"أم عمارة" و"أم منيع".. صحابيتان مهّدتا لهجرة النبي
كتب- هاني ضوه:
دائمًا ما كانت المرأة حاضرة في أصعب الأوقات والمراحل المهمة في تاريخ الإسلام، ومن أهم هذه المراحل الهجرة النبوية المشرفة التي شاركت فيها بقوة.
ومن هؤلاء الصحابيات اثنتان كان لهما دور كبير في التمهيد للهجرة النبوية المشرفة، هما "أم عمارة" نسيبة بنت كعب، البطلة المجاهدة التي جُرحت 13 جرحًا وهي تدافع عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يوم "أُحد" فهي من السابقين الأولين في الإسلام.
أما الثانية، فهي "أم منيع" أسماء بنت عمرو السلمية، إحدى المجاهدات كذلك، وهي ابنة عمة الصحابي الجليل معاذ بن جبل (رضي الله عنه) أحد الفقهاء من صحابة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم.
أسلمت مع بداية معرفة أهل يثرب بالإسلام قبل بيعة العقبة الثانية، وجاءت مع وفد البيعة لتبايع النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وكانت حاملًا في شهرها التاسع، وكانت من أتم القوم عقلاً، وأحكمهم رأياً، ومن المشاركات في الجهاد؛ تطبب الجرحى وتسقيهم.
وقد بايعتا النبي- عليه الصلاة والسلام- في بيعة العقبة الثانية عندما خرج من المدينة ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليبايعوه ويؤتوه عهدهم وذممهم من أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأهليهم، فتوافدوا جميعاً إلى العقبة الثانية التي كانت النواة الأولى في لبنة الدولة الإسلامية، وما يهمنا من أمر هذه البيعة في هذا المقال هو ما كان من أمر المرأتين أم عمارة وأم منيع.
كانت أم عمارة وأم منيع من أوائل أهل يثرب دخولًا في الإسلام، فقد كانتا أول امرأتين من يثرب بايعتا النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في بيعة العقبة الثانية، ولما هاجر رسول الله إلى المدينة، كانت أم عمارة وأم منيع من المجتهدات في نشر الدين في المدينة والدعوة إلى الإسلام، مما مهد لهجرة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- إلى المدينة.
فقد قامتا مع الرجال بتعبئة الجو العام اليثربي، وتهيئته للإسلام حتى كانت الهجرة، فكان المجتمع اليثربي مستعداً لتكوين وتشييد وإقامة الدولة الإسلامية التي تكونت نواتها الأولى ببيعة العقبة الثانية.
مصادر:
• كتاب "السيرة النبوية" – ابن هشام.
• كتاب "المغازي" – الإمام الواقدي.
• كتاب "الدرر في اختصار المغازي والسير" - يوسف بن البر النمري.
• كتاب "الطبقات الكبرى - ابن سعد.
فيديو قد يعجبك: