من آداب إكرام الضيف في رمضان
بقلم – هاني ضوَّه :
رمضان شهر الخيرات والبر والتواصل الاجتماعي، وفيه تكثر العزومات والدعوات على الإفطار لإشاعة روح من المودة بين الأقارب والأصدقاء.
وإكرام الضيف من صفات المؤمنين، ودليل على قوة وكمال الإيمان، وهي من التعاليم التي وجهنا إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح حيق قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".
والكرم من صفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كان سيد الكرماء على الإطلاق، وقد وصفته أم المؤمنيني السيدة خديجة رضي الله عنها بالكرم، عندما نزل عليه الوحي ودخل عليها فزعًا مما لقي في الغار بعد نزول سورة اقرأ وقال: "زملوني" فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال للسيدة خديجة: "أي خديجة مالي لقد خشيت على نفسي؟» – فأخبرها الخبر – فقالت السيدة خديجة: "كلا.. أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبدًا، فو الله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف".
وفي رمضان يكون التزوار والاجتماع على الطعام من أهم المظاهر الاجتماعية التي دعا الإسلام إليها، ولإكرام الضيف وتحضير الولائم آداب في الإسلام، علينا جميعًا أن نحرص عليها قدر المستطاع ومن تلك الآداب:
-أن تدعو إلى طعامك الأتقياء لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تصاحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي".
-أن لا يخـص بضـيافته الأغنياء دون الفقراء لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ".
-أن لا يقصد الإنسان بضيافته التفاخر والمباهاة بل يقصد الاستنان بسنة النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله والأنبياء من قبله كسيدنا إبراهيم عليه السلام والذي يلقب بأبي الضيفان.
-أن ينوي من يقيم الوليمة بها إدخال السرور على أقاربه وإخوانه وإشاعة الفرحة والبهجة في قلوبهم.
-أن يدعو إليها من يعلم أنه لا يشق عليه الحضور أو أنه يتأذى ببعض الإخوة الحاضرين تجنبا لأذية المؤمن المحرمة.
-واستقبال الضيف بعبارات الترحيب من الأمور الطيبة لأنها تدخل السرور والأنس إلى النفس، فعن ابن عباس رضى الله عنه قال: لما قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مرحبًا بالوفد الذين جاءوا غير خزايا ولا ندامي".
-ويستحب للمضيف إيناس الضيف بالحديث الطيب والقصص التي تليق بالحال؛ لأن من تمام الإكرام طلاقة الوجه وطيب الحديث عند الخروج والدخول؛ ليحصل له الانبساط، ولا يكثر السكوت عند الضيف.
-كما ينبغي على المضيف أن يرتب المائدة بحيث لا يضطر الضيف إلى أن يمد يده إلى مكان بعيد من الطاولة؛ بل يوضع من كل الأصناف أمام كل الضيوف.
-وعلى من يستضيف قومًا أن يقدم أكبرهم ويخصه بمزيد عناية، وذلك لحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك في أكثر من حديث، منها: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن؛ غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط".
-ويستحب لصاحب البيت أن يوَصِل ضيفه إلى باب البيت بعد الفراغ من الضيافة وكان هذا دأب سلف الأمة رضوان الله عليهم فقد قال الإمام الشعبي: من تمام زيارة الزائر أن تمشي معه إلى باب الدار وتأخذ بركابه.
فيديو قد يعجبك: