لماذا تبدأ السنة الهجرية في المحرم والنبي دخل المدينة في ربيع الأول؟.. سر يكشفه علي جمعة
كتبت – آمال سامي:
تؤكد كتب السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة المكرمة كان في ليلة 27 من صفر، ودخل المدينة في بداية شهر ربيع الأول، ورغم ذلك لا يحتفل المسلمون بالهجرة الشريفة في بداية ربيع الأول، ولا في شهر صفر، موعد بدء الهجرة الحقيقي، تلك المسألة كان قد فسرها الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، موضحًا السر في ذلك.
وقال جمعة، في فيديو لأحد لقاءاته ببرنامج "والله أعلم" المذاع على فضائية "سي بي سي"، إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المدينة إنه حين اختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بداية العام اختار أن تكون في بداية شهر المحرم وهي تبدأ بعد نهاية موسم الحج، ويضيف جمعة أن القرارات التي اتخذت عند موسم الحج تنفذ في الشهر التالي، ولذا اختير المحرم لبداية السنة الهجرية، وهو أيضًا كان الشهر الأول في الجاهلية وكان بعد موسم الحج، "كان العرب القدماء يحجون في ذي الحجة على دين إبراهيم"، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أضاف لشعائر العرب ما قد نسوه ولا يعلموه عن طريق الوحي، مثل الصفا والمروة وغيرها.
وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أن سر اختيار عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبداية السنة بهذا التوقيت حتى تكون مرتبطة بركن من أركان الإسلام وهو الحج، فيتم تنفيذ القرارات التي تصدر فيه في الشهر الذي يليه، "نحتفل بالسنة الهجرية ونحتفل بعمر أيضًا"، موضحًا أن النبي حين طلب من الأمة ان يعيشوا منهجه وألا يعيشوا زمنه فقال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجز وإياكم ومحدثات الأمور.
ويوضح فضيلة المفتي السابق أن السنة المتبعة عند المسلمين مكونة من قسمين، أولهما ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره موحى إليه ومعصوماً، وسُنة أيضًا محفوظة ومعتمدة لهذه التجربة خلال 30 عامًا بعد الرسول صلى الله عليه وسلم متمثلة فيمن أسماهم بالخلفاء الراشدين المهديين، فهم الذين بدأوا هذه السنة الهجرية، ولذا نحتفل بها باعتبارها سُنة من سُنن النبي صلى الله عليه وسلم غير المباشرة.
فيديو قد يعجبك: