لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مَن الصحابي الذي دُفن بالقاهرة وأفتى: "مصر فُتحت صُلحاً"؟

01:25 م الثلاثاء 01 مايو 2018

مسجد عقبة بن عامر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- مصراوي:

صحابي جليل عاصر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونقل عنه الكثير من الأحاديث، وشهد فتح مصر مع عمرو بن العاص- رضي الله عنه- وكان قارئًا، عالِمًا بالفرائض والفقه، شاعرًا، كاتبًا، وهو آخِرُ مَن جمع القرآن.

هو الصحابي الجليل عُقبة بن عامر بن عبس، الإمام الْمُقْرئ، أبو عبس، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو عامر، ويقال: أبو الأسد المصري، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.

وهو كان البريد إلى عمر بفتح دمشق، وشهد فتح مصر مع عمرو بن العاص، وكان عقبة من الرماة المذكورين، وقيل: رحل إلى مصر بعد الفتح واستقرَّ بها.

ولايته على مصر:

ولما حدثت الفتنة في آخر خلافة عثمان بن عفان، وكان والي مصر عبد الله بن سعد بن أبي السرح أحد أسباب تلك الفتنة، فقد خرج عبد الله إلى المدينة لمقابلة الخليفة عثمان، واستخلف على مصر عقبة بن عامر، وقتل عثمان أثناء ذلك، وتولى الخلافة علي بن أبي طالب؛ فعزل عبد الله بن سعد وعقبة بن عامر عن ولاية مصر، وولاها قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما.

عِلْمُه وما رُوي عنه من الأحاديث:

كان عقبة بن عامر راويةً للحديث النبوي الشريف، ويروى أن له في مسند بقي خمسةً وخمسين حديثًا. قال ابن عبد الحكم في كتابة "فتوح مصر وأخبارها": إن أهل مصر يروون عنه نحو مائة حديث، وذكر منها عددًا كبيرًا، وهناك بعض ما رُوي عنه من الأحاديث:

رُوي عن عقبة أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((مَنْ كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، فأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته، كُنَّ له حجابًا من النار)).

رُوي عن عقبة أنه قال: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الهجرة، وأقمتُ معه.

وعن أبي عبد الرحمن الحبلي: أن عقبة كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، فقال له عمر: اعرض علَيَّ، فقرأ، فبكى عمر.

وعنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((مَنْ توضأ فجمع عليه ثيابه ثم خرج إلى المسجد كتب له كاتباه بكل خطوة عشر حسنات، ولم يزل في صلاة ما دام ينتظر الصلاة، ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه)).

وعَدَّدَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لعقبة فضل المعوذتين، وحثَّه على قراءتهما، وهو من ضمن الأحاديث التي عددها له ابن عبد الحكم. قال: قال عقبة‏: ((كنت آخذًا بزمام بغلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض غاب المدينة، فقال لي‏:‏ يا عقبة ألا تركب؟ فأشفقت أن تكون معصية، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وركبت هنيهة، ثم ركب فقال‏:‏ ألا أعلمك سورتين؟ فقلت‏:‏ بلى يارسول الله، قال‏:‏ فأقرأني: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، ثم أقيمت الصلاة، فتقدم وصلى بهما، وقال‏:‏ اقرأهما كلما نمت وقمت)).

عمله بالإفتاء:

قال أبو سعيد بن يونس‏:‏ كان عقبة قارئًا، عالِمًا بالفرائض والفقه، صحيحَ اللسان، شاعرًا، كاتبًا، وهو آخِرُ مَن جمع القرآن. قال‏:‏ ورأيت مصحفه بمصر على غير تأليف مصحف عثمان، وفي آخره‏:‏ كتبه عقبة بن عامر بيده‏.‏

أشهر فتاواه:

ومن أشهر الفتاوى التي تنسب إلى عقبة، والتي أُخذ بها في معاملة المصريين على الدوام: فتواه بأن مصر فُتحت صلحًا، وهو الرأي الذي أخذ به المفتون من بعده، منهم: يزيد بن أبي حبيب، والليث بن سعد، وغيرهما.

وفاته:

وتوفي عقبة في سنة ثمان وخمسين بمصر، وقبره يزار بالقرافة‏، وفي القاهرة "مسجد عقبة بن عامر" بجوار قبره، وللشهاب أحمد بن أبي حجلة التلمساني كتاب "جوار الأخيار في دار القرار" في مناقبه في مائة وعشرين ورقة، وهو مخطوط بمكتبة الأزهر الشريف.

قال‏ ابن عبد الحكم:‏ "وليس في الجبَّانة قبرُ صحابي مقطوعٌ به؛ إلا قبر عقبة، فإنه زاره الخلف عن السلف". قال‏:‏ "ولأهل مصر فيه اعتقاد عظيم، ولهم عنه نحو مائة حديث".

* المصدر: دار الإفتاء - بتصرف

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان