إعلان

السياحة لا تتوقف في شرم الشيخ رغم أجواء 30 يونيو

11:35 ص الأربعاء 26 يونيو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

شرم الشيخ - (الأناضول):

ربما لم يكن يخطر ببال جوهر الصقلي باني ''قاهرة المعز'' أن العاصمة المصرية ستبقى بمعزل عن توافد السياح، لتحل محلها مدينة شرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء كقبلة أولى للسائحين من مختلف دول العالم عند زيارتهم حاليا إلى مصر.

وبقي هذا المنتجع ذات الشهر العالمية بعيدا عن مركز الأحداث المشتعلة بالقاهرة، مما دفع السياح إلى الاستمرار في زيارتها قبل أيام من اندلاع مظاهرات 30 يونيو التي دعت إليها المعارضة للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، بالتزامن مع الذكرى الأولى لتولي الرئيس مرسي. الحكم.

الأماكن الأكثر شهرة في شرم الشيخ تتركز في شاطئ خليج نعمة، ذي المياه الدافئة، والسوق القديم الذي يشبه أسواق تركيا المطلة على شواطىء البحر، إلى جانب محمية رأس محمد، المليئة بأشجار المانغروف في مياه البحر الأحمر بجانب الرحلات البحرية والرملية التي يمكن للسائح التمتع بها.

ورغم متعة التنزه في شوارع تلك المدينة، لكن كثيرا من السائحين يفضلون قضاء الأيام الأولى من زيارتهم على الشواطىء، حيث يتركون أجسادهم للاسترخاء والراحة، والاستجمام أو يقومون بالغطس في مياه البحر الأحمر السماوية اللون الصافية للاستمتاع برؤية الأشجار المرجانية والأسماك زاهية الألوان.

وعلى بعد خطوات من الشاطىء، استلقت ''جيرالدين''، تلك السيدة الأربعينية القادمة من بريطانيا، ممسكة بيديها أحد الكتب الإنجليزية عن تاريخ مصر الحديث، بينما تسترجع لمراسلة الأناضول تاريخا أخر عن زيارتها الأولى لمصر منذ 21 عاما، حيث تقول ''أول مرة زرت فيها مصر كانت منذ 21 عاماً، فنحن جئنا إلى هنا 17 مرة، لقد أحببنا هذه البلد، كل شيء هنا يجعلنا نقرر العودة إليها مجدداً''.

تتابع ''جيرالدين'' وهي تجول بعينيها بين قمم الجبال العالية التي تطل من بعيد على الشاطئ ''زرنا كل المناطق السياحية بمصر عدا الاسكندرية، لكن في المقابل زرنا القاهرة كثيراً، هل تتخيلي أننا وقت تفجيرات شرم الشيخ كنا في القاهرة، نحن-أعني أنا وزوجي- دائماً نشعر بأمان في تلك البلاد''.

ووقعت تفجيرات شرم الشيخ عام 2005 عندما استهدفت منظمة محسوبة على ''القاعدة'' المنتجع المصري الهادىء جنوب شبه جزيرة سيناء، مما أسفر عن مقتل العشرات معظمهم من المصريين.

''جيرالدين'' التي تعمل موظفة حكومية أشارت إلى أن ''التاريخ الرائع لتلك البلاد والمصرييون والشمس هي أكثر الأشياء التي تجذبها في البلاد''.

بخلاف ''جيرالدين''، لم تزر ''ويندي'' السويدية، مصر قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011، لكنها بذات الوقت لم تكن زيارها الأولى، وإنما الربعة، فبحسب ويندي، الجو في بلادها شديد البرودة، فجاءت إلى مصر ''بحثاً عن الدف وكذلك الطبيعة الخلابة''.

''جيرالدين'' بدت حذرة تجاه زيارة القاهرة، حيث قالت أنا لم أزر الأهرامات حتى الآن بسبب المظاهرات المستمرة في مصر وحتى عندما طلبت من زوجي أن نزورها في هذه الإجازة قاال لي نؤجلها لحين انتهاء الاضطرابات (في إشارة إلى مظاهرات 30 يونيو/حزيران)

وأضافت ''جيرالدين'': ''لكننا نأتي إلى شرم الشيخ لأنها بعيدة عن كل ما يدور في القاهرة، نحن هنا بعيد جداً، مثلما ننتقل من انجلترا إلى ألمانيا، المسافة بعيدة ولن نمس بسوء هنا''.

''هيلين''، شابة عشرينية من الولايات المتحدة قالت إنها أيضاً لم تزر القاهرة بعد، لكن وفق ما تقرأه في وسائل إعلام بلادها لن تقوم بزيارة العاصمة المصرية قبل انتهاء مظاهرات الأحد المقبل، خاصة أنها وعدت والديها بأنها لن تذهب في تلك الزيارة سوى إلى شرم الشيخ.

ورغم توافد السياح على خليج نعمة والسوق القديم، إلا أن العاملين في قطاع السياحة هناك عبروا عن استيئاهم من اندلاع المظاهرات بصورة مستمرة، وأبدوا مخاوفهم مما قد يحدث عقب مظاهرات 30 يونيو الحالي.

''مصطفى سيد''، أحد البائعين في متجر سياحي للمنتجات الأثرية بخليج نعمة قال لمراسلة الأناضول ''الوضع يسوء بعد كل مظاهرة، صحيح شرم الشيخ بعيدة عن القاهرة، لكن السياح الذين لا يخشون عواقب المظاهرات اليوم قد يفعلون ذلك غداً، وهذا يؤثر بالتبعية على يوميتنا.. حالياً أكسب من 10 إلى 15 دولار يومياً، لكن قبل الثورة كنت أكسب الضعف أو أكثر''.

''سيد'' يتقن 3 لغات ويعمل في المهنة منذ خمس سنوات يقول إن ''السياحة الروسية هي المتوافدة على مصر بكثرة بعد الثورة، ومعظم الأجانب يفضلون المجيء لخليج نعمة لشراء التحف والهدايا لأقاربهم وأصدقائهم''.

المسافة بين البازار الذي يعمل فيه ''سيد'' والذي يمتلكه ''علي محمد'' القادم من المنصورة بدلتا النيل منذ 12 عاماً للعمل في مجال السياحة، لا تختلف كثيرا.. يقول ''علي'' إن ''الأوضاع السياسية غير مستقرة، ودائماً هناك مظاهرات، وللأسف لا أحد يهتم بشرم الشيخ رغم أنها مورد اقتصادي سياحي كبير لمصر، لو الرئيس زار شرم الشيخ برفقة وزير السياحة، ستكون أكبر دعاية للمدينة بدلاً من محاولة أخذ فلوس من الخارج''، (في إشارة للمنح والقروض).

''محمد'' شدد على أنه ''رغم عدم توقعه بما قد يحدث في 30 يونيو وخوفه من ثورة جديدة ''تأكل الأخضر واليابس''، فإنه لن يترك مهنته في السياحة وأمله أن يدرك السياح أن شرم الشيخ مفصولة عن القاهرة وما يحدث فيها''.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان