هيئة كبار العلماء تحيي ذكرى الشيخ إبراهيم الحديدي.. أستاذ الفقه الحنفي
كتب - علي شبل:
في مِثْلِ هذا اليومِ- الخامسِ منْ ديسمبر عامَ 1926م، المُوافِقِ الثَّلاثينَ منْ جُمادَى الأولَى سنةَ 1345هـ- حَضَرَ الشَّيخُ العلَّامةُ إبراهيم الطَّاهريُّ الحديديُّ الحنفيُّ آخرَ اجتماعٍ له في هيئةِ كبارِ العلماءِ، حيثُ لمْ يُسجَّلْ حضورُه مرَّةً أخرى في اجتماعاتِ الهيئةِ؛ وعلى هذا يُرجَّحُ أنْ تكونَ وفاتُه بعدَ هذا التَّاريخِ بزمنٍ يسيرٍ.
وتقول هيئة كبار العلماء إنه للأسفِ لمْ تُمدَّنا المصادرُ الَّتي بينَ أيدِينا بتاريخِ مولدِ فضيلتِه، ولا مكانِه، ولا تفاصيلِ نشأتِه، لكنْ -بالنَّظرِ إلى أقرانِه الَّذينَ شملَهم قرارُ تشكيلِ هيئةِ كبارِ العُلماءِ- يغلبُ على الظَّنِّ أنْ يكونَ منْ مواليدِ مُنتصَفِ القرنِ التَّاسعَ عَشَرَ، وإذا كانَ الأمرُ كذلك يكونُ الشَّيخُ إبراهيمُ الحديديُّ حينَ وَفَدَ إلى الأزهرِ تلقَّى العلمَ على كبارِ عُلمائِه في ذلك الوقتِ، ومنْهم: الشَّيخُ محمد الأنبابي، والشَّيخُ عبد الرحمن البحراوي، والشَّيخُ محمد المهدي العباسي، مُفتِي الدِّيارِ المِصريَّةِ، وقدْ تلقَّى عليهم -في أغلبِ الظَّنِّ- الفقهَ الحنفيَّ.
ورصدت الهيئة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أبرز المعلومات عن العالم الجليل الراحل في النقاط التالية:
- اختِيرَ الشَّيخُ إبراهيمُ الحديديُّ عُضوًا بهيئةِ كبارِ العُلماءِ في التَّشكيلِ الأوَّلِ لها، وذلك بمُقتضَى الإرادةِ السَّنيَّةِ الصَّادرةِ لرياسةِ مجلسِ النُّظَّارِ في السَّادسِ منْ ذي القَعْدةِ 1329هـ، المُوافقِ الثَّامنَ والعشرِينَ منْ أكتوبر 1911م.
- أسندَتْ لجنةُ هيئةِ كبارِ العُلماءِ للشَّيخِ إبراهيمَ الحديديِّ تدريسَ الفقهِ، والتَّفسيرِ بالجامعِ الأزهرِ، وكانَ الشَّيخُ إبراهيمُ الحديديُّ يُلقِي دُرُوسًا عِلْميَّة في مسجدِ القلعةِ أيضا.
- كانَ الشَّيخُ إبراهيمُ الحديديُّ واحدًا مِمَّنْ راجَعَ وناقَشَ الشَّيخَ علي عبد الرازق في كتابِه: «الإسلام وأصول الحكم»، وقدْ سجَّلَتْ هيئةُ كبارِ العُلماءِ برئاسةِ شيخِ الأزهرِ محمد أبي الفضل الجيزاوي آنذاك محضرًا لاجتماعِها بالشَّيخِ علي عبد الرازق، سُجِّلَتْ فيه شُبُهاتُ الشَّيخِ علي عبد الرازق في كتابِه، ومُناقَشةُ علماءِ الأزهرِ له، ورُدودُهم عليه، وقدْ وَقَّعَ عُلماءُ الهيئةِ، وكانَ منْ بينِهم الشَّيخُ إبراهيمُ الحديديُّ، وذلك عامَ 1925م.
لمْ نستطعِ الوُصولَ إلى مُؤلَّفاتِ الشَّيخِ إبراهيمَ الحديديِّ، إلَّا أنَّنا عثرْنَا على رسالةٍ واحدةٍ لفضيلتِه، عُنوانُها «رسالةٌ في مبادئِ العُلومِ».
- ظلَّ الشَّيخُ إبراهيمُ الحديديُّ يُواصِلُ عطاءَه العلميَّ في مسجدِ القلعةِ، والجامعِ الأزهرِ الشَّريفِ مُفسِّرًا كتابَ اللهِ، شارحًا الفقهَ الحنفيَّ، حتَّى وافَتْهُ المَنِيَّةُ، وقدْ سَجَّلَتْ محاضرُ هيئةِ كبارِ العُلماءِ آخرَ اجتماعٍ حضرَه فضيلتُه في الثَّلاثِينَ منْ جُمادَى الأولَى سنةَ 1345هـ، المُوافِقِ الخامسَ منْ ديسمبر 1926م، وعلى هذا يُرجَّحُ أنْ تكونَ وفاتُه بعدَ ذلكَ بزمنٍ يسيرٍ.
رَحِمَه اللهُ رحمةً واسعةً، وأنزلَه منازلَ الأبرارِ
اقرأ أيضًا:
ما حكم قراءة القرآن بصورة جماعية؟.. والإفتاء: جائز بشرط
هل يسقط الدين شرعًا لو سامح فيه صاحبه؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)
اشترط عليّ زوجي ألا أطالب بميراثي منه إذا توفي.. فما حكم رجوعي عن الاتفاق؟.. أزهري يجيب
فيديو قد يعجبك: