لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الإيرانيون يفضلون دعاء رمضان بالعربية

12:49 ص الثلاثاء 16 يوليو 2013

اعتاد الإيرانيون منذ سنوات عديدة على استقبال شهر رمضان الكريم بتنظيم حملات شعبية لتزيين المساجد بالمصابيح والثريات، ونفض الغبار عن جدرانها، وغسل السجاد أو استبدال سجاد جديد بالقديم، كما يُسمع الدعاء في المساجد والتلفزيون باللغة العربية مصحوبا بترجمة إلى الفارسية.

ويقوم الأهالي بجمع التبرعات وتقديمها إلى إدارة كل مسجد لإقامة موائد الإفطار والسحور الجماعية خلال الليالي العشر الأخيرة من الشهر الفضيل.

وعلى الصعيد الحكومي تقوم المجالس البلدية وبعض المؤسسات بتعليق لافتات في الساحات والميادين العامة تذكِّر الناس بمقدم شهر رمضان، وتُقدم (التبريكات) للأمة الإسلامية.

وفي أولى ليالي الشهر المبارك يُقرأ في المساجد (دعاء رؤية الهلال) الوارد عن الإمام علي بن الحسين -رضي الله عنهما-، ونصه: (اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والعافية المجللة والرزق الواسع ودفع الأسقام، اللهم ارزقنا صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه، اللهم وسلمه لنا وتسلمه منا وسلمنا فيه).

وتحفل مساجد إيران خلال شهر رمضان الكريم بالعديد من البرامج الدينية والثقافية التي يبدأ الإعلان عنها قبل حلول الشهر الفضيل، حيث تتنافس المساجد فيما بينها لتنظيم دورات ختم القرآن الكريم، واستضافة كبار الخطباء والوعاظ لإلقاء المحاضرات الدينية والأخلاقية بعد الإفطار.

ومن التقاليد الشائعة في إيران أن يعلن كل مسجد مع بدء حلول شهر رمضان المبارك عن برامجه الدينية والثقافية، وأسماء المحاضرين، وعلماء الدين الذين سيستضيفهم خلال ليالي الشهر.

وبعض المساجد الكبيرة تعلن عن ذلك في التلفزيون أو في الصحف المحلية، وأكثر البرامج جذبا للناس مراسم القراءة الجماعية للأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت -رضوان الله عليهم- لا سيما في ليلتي الثلاثاء والخميس وصبيحة الجمعة، حيث تكتظ المساجد بالصائمين لرسوخ الاعتقاد بإجابة الدعاء في هذه الأوقات، وعند قراءة الأدعية بصورة جماعية.

أدعية مأثورة: وفي ليلة الثلاثاء يُقرأ دعاء (التوسل لله تعالى)، وفي ليلة الخميس يُقرأ الدعاء الذي علمه الإمام علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- للصحابي الجليل كميل بن زياد النخعي، ويسمى اختصارا بـ(دعاء كميل).

وهو دعاء حافل بالعبارات البليغة التي تناجي الخالق تعالى بلغة المذنبين الراجين للرحمة، وتستدر دموع التائبين التواقين لغفرانه جل وعلا، ويبدأ الدعاء باعتراف العبد لله بذنوبه وتقصيره: (اللهم مولاي، كم من قبيحٍ سترته، وكم من فادح من البلاء أَقْلته، وكم من عِثار وقيته، وكم من مكروه دفعته، وكم من ثناء جميل لستُ أهلا له نشرته، اللهم عَظُم بلائي، وأفرط بي سوء حالي، وقَصُرت بي أعمالي، وقعدت بي أغلالي، وحبسني عن نفعي بُعْد آمالي، وخدعتني الدنيا بغرورها، ونفسي بجنايتها، فأسألك بعزتك يا رباه ألا يحجب عنك دعائي سوءُ عملي وفعالي، ولا تفضحني بخفيّ ما اطّلعت عليه من سري، ولا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي من سوء فعلي وإساءتي ودوام تفريطي وجهالتي).

ويمضي الدعاء في المناجاة، وطلب العفو (إلهي أتُراكَ معذبي بنارك بعد توحيدك؟! وبعدما انطوى عليه قلبي من معرفتك، ولهج به لساني من ذكرك، واعتقده ضميري من حبك، وبعد صدق اعترافي ودعائي خاضعا لربوبيتك؟! هيهات هيهات أنت أكرم من أن تضيّع من ربّيته أو تبعد من أدنيته أو تشرّد من آويته أو تسلم إلى البلاء من كفيته ورحمته)، ويختتم بالتوسل إلى الله تعالى أن يقبل التوبة.

وفي صبيحة الجمعة يُقرأ دعاء (الندبة)، ويدعو فيه المسلمون بالفرج لأمة الإسلام، وكشف الغمة عنها.

وإضافة إلى هذه الأدعية يُقرأ في كل المساجد وبعد الإفطار مباشرة دعاء (الافتتاح) ومطلعه:  (اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك، وأنت مسدد للصواب بمنّك، وأيقنت أنك أنت أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة، وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة وأعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة، اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك فاسمع يا سميع مدحتي وأجب يا رحيم دعوتي).

ويختتم بطلب العون من الله تعالى لإقامة دولة العدل الإسلامية، حيث يردد الصائمون: (اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة).

أما في وقت السحور وقبيل أذان الفجر فيُقرأ في المساجد دعاء (السحر) الزاخر بالمعاني العرفانية، ويقوم التلفزيون الإيراني ببثه يوميا من أحد مساجد العاصمة قبل إقامة صلاة الفجر.

ومطلع الدعاء الذي يرويه الإمام جعفر الصادق: (اللهم إني أسألك من بهائك بأَبْهاه، وكلُّ بهائك بهيٌ، اللهم إني أسألك ببهائك كله، اللهم إني أسألك من جمالك بأجمله، وكل جمالك جميل، اللهم إني أسألك بجمالك كله، اللهم إني أسألك من جلالك بأجلّه، وكل جلالك جليل، اللهم إني أسألك بجلالك كله، اللهم إني أسألك من كمالك بأكمله، وكل كمالك كامل، اللهم إني أسألك بكمالك كله).

وتستمر المناجاة في الدعاء حتى يقول الصائم: (اللهم إني أسألك بما أنت فيه من الشأن والجبروت، وأسألك بكل شأن وحده وجبروت وحده، اللهم إني أسألك بما تجيبني به حين أسألك فأجبني يا رباه)، ويسأل بعدها الإنسان حاجته الخاصة عقب الانتهاء من القراءة الجماعية للدعاء.

الدعاء باللغة العربية: وتجدر الإشارة إلى أن جميع الأدعية المختصة بشهر رمضان أو غيرها تُقرأ جماعيا أو فرديا باللغة العربية، حيث يؤكد فقهاء الشيعة على استحباب قراءة الدعاء بلغة عربية سليمة حتى وإن كان الداعي لا يفهم كلماته، ويُعد ذلك شكلا من أشكال تحبيب لغة القرآن الكريم لغير العرب، وتشجيعهم على تعلمها.

ويقوم أحيانا الخطباء والوعاظ عند قراءة أي من الأدعية المذكورة بترجمة مقاطع منها للفارسية وبصوت حزين -إن كانوا يجيدون العربية والفارسية معا- وعند نقلها تلفزيونيا يتم كتابة ترجمة معاني الدعاء باللغة الفارسية على الشاشة فيما يواصل القارئ الدعاء بالعربية.

ونظرا لأثر الصوت في قراءة الدعاء كما هو الحال في تلاوة القرآن الكريم فإن الأدعية الرمضانية وسواها توزع في أشرطة تسجيل صوتية ومرئية بأصوات قراء معروفين أشهرهم (أهنكران)، و(أنصاريان)، و(منصوري)، وعادة ما ترتفع نسب مبيعاتها خلال أيام شهر رمضان الكريم، ونظرا لسعة شعبية هؤلاء القراء فإن المساجد الكبيرة تحرص على استضافتهم خلال ليالي رمضان لقراءة الأدعية.

كما أن المرشد الأعلى آية الله علي يستضيف أحدهم في منزله في الليالي العشر الأخيرة  المباركة، حيث يقيم فيها كل عام وجبات إفطار لكبار موظفي الدولة ونواب البرلمان تتم بعدها مراسم الدعاء الجماعي.

برامج خاصة للنساء: وللنساء الإيرانيات حضورهن المميز في البرامج الرمضانية، حيث تخصص لهن أماكن معزولة عن الرجال في المساجد خلال إقامة مراسم الدعاء، وفي بعض أيام شهر رمضان  يتم تخصيص المسجد بكامله للنساء عند استضافة محاضرات متخصصات في فقه شئون المرأة والحياة الزوجية، وكذلك عند إعداد برامج تشجيعية للفتيات الصغيرات من قبيل المسابقات القرآنية والثقافية.

وبالنسبة لمن يبلغن سن التكليف الشرعي في شهر رمضان الكريم تقام لهن مراسم ذات طابع اجتماعي –ديني- تسمى بالإيرانية (جشن تكليف) أي (احتفال التكليف الشرعي)، وتقدم فيه الهدايا للصبايا، وعادة ما تكون عبارة عن ملاءة بيضاء للصلاة، وسجادة، ونسخة من المصحف الشريف.

ويتم إحياء الليالي العشر الأخيرة بقراءة الأدعية، وإقامة صلاة مائة ركعة مستحبة جماعة، وتقدم جميع المساجد والتكايا وجبة سحور توزع على الحضور، وبعض المساجد توزع الوجبات أيضا على أهالي المنطقة التي تقع فيها.

ولا ينسى الإيرانيون إخوانهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تشهد الجمعة الأخيرة من شهر رمضان -التي سبق للإمام الخميني أن أعلنها يوما عالميا للقدس- حملة تبرعات شعبية واسعة النطاق لمساعدة الأطفال الفلسطينيين والأسرة الفلسطينية التي تعاني الأمرّين تحت ظل الاحتلال الصهيوني، كما تنطلق في المناسبة ذاتها تظاهرات جماهيرية في جميع أنحاء إيران  لإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني.

المصدر: موقع اسلام اون لاين

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان