تنسيق "الثانوية من الخارج".. مي مع والديها على الهاتف ومحمود أول مرة "روتين" مصري
كتبت-إشراق أحمد:
بين الطلاب الذين تواجدوا في معامل هندسة القاهرة لتسجيل تنسيقهم الجامعي، حمل البعض وريقات صغيرة، فيما فتحت أجهزة الكمبيوتر صفحات مختلفة عن التي ظهرت لزملائهم، بينما حملت ملامحهم مزيد من التوتر، فتلك المرة الأولى لهم بمفردهم في مصر، ولأجل تحديد مستقبلهم بعدما حصلوا على شهادة الثانوية العامة من الخارج.
"برنامج تسجيل طلاب الشهادات المعادلة" العنوان الذي استقبلته مي محمود ما إن أعلمت العاملين بالتنسيق بأن وجهة حصولها على الثانوية العامة من بلد عربي. الاثنين الماضي وصلت مي رفقة شقيقتها الصغرى مها إلى مصر من أجل التنسيق "بابا وماما معرفوش ينزلوا عشان ظروف شغلهم" تقول الطالبة بحزن بينما تواصل تسجيل الرغبات، لكن هذا لم يمنعها؛ طيلة تواجدها أمام جهاز الكمبيوتر للتسجيل تمسك الهاتف وتتواصل مع والدتها في قطر لتعلمها بشأن الخطوات والكليات التي تختارها.
حصلت مي على نسبة 92% شعبة علمي، ودت لو التحقت بكلية الصيدلة، لكن التنسيق المرتفع حال بين رغبتها، فما كان أمامها سوى وضع كافة الخيارات المتاحة، فيما وقفت من خلفها شقيقتها الوحيدة مها تدعمها "جيت معاها عشان متبقاش لوحدها خاصة أن دي أول مرة لينا لوحدنا في مصر". تصغر مها أختها الكبرى بعام واحد، فتجد في وجودها مساندة من ناحية والتواجد في موقف ستلحق به العام المقبل.
التقديم بشهادة ممنوحة من خارج مصر وقعه ليس جديدا على مي "ولاد عمي اخدوا الثانوية من السعودية وجم سجلوا في مصر"، الخوف دفع الطالبة للسفر والمجيء إلى معمل تنسيق القاهرة رغم بعد المسافة عن مكان إقامتها في التجمع الخامس "التسجيل الإلكتروني لوحدي مش مضمون قلت لأحسن يحصل حاجة معرفش اتصرف".
طوال جلوسها أمام الكمبيوتر، ما إن توشك مي على الانتهاء من تسجيل الرغبات حتى تتصل بوالديها، تعلمهما بالترتيب، يملأها التوتر "أتمنى تجيلي علوم بقى ولا حاجة" فيما يشاركها أبويها من مكانهم في قطر القلق وواصلت ذلك، حتى أتمت المهمة وأمسكت ورق التسجيل بيديها بعد طباعته.
في الجوار، داخل معمل تنسيق يحمل رقم 2، كان الشقيقان محمود ومحمد سرحان يخوضان التجربة ذاتها، من الإمارات قدم الأول لأخيه المقيم في مصر ويدرس الطب. "أحنا سافرنا الإمارات وأنا في ابتدائي ومحمود اتولد هناك لكن كنا بنيجي في السنة شهر أو شهرين" يقول محمد، الذي أمسك زمام الأمور في تسجيل الكليات لشقيقه، ليس فقط لأنه الأخ الأكبر لمحمود، لكنه سبق له التنسيق بعد حصوله على الثانوية العامة من الخارج.
يجلس محمود، الحاصل على مجموع 89% شعبة الأدبي جوار شقيقه محمد، يقبض على الورقة الصغيرة المشيرة إلى منحه شهادته من دولة الإمارات. لا يفكر في شيء سوى الانتهاء من التنسيق "من الساعة الـ12 لغاية 1 وأحنا بنحاول نطبع الورق بعد التسجيل"، تلك المرة الأولى للشاب في مصر لأجل إنجاز مهمة أوراق رسمية، فيما يطمئن لوجود شقيقه لتخفيف وقع "الروتين" عنه كما يقول.
ومن المقرر أن يسجل في المرحلة الثانية، بدءً من اليوم وحتى الأحد المقبل، نحو 175 ألفا و673 طالبا للشعبة العلمية في المرحلة الثانية للتنسيق، بحد أدنى للقبول 320 درجة فأكثر بنسبة 78.05%، و54 ألفا و305 طلاب الشعبة الأدبية الحاصلين على 279 درجة فأكثر بنسبة 68.05%.
فيديو قد يعجبك: