون هناك ألف حساب لوقع أي حدث يقع في المنطقة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: