أحدها ظهور نجم.. هكذا ذكرت كتب السيرة علامات دلّت على قرب ميلاد النبي
كتب - هاني ضوه :
شهر ربيع الأول هو الشهر الذي تشرف بميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لذا سُمّي بربيع الأنور، فميلاد النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله لم يكن حدثًا عاديًا، ولم يكن مولده كأي ميلاد عادي، بل سبقه من المؤشرات والدلائل الكثير.
وقد ذكرت كتب السيرة النبوية المطهرة الكثير من بعض العلامات التي دلّت على قرب ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنها "سيرة ابن هشام" و"السيرة الحلبية" و"البداية والنهاية" وغيرها.
رؤية لجده
ومن تلك العلامات والرؤى ما رآه عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبيل ميلاد النبي، حيث رأى في منامه رؤيا عجيبة رواها بنفسه لقومه وذكرها "ابن كثير" وغيره قال عبدالمطلب: "إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة تنبت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب، وما رأيت نوراً أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفًا.
ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا ساعة تخفى وساعة تزهر، ورأيت رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها، ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها.
فإذا دنوا منها أخرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أظهرهم، ويقلع أعينهم.
فرفعت يدي لا تناول منها نصيبًا، فمنعني الشاب فقلت لمن النصيب ؟ فقال النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها.
ويقول عبدالمطلب فانتبهت مذعورًا فزعًا فرأيت وجه الكاهنة قد تغير، ثم قالت لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب ويدين له الناس ثم قال - يعني عبد المطلب - لابي طالب، لعلك تكون هذا المولود قال فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث بعدما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدما بعث.
نور في وجه أبيه ينتقل لأمه ومن الإشارات كذلك التي دلت على اقتراب ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ذكره الإمام أبي الفرج نور الدين علي بن برهان الحلبي في كتابه "إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون" وكذلك ابن كثير ورواه أبو نعيم في "دلائل النبوة" من أنه عندما تزوج عبدالله أبو النبي صلى الله عليه وآله وسلم السيدة آمنة انتقل نور كان في وجهه إلى وجهها، ولذلك قصة لما انطلق عبد المطلب بابنه عبد الله ليزوجه مر به على كاهنة من أهل تبالة متهودة قد قرأت الكتب، يقال لها فاطمة بنت مر الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت: يا فتى هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الإبل؟
فقال عبد الله:
أما الحرام فالممات دونه * والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه * يحمي الكريم عرضه ودينه
ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة نبت وهب بن عبد مناف بن زهرة فأقام عندها ثلاثًا، ثم تعجب من فعل الكاهنة وطلبها فأتاها فقالت: ما صنعت بعدي فأخبرها، فقالت: والله ما أنا بصاحبة ريبة، ولكني رأيت في وجهك نورًا فأردت أن يكون في، وأبى الله إلا أن يجعله حيث أراد.
نجم النبي يظهر
ومن تلك العلامات والمبشرات التي دلت على قرب ميلاد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم إعلان اليهود عن ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ما ذكره ابن هشام في كتابه "السيرة النبوية" وغيره من كتاب السير، عن حسان بن ثابت رضي الله عنه الذي حكى تلك الواقعة التي شهدها بنفسه فيقول: "والله إني لغلام يفعة، ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت، إذ سمعت يهوديًا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب: يا معشر يهود، حتى إذا اجتمعوا إليه، قالوا له: ويلك ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به".
فيديو قد يعجبك: