قصة مسجد الإمام علي زين العابدين.. هل حقًا به ضريح الإمام؟
كتبت – آمال سامي:
مر أهل البيت الكرام بمصر بعد حكم الأمويين كثيرًا، إذ كانت ملاذهم الآمن من اضطهاد حكام الدولة الأموية والعباسية، وهو ما يفسر كثرة أضرحة آل البيت بها، وعلى الرغم من أن اشهرهم "الحسين" لم يدفن بمصر، وهناك أقاويل تناقض قصة دفن رأسه بمصر حيث المسجد الحسيني، إلا أن أضرحة آل البيت ظلت تعتبر أهم المزارات السياحية في مصر التي يتردد عليها المصريون والأجانب على السواء.
وضريح زين العابدين، هو واحد من هذه الأضرحة، وهو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويقع الضريح في منطقة السيدة زينب بحي "زينهم" الذي سمي على اسمه اختصارًا وتبسطًا، زينهم أي زين العابدين، وقد بني الضريح في العصر الفاطمي بالقرب من مدينة الفسطاط، وأطلق اسمه على الحي كله في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
توفى الامام زين العابدين في محرم عام 95 هجريًا وقيل إن سبب الوفاة هو "السم" وقد دسه له الوليد بن عبد الملك بن مروان.وقد دفن بالبقيع بجوار عمه الحسن بن علي، أما الضريح الموجود بالمسجد، مدفون به رأس ابنه الإمام زيد بن علي الذي قتله هشام بن عبد الملك بعد ثورته عليه، وقد أرسل هشام رأس زيد إلى مصر لينصب على جامع عمرو بن العاص بسطا لنفوذه وتخويفا لرعاياه هناك ويروى أن عدد من المصريين اخذوا الرأس ودفنوه بموقعه الحالي.
محتويات ضريح القاهرة
يحتوي المسجد الحالي على قبتين لمقامي زين العابدين وابنه زيد، وفي الحقيقة فإن زين العابدين لم يزر مصر سوى مرة واحدة فقط بصحبة عمته زينب رضي الله عنها واقام فيها لمدة عامين كان منزله موضع المسجد الحالي، وقد بني مسجد زين العابدين في عهد الوالي العثماني حسن باشا طاهر السلحدار 1707 - 1709 م وقام بعمارة المسجد الأمير عثمان أغا مستحفظان في عام 1863م ومر المسجد بأكثر من عملية تجديد آخرها ما قام به الملك فاروق الأول حيث جدد واجهته كاملة.
تعرض الضريح للاحتراق في السنوات الأخيرة، وتحديدًا في مايو 2017 ، ثم قامت وزارة الآثار بترميمه حتى تم افتتاحه في مارس 2018.
وعلى الرغم من أن القبر في البقيع إلا أن ضريح القاهرة مازال مقصد المتبركين بمقامه ومن ينسبون المسجد إليه، فيقيم ابناء الحي مولدًا لزين العابدين في كل عام في ذكرى مولده الذي يوافق الخامس من شعبان عام 38 هـ.
وقد سمي علي بزين العابدين لكثرة عبادته كما قال عنه الامام مالك، وشهد له الشافعي بأنه أفقه أهل المدينة واشتهر بالورع والطاعة والتقوى والزهد، وقد حضر علي مع ابيه الحسين "كربلاء" لكنه لم يشارك غي القتال لأصابته بالحمى. وروى الذهبي عن محمد بن إسحاق ما قاله عن زين العابدين وإحسانه : "كان ناس من أهل المدينة يعيشون ،لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل"، فكان زين العابدين يخرج يوميًا في الليل يوزع الصدقات سرا على بيوت الأرامل والمساكين دون أن يكشف عن هويته.
فيديو قد يعجبك: