"رحمة" الأولى على ثانوي تجاري: "الناس كانت بتقول لي إنتي دحيحة" - فيديو وصور

أسيوط ـ محمود عجمي:

أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الأربعاء، أسماء أوائل شهادات الدبلومات الفنية للعام "2023ـ 2024" وحصلت رحمة صلاح أحمد، على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية التجارية بمحافظة أسيوط.

نشأت رحمة صلاح في منزل يملؤه الحب والدعم من قبل والديها وشقيقيها الأكبرين، إذ لم يكن طريقها نحو النجاح مفروشًا بالورود، بل واجهت العديد من التحديات والصعوبات في التأقلم مع نظام الثانوية التجارية في البداية، كما تعرضت لبعض التعليقات السلبية من بعض الأشخاص الذين شككوا في قدراتها.

لم تستسلم رحمة للصعوبات، بل زادتها إصرارًا وعزيمة، واصلت رحلة الاجتهاد والمثابرة، متحديةً كل الظروف فكانت تقضي ساعات طويلة في الدراسة، مستعينة بذكائها وإصرارها، دون الحاجة إلى مساعدة خارجية.

وجدت رحمة صلاح في أسرتها الدعم الكبير الذي ساعدها على المضي قدمًا، فكان والدها ووالدتها دائمًا بجانبها، يشجعانها ويقدمان لها كل ما تحتاجه، كما وجدت رحمة التشجيع والدعم من زملائها ومعلميها الذين آمنوا بقدراتها.

وقالت رحمة صلاح لـ"مصراوي": "فكرت في الثانوي التجاري ومفكرتش في الثانوية العامة لأني مكنتش قدها، في ناس كتير نصحتني إنى أدخل ثانوي بس أنا رفضت لأن امتحاناتها صعبة وأنا كنت خايفة أتعب وتعبي على الفاضي ففضلت أدخل تجاري قسم محاسبة وبعد ما أخلصها أقدر أدخل أي كلية أنا عاوزاها بعد كده"، مشيرة إلى أنها اختارت المحاسبة وناس كتير حذرتها منها.

وأضافت: "كنت بذاكر على طول ومكنتش محتاجة أخد دروس خصوصية، والناس كلها كانت بتقول لي إنتي دحيحة، كما واجهت عبارات تنمر منها إنتي مش هتنفعي لحاجة، هتخلصي وتقعدي في البيت، كل ده كان دافع ليا كبير إنى أواصل وأكمل وأحب الموضوع، وأول مرة أدخل امتحان ومكنش خايفة زي الإعدادية مثلًا كنت بذاكر وأعمل اللي عليا وبكون هادية جدا".

أثمرت جهود رحمة ومثابرتها عن تحقيق إنجاز عظيم فقد حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية التجارية، لتثبت للجميع أن الإصرار والعزيمة هما مفتاح النجاح.

تطمح "رحمة" لاستكمال مسيرتها التعليمية والوصول إلى أعلى المراتب، فهي تفكر في الالتحاق بمعهد فني صحي ومنه إلى كلية التجارة، ومن ثمّ استكمال دراستها العليا للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه.

وتعبّر كلمات والدة رحمة صلاح عن فرحة غامرة لا توصف انتابتها عند سماع خبر تفوق ابنتها وحصولها على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية التجارية، وتُؤكّد الأمّ على حرصها الدائم على الدعاء لابنتها في صلاة الفجر، راجيةً لها النجاح والتفوق، وتُشير إلى أنّ رحمة كانت مجتهدة للغاية، تذاكر ليل نهار دون كللٍ أو ملل، وهو ما جعلها تستحق هذا الإنجاز المُشرف.

من جانبه، يُشارك والد رحمة فرحة زوجته وافتخاره بابنته، مُؤكدًا على دعمه الدائم لها وتلبية جميع احتياجاتها، ويُشير إلى أنّه لم يُجبرها على اختيار مسارها الدراسي، بل ترك لها حرية الاختيار، مُؤمنًا بقدراتها وإمكانياتها.

ويُعرب الأب عن ثقته بقدرة ابنته على تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل، مُؤكدًا فخره بها ورغبته في رؤيته لها أفضل إنسانة في العالم، ويترك لها حرية اختيار مستقبلها، مُقترحًا عليها بعض الخيارات التي يراها مناسبة لميولها وقدراتها، مثل الالتحاق بمعهد فني صحي ثم استكمال دراستها في كلية التجارة للحصول على بكالوريوس.