لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أمهات المؤمنين (6).. كيف كان عوض الله لـ "أم سلمة" بعد وفاة زوجها؟

01:21 ص الإثنين 29 يونيو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت – آمال سامي:

"النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ".. هكذا وصف القرآن الكريم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم مرسيًا قاعدة شرعية في النظر والتعامل والتقدير لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يتزوجهن أحد بعده، "فهن أمهات المؤمنين في تعظيم حقهن وتحريم نكاحهن على التأبيد" كما يقول البغوي في تفسيره، ويستعرض مصراوي جانبًا من سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن في حلقات متتابعة، واليوم مع أم المؤمنين، أم سلمة رضي الله عنها، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي أرملة لصحابي توفي بعد أن هاجرت معه إلى المدينة.. فما هي قصة زواجهما؟

هي هند بنت أبي أمية، رضي الله عنها، من السابقين الأولين في الدخول إلى الإسلام، وهاجرت مع زوجها أبي سلمة إلى الحبشة، وقيل أنها أول امرأة هاجرت إلى المدينة، قال عنها الذهبي في سير أعلام النبلاء: "من المهاجرات الأول، كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند أخيه من الرضاعة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، الرجل الصالح ، دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة أربع من الهجرة . وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسبا ،وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل الحسين ، الشهيد ، فوجمت لذلك ، وغشي عليها ، وحزنت عليه كثيرا، لم تلبث بعده إلا يسيرا وانتقلت إلى الله، ولها أولاد صحابيون : عمر ، وسلمة ، وزينب . ولها جملة أحاديث".

كانت قصة أم سلمة كغيرها من حديثي العهد بالإسلام، حيث لاقت هي وأسرتها اضطهادًا كبيرًا من قومها حين هاجر المسلمون إلى المدينة، ففرق بنو المغيرة بينها وبين زوجها أبي سلمة وابنها، فأخذه بنو عبد الأسد، وحبسوها، حتى رق لها أحد أقاربها وتوسط لديهم حتى يخرجها لتلحق بزوجها، وحينما خرجت أم سلمة لقيت عثمان بن أبي طلحة رضي الله عنه في التنعيم، فسألها أين تذهب فعرف منها أنها تنوي الذهاب إلى المدينة إلى زوجها لتلحق به، يروي ابن كثير القصة قائلًا أن عثمان قال لها: والله ما لك من مترك، فعزم على أن يصحبها إلى المدينة، وتروي أم سلمة قائلة: فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يهوي بي، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب قطُّ، أرى أنه كان أكرم منه كان إذا بلغ المنزل أناخ بي، ثم استأْخَر عنِّي، حتى إذا نزلتُ استأخر ببعيري، فحطَّ عنه، ثم قيَّده في الشجرة، ثم تنحَّى وقال: اركبي. فإذا ركبتُ واستويتُ على بعيري؛ أتى فأخذ بخطامه فقاده حتى ينزل بي، فلم يزل يصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة، فلمَّا نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقُبَاء، قال: زوجك في هذه القرية -وكان أبو سلمة بها نازلاً- فادخليها على بركة الله. ثم انصرف راجعًا إلى مكة. فكانت تقول: والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحبًا قطُّ كان أكرم من عثمان بن طلحة.

وشهد أبو سلمة غزوة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجرح في أحد، ومات أثر هذا الجرح في السنة الثالثة من الهجرة، وفي وفاة أبي سلمة قصة ترويها لنا أم سلمة، فذات يوم جاءها أبو سلمة بعد مجلسه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرها ما سمعه منه فقال لها أنه قد سمع قولًا سُر به، حيث قال صلى الله عليه وسلم: لا يُصِيبُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعَ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَاخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا. إِلاَّ فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ"، وتقول أم سلمة أنها حفظت منه ذلك، فعند وفاته قالت إنا لله وإنا إليه راجعون ثم دعت اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرًا منها، وتقول أم سلمة: رجعت إلى نفسي فقلت من لي خير من أبي سلمة؟ وبعد انقضاء عدتها تلقت أم سلمة رضي الله عنها عوض الله تعالى وخير عوض، حيث خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية مسلم أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبرته أن ابا سلمة قد مات، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: قولي: اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة (أي عوضني) فقالت: فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدًا صلى الله عليه وسلم.

وقبل أن يخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد شرع في خطبتها صاحبيه، ابو بكر وعمر، لكنها ردتهما، فارسل إليها النبي ليخطبها، ويروي الذهبي في سير أعلام النبلاء أن أم سلمة أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اعتبرته عيوبًا، فقالت لمن أرسله: مرحبًا، أخبر رسول الله إني غيرى – أي شديدة الغيرة- وأني مصبية – تقصد ان لها أبناء صغار- وليس أحد من أوليائي شاهد. فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم: "أما قولك إني مصبية فإن الله سكيفيك صبيانك، وأما قولك: إني غيرى، فسأدعو الله أن يذهب غيرتك، وأما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بي.

فكانت أم سلمة رضي الله عنها سنها كبير كما ذكر الذهبي، ولكن قال لها الرسول أنه أكبر منها سنًا، وكانت ذات أطفال، وأيضًا غيور، وقد تزوجها النبي على ذلك في السنة الرابعة في من الهجرة في شهر شوال.

توفت أم سلمة رضي الله عنها في سنة 59 من الهجرة وقيل 61 هجريًا.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان