لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''رؤيا وفتوى''.. عودة التوظيف السياسي للدين في مصر

03:42 م الأحد 25 مايو 2014

مناهضة الفتنة الطائفية فى مصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة – (دويتشه فيله):

لا مرشح الرئاسة السيسي ولا منافسه صباحي ينتميان إلى التيار الإسلامي، إلا أن توظيف الدين وقضية الجنة والنار لا يزال قائما في حملة الانتخابات. DWعربية تستطلع آراء الخبراء المختصين في الدين والإعلام حول أسباب توظيف الدين.

عاد الخطاب الديني من جديد في الانتخابات الرئاسية لإقناع الناخبين بانتخاب مرشح بعينه دون الآخر. فقد أكد نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي بأن دعم حزب النور السلفي للمشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية جاء حفاظاً على الدين. كما أن بعض قساوسة الكنيسة القبطية يدعون إلى انتخاب السيسي بأسم المسيح. وعلى النقيض، دعا الداعية الشيخ يوسف القرضاوي المصريين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وهي الفتوى التي أثارت الجدل من جديد حول توظيف الدين في السياسة. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد تعمد المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي استخدام الخطاب الديني أكثر من مرة في لقاءاته. لذلك، يبقى التساؤل لماذا يعاد توظيف الدين في السياسة، وخصوصا في الانتخابات الرئاسية من جديد؟ DWعربية تحاول الإجابة على هذا التساؤل.

''اللجوء إلى الخرافات لكسب الناخبين''
وصف فؤاد السعيد، الخبير في علم الاجتماع السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في حديثه مع DW عربية تصريحات برهامي بـ ''الطبيعية''، باعتبارها تعبر عن وجهة نظره الشخصية دون مبالغة. ولكنه أعتبر تصريحات القرضاوي بأنها لا تقدم جديدا، لأن المراجع الدينية كانت تستخدم سلطاتها الروحية تجاه تابعيها، من أجل دعم موقف سياسي. والجديد، وفقاً للسعيد، هو استخدام الدين بطرق مختلفة، واستدل بذلك على التسريبات المسجلة للمشير السيسي، الذي ''تحدث فيها عن رؤى وأحلام تشير إلى أنه سيحكم مصر''. حسب السعيد، الذي أعتبره، عامل روحي قد يختلط بالخرافة، ولكن له تأثير على قطاع من الكتلة التصويتية في مصر.

وأستطرد قائلاً: ''تسريب مثل هذه الرؤى في منامه، يهدف إلى مخاطبة فئة معينة مترددة في المشاركة في الانتخابات، وكانت بحاجة إلى إعطاءها المبررات الروحية، من أجل تدعيم قرارها تجاه التصويت للسيسي''.

ويشدَد السعيد على فكرة التحول في استخدام الخطاب الديني، من فكرة أن صوتك يعني صوتك للدين الإسلامي، مثلما كان يستخدمه جماعة الإخوان المسلمين، إلى مغازلة عواطف لا تتعلق بالمشروع الإسلامي.

وكل ذلك، وفقاً للسعيد، يعطي مؤشراً على أن الحقبة القادمة لن تتجه إلى مفهوم الدولة العلمانية أو المدنية الحديثة، ولكن ستظل الدولة المصرية أثيرة للعقل الديني، كما كانت إبان الرئيس عبد الناصر والسادات.

''نحتاج إلى رئيس يصلي''
''الدين جزء أصيل من المجتمع ولا أحد يستطيع أن ينكره''، هذا ما أكده يحي الصافي سعدالله، نائب رئيس لجنة العلاقات العربية بحزب النور في حديثه مع DWعربية. وأضاف ''المفترض ألا نبالغ عند تقييم الأشخاص في مسألة البعد الديني، لأن الرئيس ليس خليفة للمسلمين كي نضع عليه شروط لا تتواجد إلا في خليفة المسلمين''.

ويندهش سعدالله من تصريحات القرضاوي، ويتساءل ماذا بعد تحريم المشاركة في الانتخابات؟ هل ستستمر مصر دون رئيس هل يرغبون في تقسيم مصر؟، وتابع بانفعال'' هناك مؤامرة لتقسيم مصر''.

ويضيف: ''حزب النور له نظرة للرئيس الديني تختلف عن جماعة الإخوان المسلمين، وهي أنه ليس إمام كما روّج الإخوان لمرسي، ولكن كل ما نريده كحد أدنى من الرئيس المقبل هو الصلاة.

وتابع'' من حقنا أن يكون لدينا رئيس مسلم يصلي''. ولا يعتبر ذلك خلطا بين الانتخابات الرئاسية والدين. وأردف ''نحن لا نكفر السيسي مثل الإخوان المسمين ولا نقول إنه إمام المسلمين مثلما تقول الطرق الصوفية''.

ولا أحد ينكر أن السيسي لديه نزعة من التديّن، فالإخوان المسلمون هم من قالوا ذلك وأكدوه، إنه متدين ويصلي، ولكنه تحول ''لديهم إلى شيطان''، حسب سعدالله.

مخاطر توظيف الدين في السياسة
توظيف الدين سيمثل مشكلة كبيرة، بسبب حظر اللجنة العليا للانتخابات استخدام الشعارات الدينية، مثلما تعتبر الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، في حوارها مع DWعربية. إذ تقول ''الإكثار في هذا الخطاب له مخاطره، لأننا عانينا الفترة السابقة من فكرة خلط الدين بالسياسة. وكل خطوة سياسية تتخذها الدولة تكون مغلفة بغلاف ديني''.

وترى أن القرضاوي يسعى لاستخدام الدين في السياسة، مثلما استخدمه في استفتاء مارس 2011. لكن مدى تأثيره سيكون ضعيفاً لأن الناس أصبحت أكثر وعياً.

وتعتبر مصطفى أن ما يقوم به الإعلام والجرائد الخاصة من توظيف للدين لصالح مرشح، غير مقبول. وتشرح ذلك بالقول ''هناك تجاوز لمعايير الأداء الإعلامي والتغطية الإعلامية، بسبب تحيزهم السياسي، والذي يجعلهم لا يلتزمون بهذه الضوابط''.

من جانبه، يعتقد الدكتور جورج فهمي، باحث بمنتدى البدائل العربي للدراسات، في حديثه مع DWعربية أن استخدام بعض الفاعلين الدينيين، المسلمين أو المسيحيين، للدين بهدف دعم موقف أو مرشح ليس أمرا جديدا.

وأضاف ''الكنيسة القبطية لطالما دعمت نظام مبارك في السابق، كذلك الحال بالنسبة للدعوة السلفية التي استخدمت الدين لدعم موقف سياسي''.

ويعتبر فهمي أن تدخل الأطراف الدينية في العملية السياسية يمثل خطورة على مستقبل التحول الديمقراطي في مصر.

ويفسر ذلك بالقول'' لأنها تجعل من الصراع السياسي صراعاً دينياً، ما يزيد من حدة الاحتقان والاستقطاب بين أطياف المجتمع''.

وتابع ''الدين والفاعلين الدينيين يجب أن يظلوا بعيدين عن الصراعات السياسية، والتي يجب أن تحسمها فقط الآليات السياسية كالانتخابات وليس الفتاوى''.

أما فيما يتعلق بتراخي القيادات الدينية في ضبط الخطاب الديني لمؤسساتها، يرى جورج أنه أمراً متوقعاً في ظل حالة الترهل التي تشهدها جميع المؤسسات في مصر، بما في ذلك المؤسسات الدينية. وأختتم حديثه قائلاً: ''القيادات الدينية تواجه أزمة في إدارة مؤسساتها وإلزام أعضائها بالالتزام بما تضعه من قواعد وإجراءات''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج